تداعيات أحداث عرسال التي تطورت نحو الأسوأ مطلع الاسبوع من خطف وخطف مضاد انطلاقاً من البقاع الذي كاد الأمن فيه أن يكون خارج السيطرة مع استمرار قطع الطرق هنا وهناك واستهداف بعض البلدات فيه بصواريخ مجهولة المصدر وإحراق مخيمات ايواء النازحين السوريين وغير ذلك من ممارسات تنذر باستدراج البلاد الى فتنة مذهبية في ظل بقاء ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جماعات ارهابية معلقاً بما لا يطمئن ذويهم بين مطالب بتحريرهم مهما كلف الأمر ورافض للرضوخ لمطالب الخاطفين… – كل ذلك أبقى الأجواء المحيطة بالأسواق المالية اللبنانية أمس أيضاً على حالها من الحذر والقلق. وهكذا جاء أداء بورصة بيروت استكمالاً للجلسات التي سبقتها من حيث غياب المبادرات في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها على نحو اضطر الساعين الى تزود سيولة بيعاً لكميات منها الى خفض أسعار العروض تدريجاً على أسهم “سوليدير” الأكثر انتشاراً خلافاً لغيرها، فمضت تتقلب نزولاً من أعلى على 12٫35 دولاراً إلى أدنى على 12٫04 دولاراً قبل أن تقفل الفئة “أ” منها بـ 12٫08 دولاراً في مقابل 12٫40 أول من أمس (ناقص 2٫58 في المئة) والفئة “ب” بـ12٫10 دولاراً في مقابل 12٫44 (ناقص 2٫73 في المئة).
وفي قطاع المصارف خرقت رتابة التسعير فيه قبيل الاقفال بدقائق صفقة خاصة كبيرة تناولت تبادل 17٫000٫000 سهم مدرج من “بنك عودة” دفعة واحدة بسعر تحدد بين الجهتين البائعة والشارية بـ 6٫00 دولارات للسهم الواحد في مقابل 6٫18 دولارات أول من أمس (ناقص 2٫95 في المئة)، بعد تبادل 5448 سهماً بسعر 6٫09 دولارات، وذلك قبل أيام من دعوة المصرف الى الاكتتاب في زيادة رأسماله. الى ذلك ارتفعت أسعار شهادات ايداع هذا المصرف من 6٫30 دولارات الى 6٫39 (زائد 1٫42 في المئة) وأسعار تلك العائدة الى “بنك لبنان والمهجر” من 9٫35 دولارات الى 9٫37 (زائد 0٫21 في المئة، لتستقر أسعار أسهمه المدرجة على 8٫75 دولارات، مع أسعار أسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية 2009 على 100٫10 دولار.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ استقرار أسعار أسهم “هولسيم” و”الاسمنت الأبيض” لحامله على 14,50 دولاراً و3,50 دولارات توالياً في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع ملحوظ مقداره 10,97 نقاط ونسبته 0,93 في المئة على 1174,57 نقطة، في سوق نشيطة جداً بفضل الصفقة الخاصة على أسهم “بنك عوده” المدرجة، أذ تبولدل فيها ما مجموعه 17,055,725 صكاً قيمتها 891112 دولاراً أول من أمس.
في الخارج وفي غياب البيانات الاقتصاية المهمة على جانبي الأطلسي والتي اقتصرت على شبه استقرار العجز التجاري الفرنسي في تموز على 5,54 مليارات أورو في مقابل 5,58 مليارات في حزيران وارتفاع عجز الموازنة في الفترة عينها بوتيرة سنوية الى 84,1 ملياراً في مقابل 80,8 ملياراً وإعلان رئيس “بنك انكلترا” المركزي مارك كارني ان رفع معدلات الفائدة البريطانية للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008 بات قريباً. في إشارة الى تعافي الاقتصاد في بلاده من تداعيات هذه الأزمة أوروبياً ، وتحسن الاقراض الاستهلاكي في الولايات المتحدة في آب أميركياً، ظلت أسواق المال العالمية منشغلة بما سيفضي اليه الاستفتاء على استقلال اسكوتلندا في 18 أيلول عن المملكة المتحدة والمدى الذي ستتخذه العقوبات الأوروبية على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية مع ظهور ميل داخل الاتحاد الأوروبي الى تأجيل تطبيق الجديد منها. وفي انتظار ما ستفضي اليه كل هذه الملفات وكذلك زيارة رئيس الوزراء البريطاني لاسكوتلندا لثني مواطنيها عن الموافقة على استقلالها الاسبوع المقبل، أقفل الأورو في نيويورك متماسكاً على 1,2950 دولار في مقابل 1,2895 أول من أمس، وأونصة الذهب التي أقفلت على 1257,50 دولاراً في مقابل 1255,25 في الفترة عينها.
في غضون ذلك، واصلت الأسهم الأوروبية تراجعها بقيادة الشركات التي تتاجر في السلع الاساسية مثل النفط والمعادن وغيرها، فأقفلت بورصات منطقة الأورو بخسارة راوحت بين 1,49 في المئة في ليشبونة و0,49 في المئة في فرانكفورت، شأن الأسهم الاميركية حيث لم يجد المستثمرون ما يدعوهم الى دفعها صعوداً، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي منخفضاً 97,55 نقطة على 17013,87 نقطة وناسداك 40,01 نقطة على 4552,28 نقطة.