تبدأ منظمة الأغذية والزراعة _ الفاو، اعتباراً من اليوم الأربعاء، بتنظيم الأيام الحقلية لتدريب المزارعين على زراعة «الكينوا» وإدخالها في النظم الزراعية اللبنانية. يُقام اليوم الحقلي الأول في تل عمارة وكفردان، على أن تليه ورشات عمل ودورات تدريبية وأيام حقلية أخرى للمزارعين والمهندسين الزراعيين ومهندسي الإرشاد الزراعي.
وذلك في إطار مشروع إقليمي للدعم التقني تديره المنظمة الساعية الى إدخال زراعة الكينوا واعتمادها ومأسسة إنتاجها في كل من الجزائر ومصر وإيران والعراق وموريتانيا والسودان واليمن، فضلاً عن لبنان.
وأشارت المنظمة في بيان لها أمس الى أنها شملت لبنان في هذا المشروع «بناءً على طلب من وزارة الزراعة اللبنانية». وأوضحت أنها، من خلال هذا المشروع، تساعد لبنان على تقويم الإمكانات لاستحداث زراعة الكينوا وإنتاجها واعتمادها، وتسهيل نقل المعارف والكفاءات، وبناء وتطوير القدرات المحلية، ووضع أساس لاستراتيجية مستدامة وطنية لإدماج الكينوا في النظم الزراعية.
وكانت المنظمة قد أقامت في هذا العام حقولاً تجريبية في صور وتل عمارة وكفردان، بمشاركة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة.
لا تنحصر أهمية الكينوا بخصائصها الغذائية الفريدة وغناها بالبروتين (نحو 40%)، بل تشمل مزاياها الزراعية والصناعية، فهذه النبتة قادرة على التكيف مع طائفة واسعة من الظروف البيئية والمناخية وطبيعة التربة. فالكينوا هي الغذاء النباتي الوحيد الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية والعناصر النادرة والفيتامينات، وهي في الوقت نفسه تمتاز بمقاومة استثنائية للجفاف ورداءة التربة والملوحة العالية، إذ يمكن زراعتها بنجاح على مستوى سطح البحر، وصولاً إلى ارتفاع أربعة آلاف متر، وبإمكانها مقاومة درجات حرارة تتراوح بين – 8 و38 درجة مئوية.
تمتاز الكينوا بأنها أكثر الحبوب تعدداً للاستعمالات: فهي تستخدم كحبوب كاملة، ودقيق خام أو محمّص، ورقائق، كما يمكن تحضير السَّميد والمسحوق السريع الذوبان منها بطرق مختلفة كثيرة. ويمكن استخدامها في صناعة الخبز ووجبات الإفطار والسلطات. كذلك توجد أغذية مجهّزة وشبه مجهّزة في الأسواق. وتُستخدم النبتة كعلف أخضر. كما يتم استخدام مخلفات الحصاد لتغذية الأبقار والضأن والخنازير والخيول والطيور الداجنة. وتُستخدم أوراق الكينوا وساقها وحبوبها لأغراض دوائية: مداواة الجروح والحد من التورّم وتخفيف الألم (آلام الأسنان) وتطهير مجرى البول.