IMLebanon

الغاز الروسي يتدفق إلى الصين.. فهل استغنت روسيا عن اوروبا؟

RussiaChinaGaz
روسيا تشخص بأبصارها نحو جارتها آسيا”.. فالحرب الباردة المستجدّة بين الروس والغرب على الملف الأوكراني وغيره من النزاعات العالمية وتبادل العقوبات بين الطرفين دفع كلاً منهما نحو تعزيز مصالحه الاقتصادية، ولاسيما في مجال الطاقة، بعيداً عن الآخر.

وفي هذا السياق احتفلت روسيا والصين في سيبيريا الشرقية قبل أيام وبحضور الرئيس الروسي ونائب رئيس الوزراء الصيني بإطلاق أكبر مشروع بناء في العالم، مع البدء بإنشاء الجانب الروسي من انبوب الغاز “قوة سيبيريا” الممتد على اربعة الاف كلم بقدرة 61 مليار متر مكعب، وهو الذي سيسمح بربط حقول الغاز في سيبيريا الشرقية بشبكة الغاز القائمة ومده الى اقصى شرق روسيا. وتقدر كلفة بناء الانبوب والبنى التحتية بـ55 مليار دولار.

وسيسمح بناء هذا الأنبوب لموسكو باحترام العقد الموقع مع بكين في مايو/ ايار الماضي بعد مفاوضات صعبة استمرت 10 سنوات للسماح لروسيا بتسليم الغاز الى الصين عبر هذا الانبوب. وتقدر قيمة هذا العقد العملاق بـ400 مليار دولار، وتصل مدته حتى ثلاثين سنة وينص على تسليم 38 مليار متر مكعب سنويا اعتبارا من 2018.

أما بناء الجزء الصيني من الانبوب فسيبدأ في الربع الاول من العام 2015 وفقا للمسؤولين الصينيين. يُذكر بأن صادرات الغاز الروسي مخصصة حاليا لدول الاتحاد السوفياتي سابقا والاتحاد الاوروبي. والاتفاق الصيني الروسي حول الغاز يترجم رغبة موسكو في اعادة التوازن الى مبادلاتها التجارية المخصصة حاليا للاتحاد الاوروبي لصالح الدول الاسيوية. وبينما يحاول الاوروبيون خفض اعتمادهم على الغاز الروسي حين تدور “حرب غاز جديدة” بين كييف وموسكو قد تؤثر على الامدادات خلال فصل الشتاء. فهل بدأت إجراءات الطلاق الطاقي الفعلي بين الروس والأوروبيين؟