تراجع خام برنت إلى أدنى مستوى في 17 شهرا دون 98 دولارا للبرميل يوم الخميس مواصلا خسائره للجلسة السادسة على التوالي حيث طغت المخاوف بشأن وفرة المعروض والطلب الضعيف على بواعث القلق من أن يؤثر الصراع في الشرق الأوسط على إنتاج النفط.
كان خام بحر الشمال تجاوز 115 دولارا في يونيو حزيران عندما اجتاح مسلحون إسلاميون شمال العراق وسيطروا على عدة حقول نفطية لكن الأسعار تراجعت أكثر من 15 بالمئة منذ ذلك الحين مع ارتفاع الإمدادات من دول أخرى بمعدلات أسرع كثيرا من الطلب.
وقالت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس إن التباطؤ الاقتصادي العالمي ولاسيما في الصين وأوروبا يكبح الطلب على النفط بشكل حاد في وقت يشهد نموا مطردا في الإمدادات وبخاصة من أمريكا الشمالية.
وقالت الوكالة في تقرير شهري “التباطؤ الحاصل لنمو الطلب في الفترة الأخيرة جدير بالملاحظة” وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2014 و2015.
وبحلول الساعة 0910 بتوقيت جرينتش تراجع خام برنت تسليم أكتوبر تشرين الأول 70 سنتا إلى 97.34 دولار للبرميل بعد أن أغلق على انخفاض 1.12 دولار في الجلسة السابقة. وفي وقت سابق سجل 97.10 دولار وهو أضعف سعر له منذ 18 ابريل نيسان 2013.
وهبط الخام الأمريكي 60 سنتا إلى 91.07 دولار للبرميل.
وتتوقع وكالة الطاقة نمو المعروض من خارج أوبك 1.6 مليون برميل يوميا في 2014 و1.3 مليون برميل يوميا في 2015 بفضل طفرة النفط الصخري في أمريكا الشمالية.
ويعني هذا تراجع الحاجة إلى نفط أوبك وقالت الوكالة إنها خفضت تقديراتها للطلب على خام أوبك ومخزوناتها لعام 2015 بمقدار 300 ألف برميل يوميا إلى 29.6 مليون برميل يوميا.
وفي أغسطس آب ضخت أوبك 30.31 مليون برميل يوميا.
وخفضت أوبك نفسها تقديراتها للطلب على خامها هذا العام والعام القادم مشيرة إلى فائض بأكثر من مليون برميل يوميا في 2015 إذا استمرت مستويات الإنتاج الحالية.
لكن المخاوف الجيوسياسية تظل مبعث قلق.
وأبلغ الرئيس باراك أوباما الأمريكيين يوم الأربعاء أنه قرر السماح بشن ضربات جوية في سوريا وزيادة الهجمات في العراق في تصعيد واسع النطاق للحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.
والعراق ثاني أكبر منتج ومصدر للنفط في أوبك ويخشى المستثمرون من التأثير المحتمل على الإمدادات لكن صناعة النفط العراقية لم تتأثر على نحو يذكر حتى الآن بالاضطرابات في شمال البلاد.
وقال توني نونان مدير مخاطر النفط في ميتسوبيشي كورب اليابانية “يخشى الناس من عواقب غير متوقعة للتصعيد ورد الفعل المحتمل من الجهاديين.”