حشدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حولها 10 دول من أجل عمل مشترك ضدّ “داعش” ولكن وفقا للمحللين فإنّ الأم من ذلك هو تلك الدول التي تحيط بموقع نشاط التنظيم أي في الشرق الأوسط. ولا توجد سوى تركيا من ضمن الدول التي جمعتها واشنطن، تقع على خط الجبهة مع التنظيم الذي أعلن نفسه “خلافة إسلامية” أما البقية فلا حدود جغرافية ولا خلفية ثقافية تجمعها به.
الثلاثاء يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظرائه من الشرق الأوسط للعمل على بناء تحالف في المنطقة يكون كفيلا بهزم “داعش”.
ووفقا لرئيس دراسات الشرق الأوسط في معهد لندن للاقتصاديات فواز جرجس فإنّ العنصر الأهم في هذا التحالف هو المحلي والإقليمي، والولايات المتحدة وحلفاءها لن يضعوا أقدامهم على الميدان، فأمر القتال سيكون موكولا للعراقيين والأكراد والسوريين أساسا”.
قطع “الهواء الاجتماعي” عن “داعش”
وأضاف أنّ أهم ما يمكن القيام به هو قطع الهواء والأوكسيجين عن “داعش” الذي رسّخ قدمه في تجمعات السنة على أساس أنه المدافع عنهم. ولذلك يتعين أن يتم إقناع العرب السنة بأنّ التنظيم عدو لهم أيضا ويمر ذلك عبر دقّ إسفين بين هؤلاء و”داعش”.
وقال محللان في صحيفة “نيويورك تايمز” إنّ المملكة العربية السعودية هي السلطة الوحيدة في المنطقة التي تملك القوة والشرعية لهزم “داعش”
ويعتقد رئيس المجلس القومي الأميركي – الإيراني تريتا بارسي أنّ إيران مجهزة بشكل أفضل من السعودية فيما يتعلق بمواجهة “داعش”، لأن لدى الإيرانيين خبرة أكثر بالقتال ولاسيما مع نوعية المعارك التي يخوضها التنظيم وكذلك مقاتلة المليشيات في حروب الشوارع.
لكن مايكل روبن الباحث في معهد المؤسسات الأميركي حذّر من مغبة أن تنسق الولايات المتحدة مع إيران لأن الأخيرة لا ترغب حقا في هزم الإرهاب.
وأفادت المحللة ربيكا أبو شديد من مشروع “ترومان” أنّ النظام السوري مدعومًا من إيران سمح لـ”داعش” بالإمتداد حتى يضع أمام الولايات المتحدة وأوروبا خيارا صعبا. ولذلك فإنّ جميع الأطراف في هذه الأزمة يتحملون جزءا من المسؤولية إزاء الوضع الذي نواجهه وعلى سبيل السخرية أنّ إيران الآن تريد من الولايات المتحدة أن تقاتل وحشا خلقته بنفسها.