تتابع التقارير الدبلوماسية الواردة الى لبنان من دول القرار باهتمام بالغ تطور الأوضاع في لبنان، لاسيما ما يتعلق بعرسال ومحيطها وتفاصيل الاتصالات الجارية للافراج عن العسكريين المحتجزين لدى «داعش» وجبهة «النصرة».
وبحسب متابعين لهذه التقارير، فإنّ ما يشهده لبنان حاليا بمثابة مخاض يمرّ به على أمل الولادة القيصرية قريبًا، والتي قد تتبلور أكثر فأكثر بعد الإجتماع الوزاري المخصّص اليوم في المملكة العربية السعودية لمكافحة الارهاب.
وقالت المصادر المتابعة لصحيفة “الشرق” إنّ لبنان يمرّ اليوم في مرحلة حساسة وخطيرة لكنها ليست مرحلة كارثية قياسا على ما يحصل من حولنا، وبالتالي فإنّ ما تشهده الساحة الداخلية من حين الى آخر إثر تداعيات الحرب السورية، احداث متنقلة ومضبوطة يتمّ التعامل معها وفق المعطيات والارضية.
وأشارت الى أنّ الاجتماع الوزاري الذي يضم وزراء خارجية السعودية، لبنان، الاردن، تركيا الولايات المتحدة، دول الخليج، مصر، وغيرها اضافة الى ممثلين عن المنظمات الدولية، سيخرج بانشاء تحالف دولي – غربي لمكافحة الارهاب وتململ «داعش» و«النصرة» في بعض الدول العربية.
وقالت هذا التحالف سيشكل شبكة اتصالات واسعة من تبادل للمعلومات إنّه سيتم التنسيق في شأنها بين الدول الاعضاء لجمعها والتحرك على اساسها، ليصار الى العمل سويًا كلّ ضمن نطاق عمله وقدرته العسكرية والدبلوماسية والسياسية لمكافحة الارهاب وقد تتوسع هذه الشبكة الدولية لتضم دولا أخرى يقدر بأن تصل الى حوالي 40 دولة.
الا أنّ لبنان الذي يتابع ويشارك في المحافل العربية والدولية في اي اجتماع هدفه مكافحة الارهاب، سيكون لمؤتمر السعودية تداعيات ايجابية عليه، وأوّل الغيث، وبحسب المراقبين والمتابعين لسير الاتصالات، توقع انتخاب رئيس للجمهورية نهاية أيلول أو بداية تشرين الاول، لأنّ من شأن ذلك اراحة الساحة الداخلية في تعاطيها الدولي والسياسي مع هذه الشبكة الدولية، والتي قد تساعد ايضا على تقديم كل الدعم اللازم للدولة وللجيش في حماية الوطن من وكر الارهاب والارهابيين.
واشارت المعلومات الى ان القرار الدولي والغربي بتحييد لبنان عن اي صراعات او نزاعات اقليمية او خارجية ما زال ساري المفعول، لكن ما يعزز ويثبت هذا الامر، ضرورة توحيد اللبنانيين ومساهمة الجميع من دون استثناء بتقوية الوحدة الوطنية والمشاركة الفعالة في بناء الوطن والمحافظة عليه، وقد ظهرت خلال الساعات الماضية بعض الليونة في الخطاب السياسي، ودعوات للحوار لتمرير المرحلة المقبلة.
واذ اكدت المصادر أنّه لا يمكن أبدًا محاربة التطرف السني من دون تشكيل خلية عربية – اقليمية – دولية قادرة على ذلك، فالتطرف السني لا يقاتل الا عبر الاعتدال السني في المنطقة، وهذا الامر لا يمكن أن يحصل الا عبر دول عربية معتدلة في الفكر والنهج والسياسية.
وقالت الاوساط: “قد نشهد تطورات جديدة ومتقدمة بعد الاجتماع في جدة اليوم، وقد ينعكس ذلك على بعض الدول التي لفحتها النار السورية، ومن بينها لبنان والاردن وتركيا تحديدًا”.
فالوضع السياسي في المنطقة يبدو اليوم افضل بكثير من السابق، خصوصا وأنّ هناك معلومات مؤكدة تشير الى أنّ عناصر «حزب الله» انسحبت من الداخل السوري وباتت تحديدا تتمركز بين الحدود السورية – اللبنانية.
وعن مصير العسكريين المحتجزين لدى «داعش» و «النصرة» لم تخف الجهات تخوفها من «داعش» وخطورتها لكنها قالت ان ما تقوم به «داعش» اصعب بكثير من «النصرة» وهي تمر في مراحل حساسة ودقيقة خصوصا ان هناك جهات لبنانية رافضة كليا لمبدأ المقايضة، كما ان التواصل مع «داعش» ليس سهلا وهذا ما عبرت عنه الجهة المفاوضة التي تتولى الحراك بين الطرفين.
واذ اثنت الجهات على المساعي والجهود التي تقوم بها الحكومة، أملت في أن تتوج زيارة رئيس الحكومة تمام سلام نهاية هذا الاسبوع الى قطر بنجاح وتثمر تحرير العسكريين المحتجزين منذ أكثر من شهر لدى «داعش» وجبهة «النصرة».