انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى أدنى مستوى له في أربع أشهر في أغسطس, في حين تراجعت أسعار الجملة للمصانع للشهر الثلاثين على التوالي بحسب بيانات صادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء اليوم الخميس. وأشارت آخر أرقام الاستهلاك بالتجزئة والجملة إلى أن الاقتصاد الصيني لا يزال يواجه مشكلة فرط القدرة الإنتاجية.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، وهو معيار رئيسي للتضخم على مستوى البيع بالتجزئة، بنسبة 2 بالمئة على أساس سنوي في أغسطس مقارنة مع الرقم 2.3 بالمئة في يوليو.
وتعد أسعار المواد الغذائية المرتفعة سببا رئيسيا لنمو مؤشر أسعار المستهلكين، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والتي تشكل ثلث سلة السلع الداخلة في حساب المؤشر, ارتفعت في أغسطس بـ3 المئة عن العام المنصرم، مما رفع المؤشر بواقع 1.01 نقطة مئوية. ومن بين فئة المواد الغذائية، ارتفع سعر الفواكه الطازجة 21.2 بالمئة، ما رفع المؤشر بواقع 0.41 نقطة مئوية.
وفي الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين للصين 2.2 بالمئة عن العام الماضي، والذي كان أقل بكثير من هدف الحكومة للسيطرة على التضخم للعام بأكمله والمقدر بـ3.5 بالمئة.
ويرى هو يويه شياو, كبير الاقتصاديين في شانغهاي سكيوريتيز, بعض الضغوط ولكن دون مخاطر في مستويات الأسعار في الشهور القادمة. مضيفا ” حتى وإن استمرت أسعار الأغذية في الارتفاع , سيتجه التضخم نحو الاستقرار مع توقف تسارع النمو الاقتصادي بحدة”. ووفقا لتانغ جيان وي, محلل الاقتصاد الكلي ببنك المواصلات , فإن العوامل المرحلة ستبدأ بالانحسار بالشهور المقبلة, مع احتمال زيادة تراجع مؤشر أسعار المستهلكين. متوقعا أن يبلغ نمو المؤشر لمجمل العام حوالي 2.2 بالمئة.
ومع بقاء التضخم الاستهلاكي عند مستوى معتدل نسبيا, يولي المحللون المزيد من الاهتمام بقراءة مؤشر أسعار المنتجين الصيني, وهو معيار للتضخم على مستوى البيع بالجملة.
وفقا لإحصاءات المصلحة, هبط المؤشر بنسبة 1.2 بالمئة على أساس سنوي في أغسطس, ويعد الانخفاض للشهر الثلاثين على التوالي.
وجاء تراجع مؤشر أسعار المنتجين في أغسطس أعمق من الرقم 0.9 بالمئة الذي شهده شهر يوليو, ما يؤكد وجود ضغوط من تباطؤ النمو الاقتصادي.
وقالت يوي تشيو مي, كبير الإحصائيين بالمصلحة, “إننا غير متفائلين بفرط المعروض من السلع الصناعية حيث يرمي فرط الإنتاجية بثقله على أسعار المنتجات الصناعية”.
في أول 8 أشهر, انخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 1.6 بالمئة على أساس سنوي. وذكر ما قوانغ يوان, مدير مركز بحوث الاستثمار الخاص في جامعة رنمين, ” أظهر مؤشرا أسعار المستهلكين والمنتجين في أغسطس ضعفا في الاقتصاد” مضيفا أن المزيد من الانخفاض الذي شهده مؤشر أسعار المنتجين في الشهر الماضي دل على أن الاقتصاد مازال يعاني من مشاكل.
وأضاف أن انخفاض مؤشر أسعار المنتجين في الشهر الماضي يعني أن الاقتصاد لا يزال في مأزق.
وتوسع الاقتصاد الصيني 7.4 بالمئة على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2014.
مع ذلك، قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم الأربعاء إن الصين يمكنها تحقيق أهدافها الاقتصادية الرئيسية هذا العام وأن التقلبات قصيرة الأجل من المؤشرات الفردية لن تشتت صناع القرار.
وفي كلمته التي ألقاها في منتدى دافوس الصيفي يوم الأربعاء ، أشار رئيس مجلس الدولة الصيني لي إلى أن استهلاك الكهرباء وحجم الشحن وغيرها من المؤشرات قد تذبذبت قليلا في يوليو وأغسطس .
وقال لي إن التذبذب كان لا مفر منه وضمن التوقعات، نقلا عن الوضع الاقتصادي المحلي والدولي المعقد والمتقلب، فضلا عن الأرقام الأساسية من العام الماضي.
وتباطأ استهلاك الطاقة في الصين مرة أخرى في يوليو، وتوسع 3 بالمائة فقط في العام على أساس سنوي، الذي كان أقل بكثير من نسبة 5.9 بالمئة المسجلة في يونيو، وفقا لمصلحة الدولة للطاقة. وستعلن المصلحة أحدث الأرقام في وقت لاحق من الشهر الجاري.