Site icon IMLebanon

زهرا للراعي: مواقفك لا يجب أن تعكس تجنّيًا على مجموعة تصبّ كل همّها لانتخاب رئيس للجمهورية

antoine-zahra-2

 

سأل عضو “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كيف يحمّل الطبقة السياسية في لبنان مسؤولية الفراغ الرئاسي من دون تمييز؟ وكيف يسمح لنفسه بمن وما يمثل من مرجعية روحية ومعنوية وضميرية بالمساواة بين الملتزم الدستور ومن يعطله، في الوقت الذي يحضر نواب 14 آذار وكتلة النائب وليد جنبلاط وكتلة الرئيس نبيه بري إلى الجلسات كلها لانتخاب رئيس للجمهورية؟

زهرا، وفي بيان أصدره، قال: “إنّ فريق 14 آذار يا صاحب الغبطة لديه مرشح معلن وبرنامج واضح ويتمسك بالدستور نصا وروحا وبتطبيقه وبأصول العمل السياسي الديموقراطي، وهو مع ذلك أبدى كل استعداد لعدم التمسك بمرشحه والإنتقال إلى البحث عن مرشح توافقي، فكيف تساويه بالفريق الآخر الذي لا نعرف ما إذا كان لديه مرشح فعلا، وبالتالي ليس لديه أي برنامج، وهو يعطل الإستحقاق الرئاسي بغيابه عن عشر جلسات على التوالي، ويرفض أي توافق وأي حل او مبادرة للحل”؟

وأضاف: “بأي حق يا صاحب النيافة، وأنت رجل دين وقائد روحي ورئيس كنيسة كانت في أساس لبنان الدولة تجافي الحق والحقيقة وتساوي بين صاحب الحق والمعتدي على الحق؟ فإذا كنت تريد تجنب اتخاذ موقف من الكتل المعطلة، فلماذا لا تلتزم عدم اتخاذ أي موقف؟ أما إذا أردت أن تتخذ موقفا، فإن هذا الموقف يجب ألا يعكس تجنيا على مجموعة كبيرة من الناس تبذل كل جهودها وتصب كل همها لانتخاب رئيس للجمهورية”؟

وتابع: “أما في قولك يا صاحب الغبطة والنيافة انه لا يمكن لقوى 8 و14 آذار أن تستمر على مسارين منفصلين، فاسمح لنا أن نسألك ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل تريد أن نحمل السلاح وننضم إلى سرايا المقاومة؟ هل تريد أن نقاتل في سوريا؟ هل تريد أن نقاطع جلسات انتخاب رئيس للجمهورية؟ هل تريد أن نهاجمك ونخونك لأنك زرت الأراضي المقدسة؟ هل تريد أن نستقوي على الدولة والمؤسسات؟ هل تريد أن نحتل المؤسسات العامة في لبنان ونعطلها؟ هل تريد أن نقطع الطرق ونخطف الناس”؟

زهرا سأل غبطته: “ما نأسف له أشدّ الأسف فهو قولك إنّ لا 8 ولا 14 آذار قدما مبادرات للحل. فكيف لك أن تنطق بهذا الكلام الذي يؤلم الحقيقة، وخصوصًا أنّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ومن قلب بكركي بالذات طرح مبادرته واقترح ثلاثة خيارات للحل، فضلا عن أنّ المبادرة الأخيرة لفريق 14 آذار لم يجف حبرها بعد، في ظل غياب أي مبادرة أو بادرة حلحلة من الفريق المعطل”؟

وختم: “يا سيدنا، ليست المشكلة بين 14 و8 آذار مشكلة شخصية. فأنت من صلب مبادىء 14 آذار من دون أن تعلن ذلك، من خلال طروحاتك الوطنية ومن خلال إعلان بكركي الذي صب في خانة 14 آذار، ونحن نعرف كيف استهدفت بمن وما تمثل لدى زيارتك الأراضي المقدسة. إنّ المسألة مسألة خيارات سياسية، فهل تريدنا أن نسلم بكل بساطة بخيارات 8 آذار؟ إن كلامك يا صاحب الغبطة يساهم في ضياع الناس ويجافي الحقيقة ولا يعكس الواقع. فما نشهده في لبنان، هو صراع بين مشروعين سياسيين، وأنت بالذات تؤيد أحد هذين المشروعين بمواقفك، فإذا كنت قادرا على اجتراح أعجوبة بدفع فريق 8 آذار للتخلي عن مشروعه، فنحن أول المرحبين، ولكن، وفي الإنتظار، نتمنى لو تستطيع إقناعه بالمشاركة في جلسات انتخاب رئيس للجمهورية”.