نقلت صحيفة “الأنباء” الكويتية عن أوساط مراقبة ان لبنان ليس بعيدا عن الأحداث التي يشهدها العراق، وهو يتأثر حكما بها على أصعدة مختلفة:
أولا: ازدياد الاحتقان المذهبي الداخلي على وقع الاحتراب العراقي، وصور المجازر من كلا طرفي الصراع.
ثانيا: احتمال تعرضه إلى هجمات إرهابية من قبل “داعش” وأخواتها، تستهدف “حزب الله”، أو بيئة الحزب، أو الدولة اللبنانية نفسها، باعتبار اتهامها من قبل هؤلاء بأنها تحمي الحزب أو أنها أداة بيده، ويزداد هذا الخطر سخونة فيما لو تمكن البشمركة الأكراد والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية، وبدعم أميركي جوي، من دحر “داعش” عن العراق، وانتقالها إلى سوريا، حيث يمكن أن تتمدد وتقترب من مناطق المتاخمة الحدودية مع لبنان.
ثالثا: تسميم العلاقات البينية في لبنان ما بين السنة والمسيحيين، باعتبار أن أطرافا مسيحية، عن رعونة أو بقصد دعم تحالفها مع “حزب الله”، تحاول تحميل السنة عموما المسؤولية عن اضطهاد المسيحيين.
رابعا: تولد طائفة جديدة من النازحين، وهم النازحون العراقيون، بعدما اضطهدتهم “داعش” وسلبتهم أموالهم، وهؤلاء، والنازحون السوريون من قبل، يشكلون حالة إنسانية من جهة، وعبئا اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا من جهة أخرى.
أما عن إمكانية تمدد “داعش” لبنانيا، تقاطعت تقديرات الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب بخانة مشتركة مفادها أن لا إمكانية في الوقت الراهن لتنفيذ ذلك، لأسباب عدة، أبرزها عدم وجود استراتيجية لدى “داعش” أو “النصرة”، تقضي بالتعامل مع لبنان كما جرى في سوريا والعراق، لأن التنوع الطائفي والظروف السياسية في لبنان مختلفة وتمنع ذلك، والقدرة اللوجستية لدى التنظيمين غير متوافرة.