مع استمرار المفاوضات غير المباشرة لاطلاق العسكريين اللبنانيين الذين تختطفهم الجماعات الارهابية التي لا تزال تحتل جرود عرسال في ظل اعتصام اهالي البعض منهم في ساحة الشهداء مطالبين بالاسراع في تأمين اطلاقهم جميعاً، ظلت الاجواء المحيطة بالاسواق المالية اللبنانية ملبدة مع طغيان هاجس الارهاب التكفيري على المنطقة تحسباً لارتداداته الداخلية. وجاء استبعاد عدد من الدول الاقليمية الفاعلة عن الاتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة خطر “الدولة الاسلامية” ليثير مخاوف لدى البعض من انعكاساته على الوضع اللبناني المتفاعل مع الوضع في سوريا حيث لهذه “الدولة” وجود عند حدودها مع العراق بكثافة في ظل وجود بيئة حاضنة لها على الحدود الشمالية الشرقية للبنان. الا ان اعلان رئيس الوزراء تمام سلام انه سيقوم بزيارة الاحد لقطر طلباً للمساعدة في اطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين، خلف بعض الارتياح في الاسواق ترجم أمس بتحرك مبادرات خجولة في اتجاه التوظيف في عدد من الصكوك المالية المدرجة في بورصة بيروت بالتزامن مع صفقات خاصة كبيرة نسبياً تناولت اسهم “بنك بيبلوس” العادية غداة تلك التي تناولت اسهم “بنك عودة” المدرجة الثلثاء والاربعاء الماضيين. وفي هذا المجال، تبودل ما مجموعه 933730 سهماً عادياً من “بنك بيبلوس” على دفعات باسعار راوحت بين 1,65 دولار و1,63 دولار، وهو السعر الذي أقفل به (دونما تغيير) في قطاع المصارف الذي شهد ايضا استقراراً في أسعار أسهم “بنك لبنان والمهجر” على 8,75 دولارات واسهم “بنك عودة” التفضيلية – G على 100,50 دولار و”بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 على 100,70 دولار لترتفع قليلاً أسعار التفضيلية – 2009 منها من 100,10 دولار الى 100,20 (زائد 0,09 في المئة).
وفي قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري، تقلبت أسعار أسهم “سوليدير” كثيراً بين أعلى على 12,23 دولاراً وأدنى على 12,01 دولاراً، الى أن أقفلت الفئة “أ” منها بـ12,09 دولاراً في مقابل 12,13 اول من أمس (ناقص 0,32 في المئة) والفئة “ب” بـ12,11 دولاراً في مقابل 12,24 (ناقص 1,06 في المئة).
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع مقداره 1,50 نقطة ونسبته 0,13 في المئة على 1176,15 نقطة، في سوق نشيطة باعتدال بفضل الصفقات الخاصة على اسهم “بيبلوس” العادية، اذ تبودل فيها 1,043,579 صكاً قيمتها 3,072,030 دولاراً، في مقابل تداول 2,902,761 صكاً قيمتها 25,460,785 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، أظهر الاورو تردداً في الارتفاع في أسواق القطع العالمية بعد صدور بيانات اقتصادية على جانبي الاطلسي غير داعمة له اوروبياً الى حين اعلان وزارة العمل في الولايات المتحدة ان عدد طالبي اعانات البطالة فيها ارتفع الاسبوع الماضي بما فاق التوقعات الى 11 الفاً ليصل الى 315 الفاً في نهايته، في اشارة الى عدم تمكن الاقتصاد الاميركي على استحداث وظائف جديدة في مختلف قطاعاته الانتاجية غير الزراعية بما يطرح تساؤلات كثيرة عن مستوى البطالة المثير للقلق الذي قد يحول دون رفع الاحتياط الفيديرالي معدلات الفائدة لديه الأربعاء المقبل عقب انتهاء اجتماع هيئة السياسة النقدية التابعة له فيصرف النظر عن تقليص خطته التحفيزية للاقتصاد مجدداً. وكان سبق ذلك اعلان المانيا ان معدل التضخم فيها ظل متدنياً في آب ليستقر على 0٫8 في المئة بوتيرة سنوية كما في تموز وفي فرنسا على 0٫4 في المئة في مقابل 0٫5 في المئة في الفترة عينها، في اشارة الى استمرار مظاهر انكماش الأسعار في منطقة الأورو. إلا أن العملة الأوروبية الموحدة عادت ولقيت بعض الدعم من أرقام البطالة الأسبوعية الأميركية لتقفل في نيويورك بـ 1٫2920 دولار في مقابل 1٫2910 أول من أمس، في تطور ضغط على المعادن الثمينة بأن أقفلت أونصة الذهب بـ 1241٫85 دولاراً في مقابل 1249٫75 وأونصة الفضة بـ 18٫71 دولاراً في مقابل 18٫97 في الفترة عينها.
وأدى ذلك أيضاً الى تزايد الضغوط على الأسهم الأوروبية والأميركية لتقفل بورصات منطقة الأورو على أدنى مستوى لها في أسبوع بتراجع راوح بين 0٫47 في المئة في مدريد و0٫09 في المئة في فرانكفورت. كذلك أيضاً بالنسبة الى الأسهم الأميركية التي عانت ارقام البطالة الأسبوعية السيئة، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي متراجعاً 19٫71 نقطة على 17049٫00 نقطة ومؤشر ناسداك بتحسن مقداره 5٫29 نقاط على 4591٫81 نقطة.