IMLebanon

ارتفاع دراماتيكي في حجم خسائر البقاعيين

Safir
سامر الحسيني
ترتفع صرخات القطاعات الانتاجية والاقتصادية من الآثار السلبية المدمرة لظاهرة الخطف وما يليها من قطع طرق، وقد باتت شبه يومية في لبنان.
يسجل في هذا الإطار، ارتفاع دراماتيكي في حجم الخسائر المالية التي تتكبدها القطاعات بفعل هذه الأحداث الأمنية وتداعياتها، خصوصا في البقاع الذي يعد الأكثر تأثرا بفعل أحداث عرسال وصولا الى منطقة سعدنايل التي شهدت في اليومين الماضيين اقفالا تاما لطريقها الرئيسية التي تعد من الطرق الدولية، ومعبرا يوميا لآلاف السيارات والشاحنات، عدا عن كونها طريقا أساسية بين مختلف أقضية البقاع.

الموسم الأسوأ

لا تنتهي الخسائر المالية والنكبات الاقتصادية في البقاع بل تشمل بقية المناطق، وان كانت بعيدة جغرافيا عن منطقة الحدث، ولا يستثنى قطاع اقتصادي من التداعيات السلبية للأحداث، وهذا ما يؤكده أصحاب مؤسسات سياحية لـ«السفير»، مشيرين إلى أن «المعاناة تكبر، لا سيما أن هذا الموسم كان الأسوأ خلال السنوات الأخيرة على القطاع السياحي، مع معدلات في التراجع غير مسبوقة».
في المقابل، يخسر إبراهيم النعيمي (يملك حافلات لنقل الركاب) من بلدة سعدنايل مع كل يوم اقفال وقطع طرق في البقاع، أكثر من مليون ونصف مليون ليرة في اليوم الواحد. إذ تعمل الحافلات على نقل الركاب على خطي البقاعين الأوسط والغربي، ومع الاقفال والاعتصام لا يبارح أحد منزله، وتكون الخسارة مئات الركاب، وفق ما يقول النعيمي لـ«السفير»، موضحاً أنه مقابل تراجع المردود المالي إلى أدنى مستوياته، تبقى المصاريف والأجور والكلف المالية على حالها، ما يكبدنا خسارة. ويستدرك قائلا: «لكن هذه الخسارة كانت بسيطة في سبيل اعادة ابن البلدة ايمن صوان».

الحركة المالية

يشكل النعيمي نموذجا مصغرا في البقاع عن حجم الخسائر المالية التي تلحق بالقطاعات الاقتصادية والانتاجية والتجارية مع كل حادثة أمنية «تسم» البلد بأكمله، وفق تعبير قاسم شمس الذي يملك مؤسسة مصرفية في ساحة شتورا، وقد شهدت في اليومين الماضيين، تدهورا في الحركة المالية. يقدر شمس الخسائر المالية بمئات ملايين الليرات من جراء تراجع حركة العبور بأشكالها كافة ان كانت داخلية أو خارجية، والخوف الذي يؤدي الى احجام الناس عن ارسال تحويلاتهم المالية التي لم تجد من يقبضها أو يستلمها.
تتربع مناطق سعدنايل وتعلبايا ومجدل عنجر في المراتب الأولى لحجم الخسائر الاقتصادية والتجارية وما تستنزفه مؤسساتها ومحالها من خسائر عبر دفع أجور ومصاريف وحركة معدومة، وفق تعبير صاحب مؤسسة تجارية، يشير إلى أن «أغلب المؤسسات تفرض على نفسها اقفالا اجباريا من جراء قطع الطرق، وما تتسبب به من شل للحركة التجارية يتأثر بها حتى صاحب محل تصليح اطارات يقع على الطريق الدولية في المصنع أو سعدنايل».
يطال مسلسل الخسائر من جراء قطع الطرق أيضا، القطاعات التصنيعية والزراعية التي تقف عاجزة أمام قرار منع مرور شاحناتها إن كانت في المصنع أو عند الطريق الدولية سعدنايل ـ زحلة أو سعدنايل ـ شتورة، وهنا يكشف رئيس «تجمع مزارعي وفلاحي البقاع» ابراهيم الترشيشي لـ«السفير» أن «تسويق الانتاج الزراعي واستهلاكه ينخفضان الى النصف مع كل حادثة اقفال طريق ان كانت في البقاع أو في بيروت وصولا الى الشمال».

خط بيروت

في الإطار تفسه، افتقدت الطريق الدولية في البقاع حركة «الفانات» في اليومين الماضيين، تحديدا «الفانات» التي تعمل على خط البقاع ـ بيروت، بعدما فرضت عملية خطف صوان وما تلاها من تداعيات، على سائقي «الفانات» يومي تعطيل، ما ألحق بهم خسائر يوم عمل كامل.
ويوضح سائقون لـ«السفير» أن «مردود كل فان لا يقل عن مئة ألف ليرة في الحد الأدنى». وقد أدى غياب «الفانات» إلى معاناة مئات الركاب المتنقلين بين البقاع وبيروت وبقية المناطق اللبنانية، إذ كتب على بعضهم العبور سيرا على الاقدام لمسافات تصل الى مئات الأمتار لعلهم «يغنمون» بـ«فان شارد» أو سيارة أجرة.

زحلة تئن

«الكل يلتزم منزله خلال الأحداث، وكل الأعمال تتعطل»، بحسب ما يقول تاجر ألبسة في زحلة التي تئن من تداعيات الأحداث، وما تنتجه من ارهاب وخوف يطالان كل العابرين والمواطنين الذين يفضلون البقاء في أماكنهم، يتريثون التجول، ما يؤدي الى تراجع اضافي في الحركة الاقتصادية.
يسأل البقاعيون على اختلاف اتجاهاتهم عن التوقيت لخلاصهم من هذه الأزمات، ومن هذه العصابات التي تستبيح كراماتهم وأرزاقهم وحياتهم، لا سيما أن وقاحة وارهاب هذه العصابات لا يقفان عند حد إرهاب ضحيتها أي الشخص المخطوف، إنما فعلتها ترهب وترعب كل لبنان وتزيد خسائره المالية اليومية.