ينتقل ملف العسكريين المخطوفين الى قطر بعد غد الاحد مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يرافق رئيس الحكومة تمام سلام في زيارة رسمية الى الدوحة.
وقد اثار الرئيس سلام موضوع العسكريين المخطوفين خلال جلسة مجلس الوزراء الخميس، مشيرا الى استمرار التفاوض في هذا الشأن عبر كل من قــطر وتركـيا، مع وجود بعض التقدم، لكنه اضـاف ان لا احد يضمن حصول ايجابيات في وقت قريب.
إلى ذلك، أفاد الرئيس تمام سلام بأن خلية الازمة عقدت اجتماعاً في حضور ممثلين للجيش والقوى الامنية وقد تحقق المجتمعون من جهوزية الجيش لمواجهة اي عدوان على منطقة عرسال واي منطقة أخرى.
واشار سلام الى انه يواصل التفاوض مع قطر وتركيا سعياً الى تحرير العسكريين المخطوفين والى ان هناك بعض التقدم في هذا المجال، غير ان لا شيء يضمن التوصل الى نتيجة مرضية في وقت قريب. وأكد أن الموضوع هو موضع متابعة يشارك فيها المدير العام للامن العام، “ولن ندخر جهداً في سعينا الى تحرير العسكريين المخطوفين”.
وذكرت صحيفة “النهار” ان المناقشات تناولت موضوع إقامة مخيمات للاجئين السوريين في ضوء قرارات اللجنة الوزارية المختصة. وبعد عرض للرئيس سلام ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس كان قبول شامل من الوزراء بما تقرر على هذا الصعيد. ولفت وزير الدفاع سمير مقبل الى خطورة الموقف الناجم عن عدم إنشاء هذه المخيمات، فيما دعا وزير العمل سجعان قزي الحكومة الى تنفيذ ما تقرره.
وفي موضوع مخطوفي عرسال، أبلغ مجلس الوزراء ان تركيا دخلت بخفر على خط الوساطة ولكن من دون نتيجة عملية حتى الآن. أما بالنسبة الى حملة التضامن مع الجيش، فقد انطلق بها الوزراء مقبل ووائل أبو فاعور وقزي فكان موقف من وزراء “المستقبل” بأن ما يعبّر عنهم بيانات “المستقبل” فقط. وصرّح وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ”النهار” بأن “أي كلام عن أداء الجيش يعرّض السلم الأهلي للخطر”.
من جهتها، كشفت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لصحيفة “اللواء” أنّ تقدّمًا ملموسًا حصل على صعيد معالجة قضية الاسرى العسكريين شجع رئيس الحكومة على اتخاذ قراره بزيارة الدوحة، والتي تقوم بدور رئيسي في الاتصالات مع المسلحين، حيث استطاع موفدها من الحصول على تطمينات بالحفاظ على سلامة العسكريين.
وتوقعت المصادر أن تحدّد نتائج الزيارة القطرية اتجاهات ذات الملف، مرجحة حصول انفراجات ملموسة قد تبدأ بالافراج عن المحتجزين لدى جبهة “النصرة”.
واستبعد الرئيس سلام ان تكون هناك ضمانات قاطعة تسمح لتوقع تطورات متسارعة في ايام قليلة وان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يتابع القضية، بوصفها شغلهُ الشاغل.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة “الجمهورية” ان عددا من أعضاء الوفد القيادي الأمني والإداري المكلّف بالترتيبات والتحضيرات اللازمة على كل المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية، وما يتصل منها بالمساعدات المقرّرة لمواجهة آثار النزوح السوري إلى لبنان وانعكاساتها الإقتصادية والإنسانية يتوجهون اليوم إلى الدوحة قبل عقد لقاءات بعد غد الأحد.
واشارت مصادر مطلعة للصحيفة الى ان من بين أعضاء الوفد من سيعقد لقاءات تمهيدية تتصل بالوساطة القطرية الجارية في عرسال من أجل إطلاق العسكريين المخطوفين بعدما سبق أعضاء الوفد إلى قطر.
في هذا الوقت، أكدت مصادر عسكرية رفيعة أنّ جرود عرسال باتت شبه معزولة عن البلدة بحيث لم تعد طريق الجرود سالكة أمام آليات المجموعات المسلحة، ولم يتبقّ أمامها إلا بعض المعابر الضيقة التي يمكن أن يسلكها البعض على متن دراجات نارية للتسلل إلى عرسال، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ الجيش يعمل على تعزيز تحصيناته في المواقع المتقدمة عند المنطقة الحدودية تحسّباً لاضطرار المسلحين إلى النزول من الجرود باتجاه عرسال تحت وطأة الصقيع المرتقب في فصل الشتاء.
وإذ أوضحت المصادر لصحيفة “المستقبل” أنّ منفذ المسلحين الوحيد حالياً هو باتجاه أعالي الجرود في القلمون، لافتة الانتباه إلى أنّ التحصينات الجاري تنفيذها حالياً من قبل الجيش في المنطقة الحدودية إنما تأتي في سبيل اتخاذ كل التدابير والاحتمالات الممكنة في المرحلة المقبلة، لا سيما لجهة احتمال انسداد منافذ وممرات المجموعات المسلحة باتجاه القلمون ما يضعها مجدداً أمام خيار التقدم باتجاه عرسال.