تقرير: خالد مجاعص
لم تشهد مباريات بطولة العالم في كرة السلّة إلى اليوم صراعاً تكتيكيّاً وسريعاً مع نسبة تسجيل هي الأعلى عن الرميات البعيدة، كالذي شهدته المباراة نصف النهائيّة بين صربيا وفرنسا فجر اليوم (السبت) بتوقيت بيروت.
فالمواجهة الرائعة بين المدرستين الأوروبيّتين انتهت بفوز صربيا على فرنسا بنتيجة نهائيّة 90-85 بفارق خمس نقاط، لتكسر صربيا (عملاقة هذه اللعبة) حلم الشعب الفرنسيّ بمشاهدة منتخب الديوك متأهّلاً للمرّة الأولى في تاريخه إلى نهائي بطولة العالم في كرة السلّة. فلهذه النقلة النوعيّة اعتبارات عدّة أبرزها أنّ فرنسا كما جمهور اللعبة أيقن أنّ زعامة أوروبّا في كرة السلّة ليست محصورة حكماً بإسبانيا وفرنسا لأنّ صربيا (يوغسلافيا السابقة) هي منبع نجوم الـNBA سابقاً وحاضراً. فعملاق البطولة الأميركيّة فلادي ديفاش (قائد اللايكرز طوال التسعينيّات) كان حاضراً علي أرض الملعب لتشجيع منتحب بلاده الذي انطلق في شكل رائع أمام فرنسا، متقدّماً عليها بنتيجة 11-0 في مباراة هي الأسرع في كرة السلّة، ألهبت حماس المشاهدين حول العالم مع نسبة تسديد بنجاح هو الأعلى من الجانبين. أمّا نجم المباراة فكان محرّك ألعاب المنتخب الصربيّ بوغدان بودانوفيتش نجم فريق الفينيكس سانز عبر كسره ضغط الدفاع الفرنسيّ، وإفساحه لزملائه ولنفسه بتسجيل 9 ثلاثيّات من 15 محاولة بنسبة رائعة، وعبر سماحه لزميله مهاجم الفريق ميلوس تيودوزيتش، قائد السي أس كا موسكو حاليّاً ونجم فريق أولمبياكوس اليونانيّ في السنوات الخمس الماضية من تسجيل 25 نقطة لفريقه. من ناحيته، حاول منتخب الديوك الذي بقي متأخّراً أكثر من عشر نقاط طوال الأرباع الثلاثة الأولى من المباراة، جاهداً في الربع الأخير من معادلة الأرقام عبر اعتماده على مهاجم بورتلاند نيكولا باتوم الذي قدّم أفضل مباراة له في مسيرته الاحترافيّة عبر تسجيله 35 نقطة لفرنسا (أعلى نسبة تسجيل لباتوم في مسيرته مع المنتخب أو على صعيد الأندية)، علماً أنّ منتخب الذيوك سجّل في الربع الأخير 35 نقطة لم تكن كافية لإنقاذ فرنسا، فانتقلت صربيا لمواجهة الولايات المتّحدة في إعادة لحرب البلقان… إنّما هذه المرّة على لقب زعامة كرة السلّة في العالم.