أبدى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان ارتياحه الى الاتساع المضطرد للجهات الدولية والإقليمية الداعمة للجيش اللبناني، مؤكداً أن روسيا أبدت الاستعداد المتكرر لتزويد الجيش، بالسلاح لا سيما طوافات حربية ودبابات وذخائر، والأمر يتوقف على توفر مبالغ محددة تمكن لبنان من استقبال هذا السلاح لوجستياً، وهناك دراسة جدية للأمر في ظل الهبات وقانون البرنامج، ويحتاج الى موافقة مجلس النواب ولكن يمكن إعطاء الجيش من اصل هذا المبلغ ريثما يقرّ قانون البرنامج.
ولفت سليمان في حديث إلى صحيفة “السفير” إلى أن ما طلبه من الجانب الاميركي بدأ بالوصول الى لبنان، وهي برامج مقررة تم التسريع في إرسالها، والآن هناك هبة المليار دولار التي سيشترى بها العتاد من اميركا ومن غيرها، ولكن شراء السلاح يحتاج الى وقت، لذلك دعوت الى تجاوز الإجراءات الروتينية بتسليم الاسلحة والذخائر والاعتدة. اما هبة الثلاثة مليارات فهي قائمة وان اخذت وقتاً في عملية تنفيذها لأن الإجراءات الادارية صعبة، ومن السهل رمي الكلام جزافاً حول ما يُشاع عن كومسيون يؤخر تنفيذ الهبة، مما يشعرني في بعض الاحيان ان هناك من لا يحبذ ان تنفذ الهبة. ولقطع دابر الاقاويل طلبت من رئيس الحكومة تكليف لجنة للنظر بالامر، وأهم شيء في هذه الهبة انها لم تأت الى لبنان، علماً أن الكلام عن صفقات وكومسيونات يسيء الى الشعور العام، وللأسف لم نتعاطَ مع الهبة بكبر.
وتمنى سليمان على الجيش استدعاء الاحتياط الذي يتم اللجوء اليه في حالات كالتي نشهدها راهناً، في ظل الحديث عن تسلّح وخوف لدى المواطنين، وقال: “هناك ترتيب في الجيش يستطيع وزير الدفاع، بناء على اقتراح قائد الجيش استدعاءهم لستة اشهر، والامر يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء إذا كانت الحاجة لمدة اطول، ويمكن انتقاء الشريحة التي يحتاجها الجيش لإراحته من الاعباء الداخلية والمساعدة في المدن والبلدات والقرى على ضبط الوضع الامني، خصوصاً في ظل الأعداد الهائلة من النازحين، وهذا الامر إلزامي وهناك ترتيبات وقوانين ومراسيم تحفظ حقوق الاحتياط الذي يتألف من ثلاثة انواع: من هم كانوا في الخدمة الفعلية، والمجندون الذين خدموا وهؤلاء يستمرون لعمر الأربعين في الاحتياط، والمدنيون المتدربون لدى الجيش وهذا النوع لم يعد موجوداً، يمكن الاستفادة من النوعين الاول والثاني والاستفادة منهم على دفعات حتى يتفرّغ الجيش الى محاربة الإرهاب وحفظ الحدود”.
وحول دعوته لمعاودة مناقشة الاستراتيجية الدفاعية من قبل الحكومة الحالية أوضح رئيس الجمهورية أن السبب يعود لكون الحوار غير وارد من دون وجود رئيس للجمهورية، ودعوة الرئيس بري لوضع استراتيجية دفاعية سبق أن طرحتها كما أعلنها بري وفق ثلاثة أخطار: اسرائيل، الارهاب والسلاح المنتشر بين المواطنين. وبما انه تنفيذياً صارت الحكومة هي المسؤولة ولكوننا استمعنا في هيئة الحوار الوطني الى كثير من الاقتراحات للاستراتيجيات وقدمت الأفكار، كوّنت فكرة عن كل ما قدم وبند اساسي منها ان المقاومة لا تبدأ الا بعد الاحتلال الإسرائيلي، وأنجزنا تصوراً للاستفادة من قدرات المقاومة وقدمته الى الهيئة وهو الآن في تصرف مجلس الوزراء الذي بإمكانه الاجتماع وإقرار استراتيجية دفاعية، ووزرائي مستعدون للمناقشة في هذا الموضوع.
وعن حاجة لبنان الى مبادرة سياسية إنقاذية، أكد سليمان أن لديه اتجاهاً نحو مبادرة كهذه.
ولا يخفي سليمان خشيته من الوضع الامني والمشاكل ذات الطابع المذهبي، لكنه يقول: “لديّ إيمان بأن السلم الاهلي لن يتأثر، لان الحادثة الأمنية المحصورة ليست تعكيراً للسلم الاهلي ولكن عندما تنتشر الامور ويتم وصلها ببعضها البعض وتتحول الى فوضى مذهبية شاملة، هنا تكمن للخطورة، وهنا اسجل الدور الجيد للمرجعيات وتحديداً حزب الله الذي يلعب دوراً جيداً في عدم تمدد الاحداث وضبط شارعه بشكل جيد، مع التأكيد أن لا خوف على وحدة الجيش الذي مرّ بتجارب ولم تتأثر وحدته ولن تتأثر.
وفي موضوع الانتخابات النيابية جدد سليمان التأكيد وجوب إجرائها ضمن الأصول ورفض التمديد الذي سبق أن طعن به امام المجلس الدستوري. وأضاف: “إذا اضطروا للتمديد لوضع أمني ما فليضعوا مادة محددة تلزم النواب الحضور وانتخاب رئيس للجمهورية”.
وعن تحضيره لإطلاق جبهة سياسية وطنية، لفت الرئيس سليمان إلى أن الأمر يحتاج الى وقت، وأنا اريد ان الحق إعلان بعبدا الى ابد الآبدين بأي طريقة وحتى لو من دون جبهة، لاننا لا نستطيع اعداد استراتيجية دفاعية وإعلان بعبدا غير مطبّق، لان في الاستراتيجية الدور الريادي للدولة، والجميع سيجد الحاجة عاجلاً ام آجلا لتطبيق اعلان بعبدا، وآمل الوصول الى قرار كهذا في الوقت المناسب الذي نحتاج فيه لتظافر القوى، وهذا هو الوقت المفيد.
واذ أكد على علاقته القوية والوطيدة جداً مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، رفض سليمان تحميل بكركي أية مسؤولية في فشل المساعي لانتخاب رئيس للجمهورية، البطريرك حاول جهده ولم يتمسك بمرشح حتى يُقال إنه سبب فشل مبادرته فهو لم يتمسك بأحد، وهذا الأمر صار معروفاً منذ زمن في الشارع المسيحي بأن أحداً لا يمون على القيادات المسيحية، وتحديداً في السياسة