على رغم المصاعب المالية التي يمر بها لبنان منذ سنوات طويلة الّا انّ الدولة اللبنانية ما زالت بعيدة نسبياً عن الافلاس، بغضّ النظر عن تسرّع بعض الاقلام على هذا المستوى.
فالقطاع الخاص في لبنان ما زال قادراً على المحافظة على حد أدنى من النمو الاقتصادي السنوي ومن التوازن المالي، على رغم غياب المبادرت الرسمية. الّا انّ هناك ست دول مختلفة هي الان على شفير الافلاس.
وقد يجدر بالجمهور العام الاطلاع على أسمائها لتجَنّب توظيف الاموال فيها، وبالتالي التعرّض لنكسات مالية قد تكون قاتلة في بعض الحالات. وفي طليعة هذه الدول تأتي الارجنتين، وهي الدولة التي، وبعد سنوات من المواجهات القضائية مع دائنيها، اضطرت للتخَلّف عن ايفاء الدين.
وتواجه مثل هذه الدول تخفيضاً كبيراً لدرجة التصنيف الدولية عطفاً على الارتفاع الكبير لحجم ديونها مقارنة مع حجم اقتصادها، وخصوصاً عندما تتجاوز هذه النسبة الى 120 في المئة.
غير انّ الافلاس يأتي نتيجة عوامل أخرى، مثل نسبة النمو والتضخّم والبطالة. وفي المرتبة الثانية تأتي دولة صغيرة من اميركا اللاتية هي BELIZE (بيليز)، وكانت قد تخلّفت عن دفع دين في آب العام 2012.
وفي المرتبة الثالثة تأتي الاكوادور، والتي كانت تخلّفت عن دفع دين في العام 2008 وترافق ذلك مع حالات فساد مالي على رغم تحسّن نسبة النمو فيها. وفي المرتبة الرابعة تأتي مصر التي أطلقت مخاوف كثيرة بعد تدهور عملتها مع نسبة دين الى الناتج القومي عند 91,3 في المئة، والتي تضررت كثيراً من الاضطرابات السياسية وخروج الاموال.
وفي المرتبة الخامسة تأتي باكستان التي كانت معرّضة للإفلاس في العام الماضي قبل تدخّل صندوق النقد الدولي. وهي تشكو من عدم دفع الضرائب الّا من قبل شخص واحد من كل 200 شخص. وفي المرتبة السادسة هناك فنزويلا التي تشكو من نقص حاد في السيولة قد يعرّضها للافلاس في المستقبل، ولديها احدى أعلى اسعار الفائدة على سندات العشر سنوات، أي 15,81 في المئة.
السوق اللبنانية
إنحسر النشاط في بورصة بيروت الرسمية للأسهم أمس، وتابعت اسهم سوليدير تراجعها الحاد والاستثنائي، وجاء انحسار النشاط مع غياب الصفقات الكبيرة فبلغَ حجم النشاط أمس 48500 سهماً قيمتها 607236 دولاراً، وسجّل تبادل 39 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت ثمانية أسهم: ارتفع منها أربعة اسهم، وتراجع سهمان، واستقر سهمان آخران.
وانخفضت أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,66 في المئة الى 12,01 دولاراً، وتراجعت الفئة (ب) بنسبة 0,74 في المئة الى 12,02 دولاراً، وارتفع سعر أسهم بنك بيبلوس المدرجة 1,22 في المئة الى 1,65 دولار وأسهم بنك عودة المدرجة بنسبة 1,32 في المئة الى 6,10 دولارات، وزاد سعر أسهم BLC الفئة (A) 1,40 في المئة الى 101,40 دولار، كما ارتفع سعر أسهم بنك عودة الفئة (E) 0,99 في المئة الى 101,50 دولار، واستقر سعر أسهم بنك بيبلوس فئة (2008) و(2009) على 100,70 دولار و100,20 دولار على التوالي.
وفي ختام التداولات ارتفعت القيمة السوقية للبورصة 0,25 في المئة الى 10,815 مليار دولار. وفي سوق القطع الاجنبي استقرت أسعار الدولار الرسمية على مستوياتها السابقة من دون اي تغيير.
أسواق الصرف العالمية
اتجه الدولار أمس لتحقيق اكبر مكاسب اسبوعية له في عشرة اشهر مقابل أبرز العملات الرئيسية الاخرى. ودعمت تقارير مبيعات المفرق الاميركية المكاسب، حيث زادت من احتمالات لجوء الاحتياطي الفدرالي الاميركي الى رفع اسعار الفائدة. وتأثرت ايضاً العملات ذات العائدات الأكبر، مثل الدولار الاوسترالي، من ارتفاع احتمالات رفع الفائدة الاميركية للمرة الاولى منذ العام 2006 وذلك قبيل منتصف العام المقبل.
وفي المقابل اتجه الين الياباني لتسجيل اطول فترة خسائر اسبوعية في عام، في حين انخفض اليورو الى ادنى مستوياته في تسعة اسابيع. وجاء ذلك مع المراهنات بأن يواصل كلّ من البنك المركزي الياباني والاوروبي اعتماد سياسات التحفيز الاقتصادي. وعليه، تراجع اليورو أمس بنسبة 0,02 في المئة الى 1,2923 دولار، وتراجع الجنيه الاسترليني 0,04 في المئة الى 1,6248 دولار، وارتفع الدولار بنسبة 0,07 في المئة الى 107,18 ينّات و0,13 في المئة الى 1,1049 دولار كندي وتراجع الدولار الاوسترالي بنسبة 0,49 في المئة الى 0,9055 دولار.
الأسهم العالمية
تفاوت أداء الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت أمس لينخفض مؤشر داو جونز بنسبة 0,12 في المئة الى 17049 نقطة، ويرتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,09 في المئة ومؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0,12 في المئة الى 4592 نقطة. وقد تأثرت أسواق الاسهم بتقارير مبيعات المفرق الاميركية.
كل ذلك تفاوت أداء بورصات الاسهم الاوروبية قبيل اجتماع للبنك المركزي الاوروبي، فزاد مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,22 في المئة الى 6810 نقطة، وتراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,05 في المئة الى 4438,78 نقطة، وهبط مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,19 في المئة الى 9672,80 نقطة.
وتراجعت الاسهم في آسيا في أطول فترة خسائر منذ العام 2010 فانخفض مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,27 في المئة الى 24595 نقطة. غير انّ ضعف الين الياباني الكبير أمام الدولار خصوصاً دعم الاسهم اليابانية، أدّى لإقفال مؤشر نيكي في بورصة طوكيو مرتفعاً بنسبة 0,25 في المئة الى 15948,29 نقطة.
الذهب
تراجع الذهب أمس الى ادنى مستوى له في سبعة اشهر مترافقاً مع هبوط الفضة نتيجة توقعات رفع أسعار الفائدة الاميركية وخسارة المعادن الثمينة دورها كتوظيف بديل عن الاسهم والسندات.
ويأتي ذلك وسط توقعات بأن تشهد اسعار الذهب انخفاضات اخرى ومتتالية اذا ما اكد الاحتياطي الفدرالي اتجاهه رفع اسعار الفائدة. وعليه، تراجت اسعار الذهب أمس بنسبة 0,10 في المئة الى 1237,70 دولاراً للاونصة، كما تراجعت اسعار الفضة الى 18,62 دولاراً للاونصة.
النفط
ارتفع سعر النفط الاميركي أمس بنسبة 0,42 في المئة الى 93,22 دولاراً للبرميل، كما زاد سعر نفط برنت الخام بنسبة 0,18 في المئة الى 98,24 دولاراً للبرميل. ويأتي ارتفاع اسعار النفط الاميركي لليوم الثاني على التوالي نتيجة تقدير الاسواق انّ انخفاضة الاخير الى ادنى مستوى له في 16 شهراً مبالغاً فيه كثيراً، مع استمرار تهديد التوترات السياسية للامدادات النفطية في الشرق الاوسط واوكرانيا.