محمد عايش
انتعشت مبيعات الذهب في المنطقة العربية بفضل الهبوط الحاد الذي مني به المعدن النفيس خلال الأسبوعين الماضيين، حيث وصل إلى مستويات متدنية قياسية لم يشهدها منذ مدد طويلة، وهو ما أغرى الكثير من المستهلكين بالشراء، خاصة أن الهبوط يتزامن مع موسم أفراح الزفاف التقليدية في العالم العربي.
وسجل الذهب مستويات أسعار متدنية خلال الأسبوع الماضي حيث سجلت تداولات الجمعة 1228 دولاراً للأونصة، وهو أدنى سعر له العام الحالي، فيما يتوقع محللون وخبراء اقتصاد أن تواصل أسعار المعدن الأصفر رحلة هبوطها مع حفاظ الدولار الأميركي على مستوياته المرتفعة وسط توقعات بارتفاع وشيك في أسعار الفائدة على العملة الأميركية.
وكانت أونصة الذهب قد تم تداولها يوم 13 أغسطس الماضي عند سعر 1312 دولاراً، فيما أغلقت يوم 13 من الشهر الحالي عند سعر 1228 دولاراً، ما يعني أن أسعار الذهب هوت بنسبة 6.5% خلال شهر واحد فقط، في الوقت الذي تسود فيه التوقعات أن تنهي أسعار الذهب عامها الحالي على مزيد من الهبوط، لتسجل بذلك انخفاضاً للعام الثاني على التوالي بعد أن كانت قد خسرت نحو 27% في العام 2013.
وانعكست الأسعار المتدنية للذهب على الأسواق المحلية فوراً، حيث هبطت أسعار ذهب الزينة في مختلف الأسواق، فيما شهدت دول الخليج ومصر والأردن وأماكن أخرى من العالم ارتفاعاً في المبيعات مع إقبال المستهلكين على الشراء والاستفادة من الأسعار المتدنية للذهب.
وقال تاجر ذهب أردني لــ”العربية.نت” إن أسواق الذهب شهدت حركة ملحوظة خلال الأيام القليلة الماضية مع رغبة الكثير من المستهلكين بالاستفادة من الأسعار المتدنية التي وصلت إلى مستويات مغرية، مشيراً إلى أن “هذا الإقبال عادة ما نشهده عندما تسجل أسعار الذهب هبوطاً كبيراً”، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من المشترين يقبلون على الذهب الخالص (السبائك) والتي لا يكون من ضمن أسعارها أية تكاليف إضافية كما هو الحال بالنسبة لبعض قطع الزينة التي ترتديها النساء.
وفي السعودية انتعشت أسواق الذهب أيضاً، حيث بلغ متوسط سعر غرام الذهب عيار 24 نحو 148 ريالاً، وهي مستويات لم تشهدها متاجر الذهب في المملكة منذ شهور، دفعت الكثير من المستهلكين إلى الإقبال على المعدن النفيس.
ونقلت جريدة “عكاظ” السعودية عن تاجر الذهب المعروف المهندس طارق فتيحي قوله: “كلما تنخفض أسعار الذهب تنشط الحركة التجارية، إذ إن ارتفاع أسعار المعدن الأصفر جعل الناس في السابق تحجم عن الشراء، وأثر ذلك سلباً على المبيعات”، فيما قال فارس الخلافي الذي يعمل بأحد محلات الذهب إن “السوق بدأ يستعيد نشاطه في اليومين الماضيين، بعد الركود الذي شهده منذ أواخر يونيو الماضي، وتراجعت أسعار الذهب 2.5 بالمئة منذ مطلع الأسبوع الحالي”.
يشار إلى أن منطقة الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، تعتبر من أكثر المناطق استهلاكاً للذهب في العالم بسبب الكثير من العوامل ومن بينها العادات والتقاليد المتعلقة بحفلات الزفاف التي لا تنعقد إلا بعد شراء كميات كبيرة نسبياً من الذهب للعروس.
وتنخفض أسعار الذهب العالمية مدفوعة بارتفاع كبير في سعر صرف الدولار الأميركي الذي سجل مستويات قياسية في الآونة الأخيرة، وهو ما يؤدي إلى هبوط عام في السلع المقومة بالدولار، بما في ذلك الذهب والنفط.