Site icon IMLebanon

اتجاهات الأسواق – صفقات على “عوده” و”بيبلوس” دعمت النشاط

Nahar
ايلي قهوجي

المرحلة البالغة الخطورة التي يجتازها لبنان خصوصاً والمنطقة عموماً على وقع التهديد الذي يشكّله لهما معاً تنظيم “الدولة الاسلامية” الذي يتخذ نقطة انطلاقة في المنطقة الممتدة بين الموصل في العراق والرقة في سوريا والذي له بؤر حاضنة عند الحدود الشرقية – الشمالية للبنان كان أبرز تجلياتها ما شهدته عرسال مطلع الشهر الماضي من اعتداءات عليها وعلى الجيش اللبناني الذي هب لنجدتها وما أعقب ذلك من خطف لعدد من جنوده على أيدي المجموعات الإرهابية التي كانت تحتل هذه البلدة بعد خروجها منها وتمترسها في الجرود المشرفة عليها، مع ما يشكله ذلك من تهديد لها، فضلاً عن ارتدادات هذا الخطف على لبنان عموماً من خلال الضغوط التي يمارسها اهالي الجنود المخطوفين على الحكومة لإطلاقهم والتي كان آخرها الاعتصام الذي نظموه الاسبوع الماضي في ساحة الشهداء لهذه الغاية… لذا لم يكن مستغرباً ان يطغى هاجس الارهاب الذي تمثله هذه المجموعات التي عقد المجتمع الدولي العزم على مواجهتها من خلال الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي انضم لبنان اليه، مما اثار مخاوف لدى البعض من انعكاساته السلبية على الوضع الهش فيه والمفتوح على المخاطر المتأتية من الجوار السوري حيث لهذه الجماعات الارهابية موطئ قدم. وأدى ذلك الى استمرار تفاعل الاسواق المالية اللبنانية مع هذه الاجواء المثيرة للقلق والمسيئة كثيراً الى مناخ الاعمال في البلاد كما عاد يعكسه اداء بورصة بيروت منذ مطلع الشهر بعدما غابت عنها الصفقات الخاصة الكبيرة التي أنعشت النشاط فيها طوال النصف الثاني من آب وتناولت أسهم “بنك عوده” المدرجة، ثم “بنك بيمو” المدرجة، الى ان توقفت هذه الصفقات في الاسبوع الاول من أيلول لتعاود الاسبوع الماضي على أسهم “بنك عوده” المدرجة، ثم على اسهم “بنك بيبلوس” وبكثافة فائقة من غير ان يبدد ذلك مشاعر القلق التي عادت تتنامى في مختلف الاوساط مع تنامي ظاهرتي الخطف والخطف المضاد على خلفية مذهبية، وان يكن لأغراض لا تمت الى السياسة بصلة، ثم السيارات المفخخة المعدة للتفجير والتي اكتشفها الجيش في أكثر من منطقة من مداخل عرسال بقاعاً الى صيدا جنوباً. وترجم ذلك تنامياً للنشاط في سوق الصكوك المالية اللبنانية وان على نحو انتقائي من جهة، واستمرار الاتجاه التراجعي للاسعار من جهة أخرى. ففي المجال الاول، شكّل تبادل ما مجموعة 19,793,074 سهماً مدرجاً من “بنك عوده” ثم 1,064,058 سهماً عادياً من “بنك بيبلوس” على دفعات الاسبوع الماضي عاملاً داعماً للنشاط في بورصة بيروت عموماً وفي قطاع المصارف خصوصاً والذي شكّل 99,09 في المئة من الحجم الاجمالي للسوق بقيادة هذين المصرفين بما مجموعه 21,077,736صكاً قيمتها 131,155,670 دولاراً منها الـ19,793,074 من “بنك عوده” وقيمتها 118,815,645 دولاراً و1,064,058 سهماً عادياً من “بنك بيبلوس” قيمتها 1,733,820 دولاراً، أي 20,857,132 سهماً عائدة الى هذين المصرفين قيمتها 120,549,465 دولاراً، من غير أن ينعكس ذلك على أسعار تداول أسهمهما لان الصفقات الخاصة التي تناولتهما كانت تتم بالتراضي على دفعات وبأسعار متفق عليها أفضت الى إقفال اسهم “بنك عوده” المدرجة بـ6,10 دولارات للسهم الواحد الاسبوع الماضي في مقابل 6,09 دولارات في الاسبوع الذي سبقه (زائد 0,16 في المئة) وأسهم “بنك بيبلوس” العائدة بـ1,65 دولار للسهم الواحد عينها، شأن شهادات الايداع العائدة الى المصرف الاول التي ارتفعت أسعارها من 6,30 دولارات الى 6,39 (زائد 1,42 في المئة) والاسهم التفضيلية – 2008 و2009 العائدة الى المصرف الثاني من 100,60 دولار الى 100,70 (زائد 0,09 في المئة) ومن 100,10 دولار الى 100,20 (زائد 0,09 في المئة) توالياً، فيما استقرت أسعار الاسهم التفضيلية – E وF وG العائدة الى “بنك عوده” على 100,50 دولار شأن اسعار شهادات ايداع “بنك بيبلوس” على 75,00 دولاراً. الى ذلك، ارتفعت أسعار شهادات ايداع “بنك لبنان والمهجر” من 9,35 دولارات 9,37 (زائد 0,21 في المئة) مع أسعار اسهم “البنك اللبناني للتجارة” التفضيلية – A من 100,00 دولار الى 101,40 (زائد 1,40 في المئة) لتستقر أسعار الاسهم المدرجة لـ”بنك لبنان والمهجر” على 8,75 دولارات.

إلا أن أسهم “سوليدير” التي لم يشكل النشاط عليها الاسبوع الماضي سوى 0,86 في المئة من الحجم الاجمالي للسوق في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري بتبادل ما مجموعه 94482 سهماً من الفئتين قيمتها 1,147,24 دولار، فتقلبت أسعارها تراجعاً من أعلى على 12,47 دولاراً مطلع الاسبوع الماضي الى 12,00 دولارا في نهايته بفعل الاجواء المثيرة للقلق في أوساط المتعاملين في اسهم هذه الشركة التي عادت واقفلت اسهم الفئة “أ” منها بـ12,01 دولاراً الجمعة 12 أيلول في مقابل 12,56 دولاراً الجمعة 5 منه (ناقص 4,38 في المئة) وبـ12,02 دولاراً في مقابل 12,61 دولاراً في الفترة عينها (ناقص 4,68 في المئة) في المجال الثاني.
وتبعاً لذلك، ومع أخذ استقرار أسعار أسهم “هولسيم” و”الاسمنت الابيض” لحامله على 14,50دولاراً و3,50 دولارات توالياً في قطاع صناعة مواد البناء في الاعتبار، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع مقداره 9,02 نقاط ونسبته 0,76 في المئة على 1178,53 نقطة الاسبوع الماضي، في مقابل 1187,55 نقطة في الاسبوع الذي سبقه، وذلك في سوق نشيطة جداً، بفضل الصفقات الخاصة التي تناولت اسهم “بنك عوده” المدرجة و”بنك بيبلوس” العادية وهذه تبودل فيها ما مجموعه 21,182,308 صكوك قيمتها 132,372,788 دولاراً في مقابل تداول ما مجموعه 344614 صكاً قيمتها 3,513,192 دولاراً في الفترة عينها، اي بزيادة 61 ضعفاً ونيف عدداً و37 ضعفاً ونيف قيمة في الفترة عينها.