IMLebanon

شركات المنتجات الطبية السويسرية امتصت صدمة الأزمة المالية

al-hayat
طلال سلامة
نجحت شركات التكنولوجيا الطبية السويسرية في امتصاص صدمة الأزمة المالية الأخيرة التي لم تنجُ منها سويسرا، وخرجت منها بأفضل الطرق من دون التضحية بآلاف الموظفين لديها.
ومع أن هوامش أرباح هذه الشركات تقلصت في الآونة الأخيرة في شكل مقلق بسبب تراجع عدد زبائنها، إلا أن القطاع التكنولوجي الطبي يبقى بالنسبة لحكومة برن حساساً وجديراً بالتطوير لا سيما من حيث التنافسية مع الشركات الأجنبية.
فسلع هذا القطاع ونشاطاته غير معروفة بالكامل خارج سويسرا، كما أن عدداً من الشركات العاملة فيه بيعت إلى مستثمرين أجانب بينهم شركات أميركية كبرى. فـ»جونسون آند جونسون» اشترت وحدة التشخيص الطبي في «روش» السويسرية و «سينتس»، فضلاً عن امتلاكها وحدة منتجات العيون لدى «نوفارتيس» المعروفة باسم «ألكون». علماً أن شركتي «سينتس» و «ألكون» تحتلان المركزين السادس والسابع عالمياً من حيث الشركات الأكبر للمنتجات الطبية.
في مطلق الأحوال، تمكنت الشركات التكنولوجية الطبية المحلية من انعاش حركة أعمالها في السنتين الأخيرتين، في ردة فعل دفاعية. ففي 2012 نمت العائدات 5.6 في المئة ويُتوقع أن تنمو سنوياً 9.7 في المئة هذه السنة والعام المقبل.
ويبدو أن عائدات الشركات الصغيرة التي لا تتخطى حركة أعمالها مليون فرنك سويسري (1.1 مليون دولار) سنوياً، ستنمو أقوى من نظيراتها الأكبر. وسيبلغ نمو عائدات الشركات الصغرى نحو 16 الى 17 في المئة، في السنتين المقبلتين. في حين سيتوقف هذا النمو عند 4 في المئة لشركات التكنولوجيا الطبية.
ويرى خبراء في جامعة زوريخ أن الأزمة المالية تركت مفعولاً موازياً لها، في قلب هذه الشركات، إذ أن أكثر من 50 في المئة من منتجاتها أصبحت قديمة وتسوّق منذ أكثر من خمس سنوات. كما أن جزءاً من الشركات الصغيرة، ترك نشاطات البحث والتطوير في هذا القطاع، ما ترك أثراً سلبياً مباشراً على انتعاش حركة العائدات. ويجب على نحو 25 في المئة من منتجات هذا القطاع ألا يزيد عمره التسويقي على ثلاث سنوات كي تنجح الشركات السويسرية في الهيمنة على حصة وازنة في السوق التجارية الدولية.
أما الشركات الكبرى، كـ «نوفارتيس» و «روش»، فتستثمر 17 إلى 18 في المئة من عائداتها في البحث والتطوير. ويشار إلى أن شركات التكنولوجيا الطبية تستثمر في قطاعي البحث والتطوير ثلاث مرات أكثر من قطاع الماكينات الصناعية.
والعام الماضي، وصلت عائدات شركات التكنولوجيا الطبية مجتمعة إلى 14 بليون فرنك سويسري أي أنها استأثرت بنحو 2.3 في المئة من الناتج القومي، وتستأثر أيضاً بنحو 5.2 في المئة من الصادرات. كما أن 25 في المئة من الفائض التجاري السويسري يعود الفضل فيه إلى قطاع التكنولوحيا الطبية، وعلى رغم الموقف التجاري الدفاعي لقطاع التكنولوجيا الطبية، نجحت شركاته في تحقيق تقدم من حيث العائدات وتعجز الشركات الأوروبية المجاورة، حتى الألمانية، من تحقيقه في أوقات سريعة.