لم تعد الطريق من والى الشام هي نفسها. يروي سوريون تركوا دمشق منذ أشهر نتيجة الأوضاع الأمنية وعادوا وزاروها قبل أسبوعين أن أموراً كثيرة تبدّلت في المشهد: من جديدة يابوس نحو قلب دمشق أقل من 50 كيلومتراً أقيم عليها 6 حواجز ثابتة على الأقل لجيش النظام، حيث يتم تفتيش دقيق لجميع العابرين.
في دمشق حذر أمني كبير. خوف دائم من خرق أمني مفاجئ سواء بقصف بالهواوين أو بعملية أمنية تخلّف أضراراً كبيرة في الأرواح والممتلكات، وأصوات القصف والاشتباكات العسكرية تسمع بشكل دائم وبوضوح في قلب عاصمة الأمويين. ونتيجة الوضع المتردي تُتخذ إجراءات أمنية معقدة جداً جعلت التنقل في قلب الشام من سابع المستحيلات حيث تمّ تقسيم العاصمة السورية الى مربعات أمنية وحُصر الدخول الى كل مربع بمدخل يتيم يجري عليه تفتيش دقيق جداً إضافة الى عمليات تشبيح دائمة تحت شعار: “شو معكن مصاري هاتو!” وبات قطع مئات الأمتار يحتاج الى ساعات وساعات.
يتنقل السوريون بحذر شديد وللضرورات القصوى كمثل تأمين الحاجيات الأساسية للمعيشة من طعام ومواد أولية. أما بعد الساعة الثامنة مساء فتصبح دمشق أشبه بمدينة أشباح.
كل رجل هو مشتبه به حتى إشعار آخر، وأي امرأة جميلة تصبح مطلوبة الى التحقيق فجأة ومن دون مقدمات.
العناصر الأمنية في قلب العاصمة السورية كما جنود الجيش النظام يعيشون حال قلق وارتباك دائمين، وباتوا يتشكلون ضمن مجموعات متعددة الولاءات ومتناقضة في أحيان كثيرة، ولا يجمعهم سوى همّ “التشبيح”!
ويؤكد العائدون من دمشق أن معنويات مؤيدي بشار الأسد باتت مضعضعة الى أقصى حدّ، وان حالات فرار كثيرة تسجّل في صفوف العسكر حتى على مستويات متوسطة من خلال سعي أعداد كبيرة من الضباط برتب متوسطة الى الحصول على “VISA” الى أي دولة بعيدة.
ويختم العائدون أن كل المؤشرات تؤكد استحالة صمود بشار الأسد في ظل المعطيات الميدانية القائمة ما يؤشر بأن سقوط النظام نهائياً قد يكون أقرب مما يظن كثيرون!.