تجلس كريستين لاجارد على طاولة في مطعم هندي في قلب واشنطن، وتبتسم للنادل بشكل ساحر. بالكاد وصلت قبل دقيقة، تماماً في الوقت المحدد لموعدنا، في لباس أنيق بلون كريمي: بدلة أنيقة من تصميم شانيل، حذاء مناسب، وسوار مُزركش من الفضة وكتلة من الشعر الأبيض.
حتى قبل أن يتمكن النادل من الإشارة إلى قائمة الطعام، تتحكم على الوضع. “حسناً، أنا أعرف ماذا أريد! سبانخ! سمك القد المقلي بالتوابل! الكينوا! دون أطباق جانبية! هذا كل شيء! رائع!”
لقد شعرت بالإغراء لأقول، “وأنا أيضاً”؛ فهي تُظهر مثل هذه السلطة السريعة والثقة، فيصعب مقاومة تقليدها. على أنّي لا أريد أن أبدو شديدة الحماس: بأسرع ما أستطيع، طلبت طبق السبانخ الذي طلبته وبعض البامية بالكاري العشوائية.
أضافت لاجارد: “أوه، ومياه غازية، لو سمحت!” لقد أوضحت أنها اختارت هذا المطعم بسبب الكفاءة: حيث يقع بجانب شقتها في واشنطن، وهو المكان الذي غالباً ما تطلب منه الطلبات الخارجية. أخبرت النادل: “هذا كل شيء! رائع! شكراً لك! رائع!”
لاجارد وأنا نجلس هنا لأنها احتفلت أخيراً بذكرى سنوية: منذ أكثر قليلاً من ثلاثة أعوام، تولّت منصب العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، وهي أول امرأة تدير المنظمة القوية البالغة قيمتها 760 مليار دولار، والمسؤولة عن تعزيز الاستقرار المالي والنقدي في العالم. لكنها في خضم عدم استقرار كبير.
العضو المنتدب السابق لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستراوس كان، قد استقال للتو بعد أن تورّط في فضيحة جنسية مخزية في فندق في نيويورك. تقول لاجارد بسخرية، مؤكدة كلماتها: “لقد كان وقتاً غريباً جداً”. كان العالم خارج صندوق النقد الدولي يُعاني أيضاً أزمته المالية.
إذن ماذا قد تقول “المراجعة” على غرار صندوق النقد الدولي عن أدائها؟ تجهّمت وضحكت بصوت خافت. ثم قالت: “مثل معظم برامج صندوق النقد الدولي، قد أقول إنه كان هناك الكثير من التقدّم – لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به!”
في عام 2011 كانت الأولوية الرئيسة بالنسبة لها هي استعادة الروح المعنوية المتضررة لصندوق النقد الدولي. الأمر الغريب، أن المهمة كانت مألوفة إلى حد ما. لاجارد، المولودة في عام 1956 من عائلة من الطبقة المتوسطة، ارتادت مدرسة في لو هافر، فرنسا، ودرست في أمريكا وأوروبا قبل الانضمام إلى شركة بيكر وماكينزي، وهي أكبر شركة محاماة في العالم، في عام 1981.
في عام 1999 أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئيس مجلس الإدارة. تقول “لقد تم انتخابي عندما كانت الشركة في حالة من الفوضى الكاملة. وكان عليّ التعامل مع ذلك، فغالباً ما تصبح النساء مسؤولات عن ترتيب الأمور، عندما يفشل كل شيء. عليك تأمل ما يجري في آيسلندا أو إفريقيا الوسطى. أو انظري حتى إلى اليابان، للاستوثاق مما أقول.
قدّم النادل بهدوء المقبلات: أطباق من السبانخ مع التوابل الهندية المرشوشة فوقها. ولم يتم حتى مناقشة النبيذ. أوضحت قائلة: “لقد توقفت عن الشرب قبل أكثر من 15 عاماً. حيث أدركت أني لا أستطيع فعل كل شيء – السفر والعمل والشرب”.
بدأت بأكل السبانخ وصرّحت أنها حققت أول أهدافها: الروح المعنوية في صندوق النقد الدولي أصبحت أفضل بشكل كبير. “تلك (الفضيحة) قد انتهت! لا أحد يتحدث عنها الآن”، لكن مجموعتها التالية من الأهداف هي أصعب بكثير: نظام “حوكمة الشركات” الخاص بصندوق النقد الدولي، وهي تورية عن الكفاح المرير الذي يواجهه الصندوق في محاولته التكيّف مع العالم الحديث.
منذ تأسيسه في عام 1944، كان الصندوق – مثل الاقتصاد العالمي – تُسيطر عليه الدول الغربية. وكجزء من ذلك، يحصل الأوروبيون، مثل لاجارد، تقليدياً على المنصب الأعلى. تعترف قائلة: “أعتقد أن حقيقة كوني امرأة قد ساعد على حصولي على هذه الوظيفة، فقد كان من الصعب (بعد الفضيحة) تسليمها لرجل فرنسي آخر”.
لاجارد تعرف أن هذا النمط مفارقة تاريخية في عالم يخسر فيه الغرب القوة الاقتصادية. تؤكد بشغف: “إن التمثيل دون المستوى لبلدان مثل الصين وغيرها من الأسواق الناشئة ليس صحيحاً تماماً”.
بالتالي فهي تدعم خطط الإصلاح لمنح المزيد من السلطة لبلدان غير غربية، لكن الكونجرس الأمريكي فشل في المصادقة عليها. تقول: “إن هذا الأمر مُحبط للغاية”.
لقد قضيت الكثير من الوقت مع أعضاء من الكونجرس العام الماضي في محاولة لأظهر لهم مدى سخافة الوقوف في طريق التغيير. سأستمر بالضغط من أجل هذا – سأرقص على الطريقة الشرقية إذا اضطررت لذلك، للوصول إلى هدفي”.
في غضون ذلك، تقول: “أنا أحاول تخفيف ذلك من خلال وضع مسؤولين صينيين في وظائف صندوق النقد الدولي الكبرى”. كما تعمل على عقد تحالفات مع مجموعات إقليمية، وتستمر بالضغط على الحكومات الغربية لاعتماد نهج أكثر شمولاً: “مع مرور الوقت، لا بد من توسيع مجموعة الثمانية … وإذا بدأت بالقول، لماذا لا ندرج الهند والصين؟ عندها ستشهد سريعاً أن التكوين الحالي لمجموعة الـ 20 يشمل بعض البلدان التي ليست ذات أهمية لاستقرار العالم”.
تتنهد قائلة: “بعد ذلك هناك مسألة كيفية التنسيق بشكل أفضل مع محافظي البنوك المركزية الرئيسين في العالم. حيث يجتمعون مع بعضهم البعض. ويعملون بقواعدهم الخاصة، إنهم ودودون مع بعضهم البعض ومتحفظون، لكن علينا إيجاد السبل من أجل التنسيق”.
التحدّي الكبير الآخر هو الرجال؛ أو، بدقة أكبر، عدم وجود النساء. لقد قضت لاجارد حياتها بكونها امرأة رائدة: هي لم تكُن فقط أول امرأة تتولى منصب رئيس مجلس الإدارة لشركة محاماة عالمية كبيرة، لكنها أيضاً أول امرأة تتولى وزارة المالية في فرنسا، بين عامي 2007 و2011.
حتى وصولها إلى صندوق النقد الدولي، نادراً ما كانت تناقش تجربتها في محاولة التوفيق بين حياتها المهنية وحياتها العائلية (لديها ولدان، وبعد زواجين مبكرين انتهيا بالطلاق، لديها الآن شريك على المدى الطويل، إكزافييه جيوكانتي، وهو رجل أعمال من كورسيكا).
لاجارد أصبحت تشعر الآن بمسؤولية متزايدة لتبنّي قضايا المرأة. تقول: “غالباً ما أشعر أني المرأة الوحيدة الموجودة في الغرفة، وأشعر بأنه ينبغي لي التحدث عن ذلك الموضوع”. وبالتالي أعربت مراراً عن استيائها من حقيقة أن جميع أعضاء مجلس صندوق النقد الدولي الـ 24 هم من الرجال. “أنا لا أستطيع تغيير ذلك (وحدي)، لكن بإمكاني التنديد بذلك بشكل علني”.
هل ستدرج غيرها من القيادات النسائية في هذه القضية؟ سألتها، هل تنوي إنشاء أخوية مع أنجيلا ميركل، مثلاً؟ ضحكت لاجارد بصوت خافت. “هذا فعلاً ليس النوع المناسب من الأمور بالنسبة لأنجيلا! … لقد جاءت هنا وتحدثَتْ مع الفريق الأوروبي عن الأمور التقنية. إنها ماهرة في ذلك، لكني لم أتحدث معها أبداً عن موضوع المساواة بين الجنسين. ليس هي من تتحدث معه في مثل هذا الأمر”.
في الحقيقة، يخشى بعض موظفي صندوق النقد الدولي من أن قضايا المساواة بين الجنسين هي بمثابة إلهاء عن المشكلات الأكثر إلحاحاً، مثل الاستقرار المالي، أو السياسة النقدية.
بالنسبة للاجارد، فإن هؤلاء الرافضين لم يدركوا نقطة حيوية: تعتقد أن صندوق النقد الدولي، مثل بقية عالم السياسة، في حاجة ماسة لإصلاح طريقة إدارته لـ “الاقتصاد”. توضّح قائلة: “عندما وصلت إلى هنا وجدت مفكرين منعزلين. كانوا يعتقدون أن الأمور مثل مساهمة النساء في الاقتصاد، أو تغير المناخ، أو المساواة في الدخل، لم تكُن مهمة. لكنها كذلك”.
هذا جزئياً يعكس خلفيتها الخاصة: على عكس معظم من سبقوها، لاجارد لا تحمل شهادة في الاقتصاد. بعض النقّاد يعتبرون ذلك بمثابة عائق، لكنها لا توافق. تقول، وهي تعدّ النقاط على أصابعها، بعد دفع طبق السبانخ جانباً: “هناك ثلاثة أمور. أولاً، أنا أتعلّم بسرعة. ثانياً، أنا أعرف عندما أكون خارج نطاق قدرتي، لكن ثالثاً، أسلوب إدارتي يتعلق بجمع الأشخاص معاً. لذلك أنا أطلب من الأشخاص أن يشرحوا. وهذا أمر مهم جداً، لأن علم الاقتصاد يملك الكثير من المصطلحات، والكثير من النماذج، بحيث أن الأشخاص العاديين لن يتمكنوا من فهمها تماماً. وهذا أمر خطير”.
إنها تشعر بالقلق بشكل خاص إزاء ما تعتبره انفصالاً هيكلياً بين الاقتصاد والهياكل السياسية. من ناحية، تذكر أن النظام الاقتصادي العالمي قد أصبح متكاملاً بشكل متزايد؛ ومن ناحية أخرى، النظام السياسي العالمي مُجزأ ويصبح كذلك أكثر بسبب رد الفعل العنيف ضد الطريقة التي تلحق بها العولمة الضرر ببعض الأشخاص.
تقول: “إن ما نراه مع كل هذه الإقليمية، مع رغبة الشعب الاسكتلندي في المضي في طريقه الخاص، يعني أننا نسير في اتجاه نحو عولمة أقل”.
أقول إن هذا يؤدي إلى مزيج خطير، بما أنه يعمل على إيجاد عالم غير مترابط، بمعنى أن الصدمات يكمن أن تنتشر بسرعة، لكن في الواقع لا يوجد أي مسؤول.
لاجارد بإيماءة تخفي طريقتها اللعوبة: “ليس واضحاً أي من تلك الاتجاهات (التكامل الاقتصادي أم الانقسام السياسي) سينتصر. أنا أشعر بالقلق. أنا أشعر بقلق شديد.
لا أرغب لأطفالي، وأحفادي، أن ينشأوا في عالم منفصل ومُجزأ. فالوضع بين أوكرانيا وروسيا مثير جداً للاهتمام. أرجو أن يبرهن هذا في النهاية على أن التكامل الاقتصادي والتعاون المتبادل، سيحول دون نشوء المزيد من الانعزالية والقومية الإقليمية.”
تساؤلات مباشرة
هل في الاستطاعة ذلك؟
– لا أدري .. القضية لا تزال معلقة دون حكم قطعي.
لذلك أسألها: ما الحل في رأيك؟
إنها تعتقد أن الحكومات تحتاج إلى تعزيز النمو الشامل – والإصلاح – لدرء المخاطر المتصاعدة التي تولد رد فعل شعبي معاكس. “نحن بحاجة إلى العالم حيث يمكن فيه للكبير والصغير أن يتعايش مع التعددية – بالنسبة لي هذا هو المهم”.
وهي، كما تقول، معجبة جدا بالطريقة التي تمكن فيها السياسيون الإيرلنديون من تنفيذ إصلاحات صعبة في السنوات الأخيرة، مع الحفاظ على التماسك الاجتماعي.
“الطريقة التي لعبها الإيرلنديون تعتبر ذكية جداً. البرتغال نفس الشيء – فقد تعاون الجميع على ذلك”.
اليونان، رغم ذلك، تعتبر مسألة أخرى: في العام الماضي انتقدت لاجارد بصوت عال فشل الأغنياء في اليونان في دفع ضرائبهم بشكل صحيح. وكما تتمتم: “أفضل ألا أقول الكثير عن ذلك الموضوع، كما تعلمين، عندما تحدثت عن اليونان وعن ضرائبها من قبل، تلقيت تهديدات بالقتل، وكان علينا زيادة الاحتياطيات الأمنية”.
وأضافت: “هل تدفع صناعة الشحن ضرائبها حقا؟ وهل يدفع الآخرون؟ أنا لا أعتقد ذلك”.
أسألها: أليست هذه جزءا من المشكلة، وهي أن الكثير من اليونانيين – أو النخب الغنية الأخرى – قد انتقلت إلى أماكن مثل لندن، بحثا ًعن فرص عمل أو ضرائب أقل؟ تتنهد وتعترف بأن هذه ليست مجرد مشكلة يونانية.
وكما تقول: “أسمع من السفارة أن لديكم أشخاصا في الثلاثينيات من العمر، مثلا، يغادرون فرنسا”. وأضافت: “عندما يشعر الناس الموهوبون بأن عليهم مغادرة بلدهم لأنهم لا يشعرون بأنه يمكنهم تأسيس أعمالهم أو إيجاد فرص فيها، فإن هذا الأمر محزن للغاية”.
يظهر النادل مع أطباقنا الرئيسة: سمك القد المُسْوَد على الطريقة اليابانية، والكينوا على غرار الأنديز، والبامية الهندية والجبن. تبادر لذهني أن هذا المزيج المدوخ من التأثيرات الثقافية هو رمز مناسب بالأحرى لهذا النوع من العولمة، الذي يريد صندوق النقد الدولي تعزيزه. “أشعر بقوة حيال التعددية الثقافية”، كما قالت أكثر من مرة. لاجارد نفسها تعتبر نوعاً من هذا الانصهار.
بعد سنواتها الطويلة التي قضتها في أمريكا، تعتبر بارعة في سحر الجمهور الأنجلو ساكسوني باستخدامها التعابير البليغة مثل “لا تدعوا الأوغاد يخذلوكم!” لكنها ليست فوق استخدام تقنيات الإغواء على غرار الفرنسيين: عندما استلمت وزارة المالية في باريس اعتادت إهداء ربطات العنق من شركة هرميس Hermès للزائرين من المسؤولين الأجانب، وهي هدية تجعل أحياناً وجوه كل من البيروقراطيين الذكور والوزيرة، تحمّر خجلاً.
“نعم!” تضحك – ويحمر وجهها خجلاً إلى حد ما من الذكرى. وتوضح: “لم يعد في مقدوري إعطاء ربطات العنق الفرنسية، لأنه يجب عليك في صندوق النقد الدولي أن تنأى بنفسك عن بلدك.”
بدلاً من ذلك، إنها الآن تقدم للزوار كتاباً عن تاريخ صندوق النقد الدولي. وترغب في منحهم مرطبانات المُربى المحلية الصنع التي تصنعها من مزرعة تملكها في شمالي فرنسا. على أن هذا من الصعب فعله في واشنطن بسبب ضوابط الاستيراد. وهي لا ترغب في المخاطرة بأن تصبح مهربة مُربى.
وكما تلاحظ وتبتسم من الذكرى: “صنعت المربى هناك في الأسبوع الماضي عندما كنت في عطلة – توت العليق وعنب النصاري”. وأضافت: “كان من الصعب صناعة بيبين”. إنها المرة الوحيدة خلال مأدبة الغداء التي تتطوع فيها بنطق كلمة فرنسية.
نظفنا الأطباق من الطعام ويتم تقديم الحلوى. إنها ترفض بخفة. وطلبت “القهوة السريعة الإعداد”، وهي تتحقق من ساعتها.
هل تستطيع أن تتخيل تقاعدها عن العمل في المزرعة وصنع مرطبانات المربى؟ وهل كانت في أي وقت مضى تميل إلى أخذ إجازة في (آب) أغسطس، مثل بقية الفرنسيين؟ لاجارد تضحك مرة أخرى.
قالت: “أنا لم أفعل ذلك. أطول مدة أخذت فيها إجازة في حياتي كانت لمدة ثلاثة أسابيع عندما أنجبت أول ابن لي”. ماذا عن الحياة بعد صندوق النقد الدولي؟ لا يزال لديها فترة عمل لإدارته مدة عامين آخرين، ويمكن تمديدها.
ومع ذلك، عندما أصبح منصب الرئيس الأوروبي شاغراً في الفترة الأخيرة، تمت الإشارة إليها كمرشح محتمل. وفي حين أن تلك الفرصة قد فاتت، إلا أن هناك تكهنات بأنها يمكن أن تشغل منصباً قيادياً في فرنسا.
تعترض قائلة: “لا أعتقد أنه يمكنني الإقدام على عمل فرنسي بحت الآن”. وأضافت: “لقد كنت متعددة الثقافات إلى حد كبير”. قد تكون هناك عقبة عملية، أيضاً: لقد بدأت محكمة فرنسية أخيرا تحقيقات فيما إذا كانت مهملة دون مبرر – أو كريمة – نحو برنار تابي، وهو رجل أعمال فرنسي، في عام 2007 عندما ساعدت في حل فضيحة بنك كريدي ليونيه، البنك الفرنسي.
تنفي لاجارد بشكل صاخب أنها ارتكبت أية مخالفات، لكن هذا الأمر قد تركها غاضبة بشكل واضح من التقلبات في عالم السياسة الفرنسية المحلية: “أنا أثق بالنظام القضائي في بلدي ليفعل الشيء الصحيح، ولكني كنت مستاءة جداً من قرار التحقيق – إنه قرار سياسي إلى حد كبير.
وقالت: “ليست لدي حقا أية فكرة عما ينبغي عمله في الخطوة المقبلة. لدي أشياء كثيرة أود متابعتها – والأسرة التي أهملتها” فضلاً عن اثنين من الأبناء اللذين يكبران، لديها حفيدان من زوجة جيوكانتي، وهي لا تراهما كثيراً، لأنه يعيش في مرسيليا.
وتشرح ونحن نتجه من المطعم إلى شوارع واشنطن الرمادية والرطبة: “في الأسبوع المقبل، سأجتمع مع خافيير لقضاء عطلة”.
وبابتسامة لعوبة تشرح أنها تخطط لزيارة الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، وهي في طريقها إلى قمة مجموعة العشرين في بريزبين في تشرين الثاني (نوفمبر). وأضافت: “إنها ذكرى ميلاد الـ 60 لكزافييه، حتى أنني قد حجزت عدة الغوص لتكون بمثابة مفاجأة! سنمضي ثلاثة أيام!”
وأسألها، ماذا سيحدث إذا كانت هناك أزمة أخرى؟ بعد كل شيء، لا يزال الشرق الأوسط في حالة اضطراب، وهناك تكهنات بأن صندوق النقد الدولي سوف يواجه قريباً الضغط لإنتاج حزمة إنقاذ جديدة لأوكرانيا.
تضحك مرة أخرى. “دعونا نأمل ألا يحدث ذلك!” وقالت إنها تبدو واثقة بقوة، إلى درجة أنه ليس لدي أي شك في أنه حتى لو ظهرت أزمة في مكان ما، فإنها بطريقة ما سوف تجد وسيلة لتنظيم الأمور وبقدر من الأناقة والقوة.