أكد خبراء في شؤون النفط أن عودة الأسعار لـ100 دولار ليست مستبعدة لأسباب تتعلق بالطلب، واقتراب فصل الشتاء والحاجة إلى المزيد من المشتقات، وكان أمين عام أوبك، عبدالله البدري، قد أشار على هامش اجتماعات سنوية لأوبك إلى اتجاه المنظمة نحو خفض الإنتاج للعام المقبل بحوالي 500 ألف برميل يوميا، حيث تلقت الأسواق هذا التصريح بمزيد من التفاؤل، واستقر خام برنت قرب 99 دولارا للبرميل بعد أن لامس لفترة وجيزة أعلى مستوى للجلسة عندما سجل 99.09 دولار.
وبحسب خبير ومتخصص في شؤون النفط فإنه بالنسبة للأسعار فهي الآن لم تبعد عن مئة دولار كثيرا، واحتمالية عودتها فوق المئة كبيرة خلال الأشهر الثلاثة القادمة لأسباب كثيرة.
وهناك أسباب متعلقة بالطلب، وأهم هذه الأسباب هو دخول فصل الشتاء وعودة الطلب على النفوط الثقيلة والتي تحتاجها المصافي بصورة أكبر من النفوط الخفيفة من أجل إنتاج زيت التدفئة والديزل. السبب الثاني هو أن الطلب على نفط أوبك سيقل خلال الفترة المتبقية من العام كما توقعت المنظمة في آخر تقرير لها، وهو ما جعلها تخفض توقعاتها على الطلب خلال العام الجاري بشكل عام إلى 29.5 مليون برميل يوميا بدلا من 29.7 مليون برميل في التقرير الذي سبقه”.
ويشير المحلل والخبير في شؤون النفط، وائل مهدي، لـ”العربية.نت”: “الأسعار هي الآن لم تبعد عن مئة دولار كثيرا، واحتمالية عودتها فوق المئة كبيرة خلال الأشهر الثلاثة القادمة لأسباب كثيرة، منها أسباب متعلقة بالطلب، وأهم هذه الأسباب هو دخول فصل الشتاء وعودة الطلب على النفوط الثقيلة والتي تحتاجها المصافي بصورة أكبر من النفوط الخفيفة من أجل إنتاج زيت التدفئة والديزل.
وقال “السبب الثاني هو أن الطلب على نفط أوبك سيقل خلال الفترة المتبقية من العام كما توقعت المنظمة في آخر تقرير لها، وهو ما جعلها تخفض توقعاتها على الطلب خلال العام الجاري بشكل عام إلى 29.5 مليون برميل يوميا بدلا من 29.7 مليون برميل في التقرير الذي سبقه”.
من جانب آخر يشير المتخصص وائل إلى “أن السبب الآخر لارتفاع الأسعار هو متعلق بالعرض، فأوبك حاليا تنتج 30.3 مليون برميل يوميا، أي بزيادة قدرها 800 ألف برميل يوميا عن المستوى المطلوب منها هذا العام وبزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميا عن المستوى المتفق عليه في آخر اجتماع لها الصيف الماضي.
ومن المتوقع أن تخفض دول أوبك إنتاجها في سبتمبر وأكتوبر بالتأكيد، ولكن هذا انخفاض سيكون طبيعيا في معدلات الإنتاج، نظرا لانتهاء فصل الصيف الذي ينمو فيه الطلب المحلي، إضافة إلى دخول بعض المصافي في الصيانة استعداد للشتاء، وهو ما يعني أن زبائن دول المنظمة سيخففون طلبهم”.
وعلى صعيد متواصل يوضح الخبير وائل في حديثه أن السبب الثالث متعلق بالظروف الجيوسياسية، فليبيا ليست مستقرة بالكامل، وبالأمس انخفض الإنتاج بشكل بسيط من حقل الشرارة، أما اليوم فقد توقف الإنتاج في الحقل بعد تضرر صهريج في مصفاة الزاوية، ونظرا للتوتر الأمني والمواجهات المسلحة حول المصفاة المرتبطة بالحقل فإن استقرار الإنتاج الليبي بات في مرحلة التراجع، في الوقت ذاته بدأ عمال النفط في نيجيريا إضرابهم، وهذا سيؤثر في الصادرات والإنتاج”.
ويؤكد الخبير وائل أن هذا على المستوى القريب، أما على المستوى البعيد والعام القادم فهناك احتمال بانخفاض الأسعار عن 100 دولار بسبب عوامل كثيرة، أهمها هو الزيادة في إنتاج النفط الصخري وإنتاج ليبيا والعراق بالتزامن مع تباطؤ متوقع في نمو الاقتصاد العالمي”.
وبسؤاله أي الدول ستعتمد عليها أوبك في خفض الإنتاج؟ أجاب “لا يوجد أحد تعتمد عليه، فالقرار بخفض الإنتاج لن يكون فرديا بل جماعيا، وهذا الأمر سيحسم في الاجتماع الشتوي في نوفمبر”، فالعراق ينتج بشكل طبيعي، وكذلك إيران، ولا أتصور أن تقوم هاتان الدولتان بخفض إنتاجهما، نظرا لأن العراق فقد إنتاجه من حقول الشمال بسبب التوترات الأمنية والعسكرية، وإيران تبيع أقل من قدرتها بسبب الحظر على نفطها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
ولكن هل فعلا أن خفض الإنتاج سيعزز ارتفاع الأسعار في المرحلة المقبلة”؟ يجيب الخبير وائل مهدي “أكيد سيؤثر في ارتفاع الأسعار، ولكن ذلك سيعتمد على حجم التخفيض، وحجم الطلب”. مضيفا أن المشكلة الأساسية هي أن مستوى إنتاج النفط الخفيف في أوبك وفي أميركا الشمالية في تزايد، وهذا سيضغط على أسعار برنت، لأن خام برنت الذي يتم على أساسه تسعير نصف نفط العالم هو خام خفيف”.