IMLebanon

الحكومة الفرنسية تطالب بإنهاء إضراب «إر فرانس»

– أرليت خوري
أكد طيارو شركة «إر فرانس» أمس عزمهم على المضي في الإضراب الذي تسبب بإلغاء نحو 60 في المئة من الرحلات اليومية للشركة حتى الإثنين على رغم دعوة رئيس الحكومة مانويل فالس لهم لوقف إضرابهم الذي يكلف الشركة خسائر بين 10 و15 مليون يورو يومياً ويثير عدم تفهم بل واستياء لدى الفرنسيين.
ولم تفلح الاجتماعات اليومية التي تعقد بين الطيارين المضربين منذ الإثنين وإدارة الشركة في التوصل إلى تسوية حول شركة طيران «ترانسافيا» المتدنية الكلفة التابعة لـ «إر فرانس» ويتخوف الطيارون من أن يؤدي تطويرها إلى تقليص الرحلات التي تسيرها الشركة الأم في فرنسا وأوروبا وربما إلغائها. ولا يعارض الطيارون مبدأ تسيير رحلات متدنية الكلفة لكنهم يعترضون على شروط العمل فيها لجهة الأجور وعدد ساعات العمل، ويخشون أن ينعكس هذا سلباً على شروط عملهم في الشركة الأم.
وتعد أجور الطيارين العاملين في «ترانسافيا» أدنى بنسبة 40 في المئة من أجور الطيارين في «إر فرانس» بما يساهم في قدرتها على تقليص ثمن بطاقاتها ومنافسة الشركات الفرنسية والأوروبية الأخرى المتدنية الكلفة.
وتتراوح أجور الطيارين في «إر فرانس» بين 75 و250 ألف يورو سنوياً في مقابل 87 – 180 ألف يورو سنوياً لطياري «ترانسافيا» ما يثير عدم تفهم الرأي العام الفرنسي للإضراب كونه يعتبر طياري كلا الشركتين من أصحاب المداخيل المرتفعة.
وفي بادرة تهدف إلى طمأنة مخاوف الطيارين المضربين، اقترحت إدارة الشركة عليهم أن تتعهد بخفض عدد الطائرات التي تعتزم ضمها إلى «ترانسافيا» من 37 طائرة إلى 30 طائرة بحلول عام 2019 من دون أن يلقى هذا الاقتراح أي تجاوب. ومن شأن الخسائر اليومية التي يتسبب بها الإضراب أن تفاقم للأزمة البنوية التي تواجهها الشركة وجعلت إدارتها تعتمد عام 2012 خطة تقضي بخفض عدد العاملين لديها بمعدل ثمانية آلاف شخص.
ويساهم هذا الإضراب في مزيد من الإساءة إلى صورة الفرنسيين في الخارج إذ ينظر إليهم على أنهم ميالون إلى الكسل ونبذ العمل وبارعين في التململ والتوقف عن العمل والإساءة إلى اقتصادهم الوطني. وهذا ما عبر عنه فالس لدى دعوته أمس المضربين إلى العودة إلى مزاولة عملهم لأن تحركهم الاحتجاجي «يسيء إلى صورة بلدنا»، داعياً إلى مخرج سريع للنزاع، خصوصاً أن «هذا الإضراب ليس موضع تفهم» من قبل المواطنين.
وقال وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون، إن المطلوب تسوية النزاع لأنه من غير المقبول «إصابة بلد بجمود من قبل مجموعة معينة» من الأشخاص.
وذكرت إدارة «إر فرانس» في بيان، أن نحو سبعة الآف من موظفيها يعملون يومياً على التعامل مع ذيول الإضراب وانعكاساته السلبية على المسافرين وأنها أرسلت 1.1 مليون رسالة هاتفية لإبلاغ المسافرين على طائراتها بمصير رحلاتهم والإجراءات المعتمدة للتخفيف من وطأة الإضراب عليهم.