Site icon IMLebanon

العلامة فحص في ذمّة الله.. برحيله يفقد لبنان شخصية فذة ورجل حوار وعلم

 

غيّب الموت صباح الخميس العلامة السيد هاني فحص اثر معاناته من مشاكل في الرئة عن عمر 68 عاما.وبرحيله يفقد لبنان عموما والطائفة الشيعية خصوصا شخصية فذة ورجل دين وحوار وعلم فكر.

هاني فحص (1946 – 2014)، رجل دين مسلم شيعي من رجال الدين القلائل عند الشيعة الذين انخرطوا في العمل الحزبي العلني، أديب وكاتب ومؤلف وناشط في المجتمع المدني، وداعية حوار بين الأديان، ومن أبرز المنظرين في مجال مقاربة الإسلام لمواضيع الحداثة المطروحة.

نشأته ودراسته

ولد فحص في بلدة جبشيت (النبطية) عام 1946، وتلقى الدراسة الابتدائية في القرية والمتوسطة في مدينة النبطية. تابع دراسته الثانوية ونال شهادة الدروس الثانوية (الموحدة السورية) كطالب حر. بعدها هاجر إلى إلى النجف (العراق) عام 1963 ودرس في حوزتها الدينية، ونال إجازة (بكالوريوس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية الفقه في النجف. عاد من النجف عام 1972 ليستقر في بلدته جبشيت، وكان تزوج في سن التاسعة عشر من السيدة نادية علو وله خمسة أبناء ذكور وابنتان هم: حسن، زيد، مصطفى، بادية (الإعلامية في الوكالة الوطنية للاعلام) وريا عقيلة المدير العام السابق لوزارة الاعلام محمد عبيد.

في السياسة

انتسب إلى حركة فتح أيّام وجودها في لبنان، وهو عضو في المؤتمر الدائم للحوار اللبناني، كذلك فهو عضو في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

ترشح للانتخابات الفرعية عام 1974 متحالفا مع كمال جنبلاط، ولكن سرعان ما انسحب من المعركة بسبب اعتراض السيد موسى الصدر آنذاك. عاد وترشح للانتخابات النيابية عام 1992 عن محافظة النبطية ولم يحالفه الحظ.

نشاطاته

أشرف على مجلة النجف لمدة عام أيام إقامته فيها، ولدى عودته منها مارس عمله الديني إماما لبلدة جبشيت من العام 1972 وحتى العام 1975، شارك في تأسيس وتفعيل منتدى ادباء جبل عامل مع عدد من الأدباء والشعراء الجنوبيين. شارك في قيادة انتفاضة مزارعي التبغ المطلبية عام 1972. تقرب من قيادات حركة “فتح” في لبنان ولم يتخل – رغم قربه منهم – عن انتقاداته لدورهم بالحرب الأهلية الداخلية اللبنانية.

عندما بدأت الثورة الإيرانية عمل عام 1978 على إنشاء التواصل بين ياسر عرفات والامام آية الله الخميني، وقد زار الخميني في منفاه الباريسي، ورافق ياسر عرفات على نفس الطائرة التي زارت إيران بعد أيام من انتصار الثورة الإيرانية ضد الشاه.

في العام 1982 سافر إلى إيران مع عائلته وأقام فيها حتى العام 1985، عمل خلالها مستشارا في مكتب إعلام الحوزة في قم، ومشرفا على مجلة (الفجر)، كما أقام علاقات مع بعض المراجع فيها مثل الشيخ منتظري وغيرهم. وأيام وجوده في إيران سافر في بعثات خارجية مع الإيرانيين إلى الغابون ومدغشقر وكينيا والكاميرون في نشاطات تهدف لتسليط الضوء على القدس.

عاد من إيران عام 1985، وقد تخلى بعد التجربة عن أفكاره القومية، وخاض في العام 1992 الانتخابات النيابية في لبنان ولم يحالفه الحظ فيها. وبعد الانتخابات تفرغ للحوار والكتابة والعمل الفكري والثقافي، فأسس مع سمير فرنجية (المؤتمر الدائم للحوار اللبناني)، ويعتبر من الأعضاء المؤسسين للفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، وكذلك من المؤسسين (للقاء اللبناني للحوار) وهو عضو في الهيئة الشرعية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكان من المقربين للشيخ محمد مهدي شمس الدين. وكان عضوا في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين واستقال منه بعد المؤتمر الأول. وعضو في أكاديمية أهل البيت في عمان في الأردن، وكذلك في منتدى الوسطية في عمان أيضا. وعضو مجلس إدارة و عضو مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات الخيرية الثقافية.

ـ مؤلفاته

له ما يقرب من الثلاثة عشر كتابا مطبوعا منها:

1.ماضي لا يمضي

2.ذكريات ومكونات عراقية

3.الإمامان الصدر وشمس الدين ذاكرة لغدنا

4.خطاب القلب

5.تفاصيل القلب

6.أوراق من دفتر الولد العاملي

7.مشروعات أسئلة

8.في الوحدة والتجزئة

9.ملاحظات في المنهج

10.المسرح

11.كتابات

12.الحوار في فضاء التوحيد والوحدة

13.الشيعة والدولة في لبنان

14.الهوية الثقافية

ـ أما الكتب والمؤلفات غير المطبوعة:

1.مرايا

2.ذاكرة الأمكنة

3.المعرفة والاختلاف

4.لبنانيات سياسية

5.في الوحدة

6.مقاربات نقدية

7.الشيعة في لبنان

8.دروس من الحوار