مع تعثر المساعي الناشطة لاطلاق العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم جماعات ارهابية من عرسال مطلع الشهر الماضي، ظلت المخاوف من تداعيات هذا الملف تلقي بظلالها على الاجواء السائدة في البلاد، على رغم المواقف المطمئنة التي صدرت عن مراجع اسلامية عربية رفيعة في مناسبة تنصيب مفتي الجمهورية اللبنانية، وخصوصا بعد تهديد احدى هذه الجماعات التكفيرية بتصفية جندي ثالث محتجز لديها في خال عدم استجابة مطالبها التعجيزية… وجاء استمرار الحديث عن سعي تنظيم “الدولة الاسلامية” الى ايجاد معابر تربط أماكن وجودها في جرود عرسال ببلدات لبنانية شمالا على شاطئ المتوسط ليطرح تساؤلات كثيرة عن المنحى الذي قد تتخذه حرب الائتلاف الدولي على هذا التنظيم الذي يخشى أن يتخذ موطئ قدم له في لبنان الذي يغرق في بلبلة سياسية حالت حتى الآن دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد خلو هذا المنصب منذ ثلاثة أشهر ونيف وقد تحول دون انتخاب مجلس نواب جديد مع انتهاء مهلة تقديم الترشيحات له منتصف ليل أول من أمس. لذا، لم يكن مستغربا ان يبقى تطور بورصة بيروت غير واعد بدليل تردد المتعاملين في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها في كل ما يتعدى تلبية حاجات البعض من السيولة بيعا لكميات منها لاعادة ترتيب المحافظ المالية العائدة اليها. وأفادت من هذه العمليات على نطاق ضيق “سوليدير” وعدد من المصارف، فمضت أسعار هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت في التقلب بين أعلى على 11,81 دولارا وأدنى على 11,61 دولارا الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ11,66 دولارا في مقابل 11,82 اول من أمس والفئة “ب” بـ11,64 دولارا في مقابل 11,71 بتراجع نسبته 1,35 في المئة و0,59 في المئة تواليا.
وفي قطاع المصارف، استقرت أسعار اسهم “بنك عوده” المدرجة والتفضيلية – E وG على 6,10 دولارات و100,50 دولارات تواليا لترتفع أسعار اسهم “بنك بيبلوس” العادية من 1,62 دولار الى 1,63 (زائد 0,61 في المئة).
وتبعا لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بمزيد من التراجع البطيء مقداره 2,02 نقطتان ونسبته 0,17 في المئة على 1169,48 نقطة، في سوق خاملة تبودل فيها 151107 صكوك قيمتها 515857 دولارا في مقابل تداول 21395 صكا قيمتها 515857 دولارا اول من أمس.
ابقاء الاحتياط الفيديرالي الفائدة قريبة من صفر أربك الاسواق
في الخارج، افتقر الدولار الى اتجاه واضح في أسواق القطع العالمية في انتظار صدور نتائج اجتماع هيئة السياسة النقدية التابعة للاحتياط الفيديرالي والتي تباينت التوقعات في شأنها من حيث المنحى الذي ستعطيه لمعدلات الفائدة الاميركية. وفي هذا المجال، توقف المستثمرون عند تراجع أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة بنسبة 0,2 في المئة الشهر الماضي بعد ارتفاعها بنسبة 0,1 في المئة في تموز بما ينفي وجود ضغوط تضخمية تستدعي تشدداً في السياسة النقدية لاحتوائها، وخصوصا بعد اعلان تجمع منشئي وتجار الابنية فيها ان مؤشرهم الذي يقيس تطور ثقة المطورين العقاريين ارتفع من 55,00 نقطة في آب الى 59,00 في ايلول بما يؤكد متانة هذا القطاع الذي يشكل الرافعة الاساسية للاقتصاد، وقت تبين ان العجز في ميزان الحسابات الجارية الاميركي تراجع من 102,11 ملياري دولار في الفصل الاول الى 98,51 ملياراً في الفصل الثاني مما طمأن المستثمرين الى الورقة الخضراء. وكان سبق ذلك تحسن بطيء لاسعار الاستهلاك في منطقة الاورو في آب بنسبة 0,1 في المئة عنه في تموز مما أبقى متوسط ارتفاعها بوتيرة سنوية على 0,4 في المئة في الفترة عينها، الامر الذي يعكس استمرار ظاهرة انكماش الاسعار (déflation) منها المسيئة الى النمو الاقتصادي والى العملة الاوروبية في آن واحد، الى ان اعلنت رئيسة الاحتياط الفديرالي جانيت يللييني عن تجديد تعهدها ابقاء حصول الفائدة لديه قرب صفر في المئة فترة طويلة معبرة عن استمرار مخاوفها على سوق العمل الاميركية حتى بعد انتهاء برنامج التحفيز الكمي للاقتصاد الذي خفض أمس 10 مليارات دولار شهرياً الى 15 ملياراً، في تطور، جعل الاورو يقفل في نيويورك بـ1,2870 دولار في مقابل 1,2950 أول من أمس وأونصة الذهب بـ1222,50 دولاراً في مقابل 1235,50 وأونصة الفضة بـ18,50 دولاراً في مقابل 18,70 في الفترة عينها.
وسرعان ما تفاعلت وول ستريت مع ابقاء السياسة التحفيزية للاقتصاد الاميركي على حالها، فاقفل مؤشرا داو جونز الصناعي وناسداك بارتفاع 24,88 نقطة على 17156,85 نقطة 9,143 نقاط على 4562,19 نقطة توالياً. وكان سبق انتهاء اجتماع الفيديرالي الاميركي ان اقفلت بورصات منطقة الاورو بارتفاع راوح بين 1,55 نقطة في ميلانو و0,11 في المئة في امستردام.