Site icon IMLebanon

83 طبيباً متمرّناً من دون رواتب في “مستشفى الحريري”!

Akhbar
باسكال صوما
كأنّ عيناً أصابت «مستشفى الرئيس رفيق الحريري الجامعي الحكومي» في السنوات الأخيرة، فكلّما نجح بعد جهدٍ، في الخروج من أزمة، تنبت لمستشفى الفقراء أزمة جديدة.
اليوم، الموضوع ليس مشكلة موظّفين لم يقبضوا رواتبهم، ولا هي قضيّة تعيين مجلس إدارة جديد، بل قضية 83 طبيباً متمرّناً قرّروا أن يرفعوا صوتهم، بعدما مضى على عدم دفع رواتبهم في مستشفى الحريري أكثر من شهرين ونصف الشهر.
هؤلاء الأطباء المتمرنون، ليسوا أولاد «باشا»، بل طلاب يتعلّمون في كلية الطب في الجامعة اللبنانية، في السنة السادسة والسابعة، ويتدرّبون في مستشفى الحريري مقابل 700 ألف ليرة شهرياً لكلّ واحدٍ منهم.
إذاً وبعد شهرين ونصف الشهر من الانتظار، بدأ الأطباء المتمرّنون في المستشفى الإضراب عن العمل منذ 10 أيلول الحالي وحتى اليوم، لعلّ وعسى ينتبه مجلس الإدارة أو وزارة الصحة العامة لمعاناة شبان وشابات، ما زالوا في بداية الطريق.
إلاّ أنّ مصادر «لجنة الأطباء المتمرّنين في المستشفى»، توضح لـ«السفير» أنه «حتى الآن لا شيء جديداً، وما زلنا نحاول التواصل مع الجامعة والمستشفى، إنما من دون جدوى».
في المقابل، يرفض رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فيصل شاتيلا التعليق على الموضوع، ويكتفي بالقول عبر «السفير» إن «القضية محلولة»، من دون أن يضيف أي تفسير أو توضيح، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «الموضوع ليس عنده».
وتؤكد مصادر لجنة الأطباء المتمرّنين لـ«السفير» أن «مجلس إدارة المستشفى يبدي لا مبالاة كبيرة إزاء قضيّتهم، حتّى أنهم ينتظرون ساعات طويلة حتّى يسمح لهم بلقاء أحد الإداريين للسؤال عن مصيرهم ومصير رواتبهم».
وتلفت الانتباه إلى أن «اللجنة حاولت التواصل مع وزير المال لحلحلة أمورهم، إنما لم تصل المفاوضات إلى نتائج شافية، حتى الآن».
وعن الأسباب التي تحول دون قبض الأطباء المتمرّنين رواتبهم، تفيد المصادر بأن «مجلس إدارة المستشفى أصدر منذ تموز الماضي قراراً يقضي برفع المبلغ الذي يتقاضاه المستشفى من الجامعة اللبنانية من مليار إلى أربعة مليارات ليرة، وإلغاء الرواتب التي يتقاضاها الأطباء المتمرّنون، علماً أنّ هذا القرار يتناقض مع مرسوم مجلس الوزراء، ومع العقد الموقّع بين المستشفى والجامعة اللبنانية».
وتوضح المصادر أن «وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وافق على هذا القرار، بحجّة تخفيف الأعباء والمصاريف، وكأنّ الأطباء المتمرّنين ليسوا سوى عدد زائد ولا يعملون أي شيء». ثمّ تستدرك قائلةً: «لكنّ الحقيقة أننا نقوم بمناوبات ليلية ونملأ الملفات وغير ذلك من الأعمال».
تسأل طبيبة متمرّنة عبر «السفير»: «هل هدفهم تشجيعنا على الرحيل من هذا البلد منذ الآن، ويأكلون حقوقنا البسيطة؟ هل يحطمون طموحاتنا قبل أن تبدأ؟». وتضيف: «حرمونا رواتبنا، وحرمونا أيضاً وجبتي الفطور والغداء اللّتين كانتا من حقنا، قبل صدور قرار مجلس الإدارة في تموز».
وتشير إلى أنّ «الإضراب أُعلِن لأنّ الطلاب لم يعد بمقدورهم دفع بدل المواصلات»، مؤكّدةً أنّ «الإضراب مستمرّ لحين إعادة حقوقنا الضائعة».