يبدو أن العتمة الكاملة والشاملة التي غطّت لبنان خلال ثلاثة أيام كما التقنين “القاسي” المتواصل، لم يعفيا المصانع والمؤسسات الإنتاجية والخدماتية من براثن أكلافها، وحمّلاها أعباءً مادية إضافية لم تكن في حسبان جداول الخسارة التي تتكبّدها أصلاً بفعل الجمود الإقتصادي القاتم.
رئيس جمعية الصناعيين الشيخ فادي الجميّل أعلن في حديث لـ”المركزية” أن المصانع اللبنانية “تأثرت ولا تزال، بالإنقطاع الكهربائي غير المنتظم، وتتكبّد جراء هذا الوضع المأزوم تكاليف إضافية في عملية التصنيع”، موضحاً أن الإنقطاع التام للتيار يؤدي إلى توقف الإنتاج من جهة أو استعمال المزيد من الطاقة البديلة ذات الأكلاف الإضافية العالية، وبالتالي يتسبّب هذان الخياران بخسائر ملحوظة لأصحاب المصانع”.
التصدير إلى روسيا: وليس بعيداً، تطرق الجميّل رداً على سؤال، إلى التحضيرات الجارية للتصدير إلى روسيا، وقال: نتحضّر كقطاع خاص، لولوج السوق الروسية في إطار البُعد الاستراتيجي، وليس موقتاً أو ظرفياً. والإستعدادات جارية لتصدير المنتجات الزراعية أكثر من غيرها، بفعل الحظر المفروض عليها. إنما مقاربتنا للسوق الروسية هي مقاربة طويلة الأمد، إذ نرغب في فتح أسواق جديدة ونحن قادرون على الوصول إلى الأسواق الأكثر تطلباً.
وتابع: الإجتماعات متواصلة للبحث في أنواع السلع المقرر تصديرها إلى روسيا، لأن سوقها يتطلب كميات كبيرة من المنتجات، ونراها سوقاً مهمة وواعدة للصناعة اللبنانية على الأمد البعيد. لا يمكننا المنافسة بالأكلاف الرخيصة إلا بجودة رفيعة ومتطلبات عالية. السوق الروسية محصورة بـ150 مليون مستهلك، وإذا طلب 3 أو 4 في المئة منهم منتجات ذات جودة عالية، فهذه الكمية بحدّ ذاتها كافية لخلق سوق مهمة للصناعات اللبنانية.
ولفت إلى أن “التحضيرات جارية مع وزارات الإقتصاد والتجارة، والصناعة، والزراعة وغرفة بيروت وجبل لبنان، وهناك اجتماع مشترك قريباً لاستكمال التحضيرات، تعقبه زيارة مرتقبة إلى روسيا”.
صرخة الهيئات: من جهة أخرى، وعما إذا كانت الهيئات الإقتصادية ستكتفي بصرختها الأخيرة، أم أنها ستتابع الضغط، قال الجميّل: أردنا بهذه الصرخة نقل معاناة الجميع، وقلت حينها “كفى إضاعة الفرص”، ونحن حقيقة كذلك، كمَن يأخذ الأموال ويضعها في السخان الآلي Microwave فيُحرقها، وهذا لا يجوز. مستمرون في المناشدة بصورة دائمة، وهناك اجتماعات مرتقبة للمجلس النيابي نتمنى أن يتدارك خلالها الجميع دقة الوضع الإقتصادي ويتوحّدوا لمعالجته، وفتح صفحة جديدة لنستطيع عزل أنفسنا عن المشكلات القائمة، وننفتح على كل الدول من خلال اللبنانيين الموجودين في أقطار العالم. ونداؤنا الإنفتاح على كل دول العالم من دون استثناء أحد، ونحن قادرون على ذلك وهذه ميزتنا. ليكن لبنان على صورة مجتمع الأعمال الذي فيه.