IMLebanon

“السفير”: إيران بدأت تقتنع بضرورة شراكة السنّة.. وملف الرئاسة قد يُحسم فجأة

Baabda-résidence

نقلت صحيفة “السفير” عن أوساط ديبلوماسية غربية عاملة في لبنان أن الملف السوري سيكون حاضراً في اجتماعات الجمعية العامّة للأمم المتّحدة هذا الشهر في نيويورك، لافتةً الى أنّ قضيّة سوريا معقدّة جدّاً، فهي ميدان صراع إقليمي ودولي ذو طبيعة جيو ـ سياسية أخطر من الحرب المذهبية الدائرة منذ 4 أعوام.

ولفتت الأوساط الى أن الدول الغربية وحلفاؤها تريد من الدول الإقليميّة توجيه صفعة الى إيران تشبه تلك التي تلقتها في العراق إثر تخليها عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بعد وصول “داعش” الى الموصل، اذ أن نجاح هذه المعادلة في سوريا سيقلب التحالفات في المنطقة برمّتها.

واعتبرت أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لن يقبل باجتثاث “داعش” من سوريا، ولن يقبل بإيران شريكاً له في الحرب ضدّ الإرهاب إلا بعد حصوله على ضمانات سياسيّة بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد سيرحل عن السّلطة بتعهّد روسي ـ إيراني مشترك، حتى لو بقي في السلطة شكلياً.

وثمة قناعة راسخة لدى الغرب بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد غير مقتنع بالقضاء على “داعش” وجبهة “النصرة” لأنه بمفهومه، سيقضي على سبب وجوده كقائد لمكافحة الإرهاب كما يسعى لتقديم نفسه.

وعن سبب عدم إرسال جنود الى ميدان القتال العراقي أو السوري، كشفت الأوساط الديبلوماسية الغربية أن ذلك يرتبط باقتناع الدول الغربية أنّ خطر انتقال الحرب السورية لم يبلغ حدّاً يدفع الدول المعنية الى مغادرة قواعدها.

أما عن سبب عدم تعاون أميركا مع إيران كما في العراق، فرأت الأوساط الديبلوماسية أن الخطر في سوريا ليس كبيراً الى درجة يرغم فيها أميركا على التعاون مع إيران، لأن الصراع السوري ببساطة لا يطال الأمن القومي الأميركي، ما يصعّب مدّ اليد الى إيران.

من جهتها، لفتت أوساط ديبلوماسية عربية الى أنه ليس صدفة أن تنطلق مهمّة المبعوث الأممي في الملف السوري ستيفان دي ميستورا بعد مؤتمر جدّة وقبيل اجتماع باريس حيث زار سوريا ولبنان، ما يعني أن محاربة الإرهاب تسير بالتوازي مع العملية السياسية، وإلا لماذا بدأ دي ميستورا مهمته في هذا التوقيت بالذات بعدما علّقت لأشهر عدّة؟.

وبحسب الأوساط العربية، يبدو أن إيران بدأت تقتنع بضرورة شراكة السنّة، وهذا الأمر سينسحب على سوريا ولبنان، مشيرةً الى أن قضية سوريا معقّدة جداً لأنها ساحة نزاع متداخلة، لذا فإن الأولوية هي للعراق ولبنان الذي سينعم مرّة ثانية باتفاق إيراني – سعودي حوله، وهو ما سيبرز أولا في الملف الرئاسي الذي سيبتّ فجأة ومن دون مقدّمات.