الحديث عن تطورات ايجابية استجدت في ما خص ملف العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم مجموعات ارهابية من عرسال منذ شهر ونيف، بما قد يساعد على اقفال هذا الملف في حال نجاح الاتصالات الناشطة في هذا الاتجاه، عادت وحجبته المزايدات حول انضمام لبنان الى الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب الذي يعانيه، الامر الذي قد يعرضه لمخاطر شتى ويفقده المظلة الضامنة لامنه واستقراره، وقت لا يزال موضوع الفراغ الرئاسي يراوح مكانه منذ خلو منصب رئيس الجمهورية في 25 أيار الماضي وقبل أيام من دعوة مجلس النواب الى الانعقاد الثلثاء المقبل للمرة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جديد. وفي انتظار ان تتضح صورة هذا المشهد المعقد من مختلف جوانبه الامنية والسياسية، انهت بورصة بيروت الاسبوع أمس كما بدأته في اجواء حذر وتردد وفي غياب أي صفقة خاصة كبيرة تنعش حركة التداول فيها التي اقتصرت أمس كالعادة على تلبية الحاجات الملحة للبعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة من الصكوك المدرجة على لوائحها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات “سوليدير” أكثر من غيرها من الصكوك، وخصوصاً المصرفية، فراحت اسعار أسهمها تتقلب بين أعلى على 11,97 دولاراً وأدنى على 11,50 دولاراً، الى ان أقفلت الفئة “أ” منها بـ11,67 دولاراً في مقابل 11,76 أول من أمس (ناقص 0,76 في المئة) والفئة “ب” بـ11,58 دولاراً في الفترة عينها (دونما تغيير) في قطاع اعادة الاعمار والتطوير العقاري.
وفي قطاع المصارف، ارتفعت اسعار اسهم “بنك بيمو” التفضيلية – 2013 من 100,30 دولار الى 101,20 (زائد 0,89 في المئة) وارتفعت أسعار أسهم “بنك بيروت” التفضيلية – H من 25,75 دولاراً الى 25,72 (ناقص 0,11 في المئة)، فيما استقرت أسعار اسهم “بنك لبنان والمهجر” المدرجة على 8,75 دولارات في قطاع المصارف.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بتراجع مقداره 1,10 نقطة ونسبته 0,09 في المئة على 1170,28 نقطة، في سوق هزيلة تبودل فيها 19332 صكاً قيمتها 299195 دولاراً، في مقابل تداول 75392 صكاً قيمتها 442036 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، تلقت أسواق المال العالمية بارتياح نتائج الاستفتاء الذي اجري في اسكوتلندا وافضى الى رفض الناخبين فيها الانفصال عن المملكة المتحدة، في تطور دعم الاسترليني على حساب الاورو الذي سرعان ما كسر نزولاً عتبة الـ1,29 دولار وقت لقيت الورقة الخضراء دعماً من معاودة البعض الرهان على ارتفاع أسعار الفائدة الاميركية على الاقل اعتبارا من السنة المقبلة. وفي هذا المجال، جاء اعلان مجلس المؤتمر في الولايات المتحدة Conference Board ان مؤشره المركب الذي يقيس تطور الاقتصاد الاميركي في الاشهر الستة المقبلة Leading Indicator واصل ارتفاعه وان ببطء في آب بنسبة 0,2 في المئة بعد 1,1 في المئة في تموز بما يؤكد تعافيه غداة صدور ارقام البطالة الاسبوعية الذي يصب في الاتجاه عينه، وقت جاء اعلان مكتب الاحصاء في المانيا أن أسعار الانتاج في أكبر اقتصاد اوروبي تراجع بنسبة 0,1 في المئة في آب كما في تموز شهرياً وبنسبة 0,8 في المئة سنوياً في اشارة الى وقوع منطقة الاورو في انكماش الاسعار (déflartion) المسيء كثيراً الى النمو الاقتصادي فيها، وخصوصاً بعدما تبين ان حجم الرساميل التي خرجت من هذه المنطقة في تموز بلغ 17,3 مليار أورو بعد تدفق رساميل اليها في حزيران بما مقداره 26,2 ملياراً بحسب المصرف المركزي الاوروبي. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات لتجعل الاورو يقفل ضعيفاً في نيويورك على 1,2835 دولاراً في مقابل 1,2925 أول من أمس، في تطور أضعف المعادن الثمينة، فاقفلت أونصة الذهب بـ1216,75 دولاراً في مقابل 1225,50 واونصة الفضة بـ17,85 دولاراً في مقابل 18,55 في الفترة عينها.
وواصلت الاسهم الاوروبية تحسنها بعد تصويت الاسكوتلنديين ضد الاستقلال عن المملكة المتحدة. الا ان ما اعقب ذلك من جني ارباح وتكهنات عن خفض التصنيف الائتماني لفرنسا عاد وحدَّ من مكاسب بورصات عدة بين 0,87 في المئة في امستردام و0,01 في المئة في فرانكفورت وجعل بورصة باريس تقفل بتراجع 0,08 في المئة. كما لقيت وول ستريت دعماً من ادراج اسهم مجموعة “علي بابا” القابضة الصينية، الاكبر عالمياً في قطاع التوزيع، فاقفل مؤشر داو جونز فيها مرتفعاً 14,07 نقطة على 17280,06 نقطة، وقت عانت اسهم التكنولوجيا المتطورة جني الارباح عليها ليقفل مؤشر ناسداك بتراجع 13,64 نقطة على 4579,79 نقطة.