ذكرت صحيفة “النهار” أنّ الردّ الذي قابلت فيه “جبهة النصرة” على توقيف المجموعة الارهابية المتهمة بذبح الشهيد عباس مدلج، أسقط الوساطة القطرية التي كان يعول عليها لبنان والتي بينت الوقائع الامنية أنّها تعثرت قبل ان تبدأ.
وحذّرت مراجع سياسية رفيعة لـ”النهار” من خطورة ما آلت اليه الامور، مشيرة الى أنّ لبنان لم يعد يملك خيارًا الا المواجهة.
وأكّدت مصادر مطلعة على الإجتماع الأمني الذي عقد السبت برئاسة تمام سلام في السراي الحكومي لصحيفة “المستقبل”، أنّ المواجهة مع القوى الإرهابية ستكون بالتوازي مع استمرار المفاوضات عبر الوسيط القطري مع الجهات الخاطفة.
وأوضحت المصادر لـ”المستقبل” أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لم يوضح خلال الاجتماع الأمني أسباب عدم مجيء موفد قطر إلى بيروت كما كان مفترضًا السبت، لافتةً الانتباه في هذا السياق إلى أنّ ابراهيم لا يخوض في أية تفاصيل متصلة بعملية المفاوضات الجارية إلا ضمن إطار الحلقة الرسمية المعنيّة مباشرة بمتابعة هذا الملف والتي تضم سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق.
وتفيد المعطيات الأمنية التي استحصلت عليها “المستقبل” بأنّ المجموعات الإرهابية تتحصّن في مغاور عمد المسلحون إلى تقسيمها لعنابر مستخدمين في ذلك حجارة الخفّان، وتكشف معلومات مستقاة من شهادات عدد من العسكريين المحرّرين أنّ هذه العنابر مزوّدة بأجهزة تدفئة وإنارة.
ولم تستبعد الصحيفة أن يكون المسلحون قد جهّزوا بعض هذه المغاور الجردية بصحون لاقطة لبثّ الأقمار الاصطناعية، وبحسب المعطيات الأمنية تشير المعلومات إلى أنّ العسكريين المخطوفين لدى تنظيم “داعش” موجودون في إحدى مغاور “وادي الرهوة” في جرود عرسال، بينما المخطوفون لدى “جبهة النصرة” من المرجح أنهم باتوا في “وادي ميرا” في جرود القلمون السورية المتصلة جغرافياً بجرود عرسال، لا سيما وأنّ هذه المنطقة الجردية تتداخل لبنانياً وسورياً في ظل عدم ترسيم الحدود في تلك المنطقة بين البلدين.
المعطيات تشير كذلك إلى أنّ المجموعات الإرهابية استولت على عدد كبير من البيوت الزراعية الممتدة على مساحة واسعة من المنطقة الجردية، وتتخذ منها مقار لتمركز مسلحيها مع استفادتهم من الزراعة البعلية في الجرود، حيث يعمدون إلى قطع أشجار الكرز المنتشرة بكثافة هناك بغرض استخدام خشبها وقوداً للتدفئة لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء.