استضافت مبادرة «بيرل»، وهي منظمة غير ربحية يقودها القطاع الخاص تأسست بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للشراكات بهدف تعزيز أسس الحوكمة والشفافية للشركات وممارسات الأعمال في العالم العربي، أول من أمس شخصيات رفيعة المستوى وأكثر من 40 طالبا من القطاع المالي، لمناقشة الواقع الحالي لقضايا النزاهة والثقة داخل قطاع التمويل والاستثمارات.
وشكل الحدث، الذي أقيم بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الشارقة، مناقشة تفاعلية لمشاركة وجهات النظر والخبرات لقادة الأعمال في مجالات مثل السمعة المالية والنزاهة والمخاطر والاستثمار المسؤول.
وشملت قائمة المتحدثين الرئيسين كلا من أحمد سعيد العضو المنتدب ورئيس قسم القطاع العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ«جي بي مورغان تشيس»، وجون ويليامز مدير أول ورئيس قسم المخاطر ببنك الشارقة، وتوشار سينغفي نائب الرئيس لتطوير الأعمال والاستثمارات بشركة «الهلال للمشاريع».
وقال جون ويليامز «لضمان مواصلة القطاع المصرفي والمالي بناء الثقة مع أصحاب المصلحة من الضروري تبني مبادئ الحوكمة الرشيدة للشركات ومدونة السلوك والأخلاقيات لضمان تحقيق قيمة أفضل والحفاظ عليها. هذه القيم يجب أن تكون جزءا من استراتيجية واضحة مقترحة من قبل مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية تتضمن كل جوانب المبادئ الخاصة بعالم الأعمال، والثقة والنزاهة في هذا القطاع تعني الوضوح والدقة والامتثال، والأهم من ذلك الشفافية في جميع تعاملاتك». وقال توشار سينغفي «في الوقت الذي تتهيأ فيه بيئة الأعمال في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لتصبح أسواقا عالمية، لدينا مصلحة فريدة لاستعراض تجاربنا»، مشيرا إلى أن القدرة على الاستفادة من التجارب الفاشلة والدروس المستخلصة من الدول الأخرى والتأكد من عدم تكرار الأخطاء نفسها تعتبر فرصا مثالية. وأضاف أن «أكثر من 80 في المائة من الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي هي شركات تملكها أو تديرها عائلات، مما يعني أن لهذه الشركات تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الإقليمي، وستمر هذه الشركات العائلية بمرحلة من التغييرات المهمة في السنوات الخمس والعشر المقبلة»، لافتا إلى أن «الوقت الحالي مناسب لانتهاز الفرصة وتطبيق أفضل الممارسات والمفاهيم وغرسها في ثقافة الشركات والتعلم من أخطاء الآخرين المرتكبة في السابق، ونحن في شركة (الهلال للمشاريع) قمنا بتطبيق عدد من السياسات والآليات لضمان الحفاظ على مبادئ النزاهة والمساءلة والشفافية وأفضل الممارسات الدولية».
من جانبها، قالت اميلدا دنلوب، المدير التنفيذي لمبادرة «بيرل»: «استطعنا من خلال هذا الحدث أن نكتسب الخبرة والمعرفة ونستخلص العبر من المتحدثين، إضافة إلى الحماسة التي بدت على وجوه 40 طالبا من الحاضرين. ومن أبرز ما تعلمناه أن حوكمة الشركات والشفافية والنزاهة جميعها قيم لا غنى عنها لبناء بيئة عمل صحية وتنافسية تعزز النمو الاقتصادي.. ومن المثير أن يعمد هؤلاء الطلاب إلى تطبيق هذه المعرفة في مجالات أعمالهم يوما ما وإحداث تغيير إيجابي».