49 أسيراً تركياً خرجوا، أمس السبت من أيدي “داعش”، ليعودوا إلى أحضان أسرهم، بعد أن عاشوا 3 أشهر من الخوف والرعب على مصيرهم. ومن ضمن هؤلاء القنصل التركي لدى مدينة الموصل العراقية أوزتورك يلماز، الذي روى فصول القهر الذي عاشها مع المجموعة، حتى وصفه إطلاق سراحهم بالخروج من جهنم.
ففي مقابلة تلفزيونية أجراها، السبت، مع إحدى القنوات التركية المحلية، تتطرق إلى ما عايشوه خلال فترة الأسر التي استمرت 101 يوم. وقال في وصفه لعملية تحريرهم: “لقد كان تحريراً بحق من الأسر، لقد كانت عودة للحرية، وعودة لوطني”، مشيراً إلى أنهم عاشوا طيلة مدة الأسر فترة عصيبة وصعبة للغاية.
وعن عيشتهم طيلة فترة احتجازهم قال القنصل يلماز: “في جميع الأحوال العيشة خلال فترة الاحتجاز لا تشبه السجن مطلقاً، لأنه يحكم على الإنسان بعقوبة معينة يقضيها في السجن ثم سرعان ما يخرج ثانية، أي أن زمن حريته يكون معروفاً، أما بالنسبة لنا فلم يكن الأمر كذلك، لأننا عشنا في ظروف صعبة للغاية، لم تكن هناك أي معالم واضحة، عشنا الخوف من الموت، لكن كان علينا أن نقهره من البداية حتى نستطيع الاستمرار”.
استراتيجية داعش في نقل الأسرى
وذكر أن عناصر التنظيم كانوا حريصين على نقلهم بين أكثر من مكان بين الحين والآخر، بدلاً من الإبقاء عليهم في مكان واحد منذ احتجازهم، مضيفاً “هم في استراتيجيتهم العامة لا يرغبون في الإبقاء على أي رهينة مدة طويلة في مكان معين”.
وتابع قائلاً: “لقد خرجنا من جهنم”، لافتاً إلى أنهم كانوا يعانون الوحشة بشكل أكبر كلما كان يتم تغيير مكان احتجازهم، لافتا إلى أن عناصر التنظيم أطلعوهم على فيديوهات قطع رقاب الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن ستولوف، والبريطاني ديفيد هانز.
ومضى قائلاً: “لقد هددوني بالقتل مرات عدة، وصوبوا فوهات بنادقهم إلى رأسي أكثر من مرة”.
ظروف أكثر من صعبة للأطفال
وذكر أنهم طيلة فترة احتجازهم عاشوا “ظروفاً صعبة من الناحيتين الصحية والغذائية، ولاسيما بالنسبة للأطفال الذين تعرضوا لنقص في الوزن نتيجة سوء التغذية، فضلاً عن ظهور الجروح والندوب بأجسادهم”، بحسب قوله.
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أعلن في ساعة مبكرة من صباح السبت، من العاصمة الأذرية باكو، تحرير الرهائن الأتراك الذين كانوا محتجزين في مدينة الموصل العراقية منذ نحو 3 أشهر، مؤكدا عودتهم إلى تركيا.