Site icon IMLebanon

سلام الى نيويورك: إمّا نواجه الإرهاب متّحدين أو نغرق معاً

 

يغادر الرئيس تمام سلام الى نيويورك اليوم لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم لبنان، على أن ينضم إليه هناك وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس البعثة اللبنانية في نيويورك السفير نواف سلام، في وقت كانت فيه تداعيات ذبح الجنود اللبنانيين الأسرى عند تنظيمي «النصرة» و«داعش» «المتطرّفين»، تتفاعل على كل المستويات السياسية والشعبية والأمنية، في ضوء معلومات أنّ مساعي المفاوضات انتكست جدياً، وأن التصعيد، سواء عبر عمليات الذبح أو التهديدات المتبادلة أصبح الشغل الشاغل في البقاع والشمال، سواء الأهالي أو الفعاليات السياسية.

وكشفت مصادر مقربة عن برنامج حافل بالمواعيد لرئيس مجلس الوزراء، أبرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وربما التقى مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فضلاً عن ترؤس اجتماع المجموعة الدولية لمساعدة لبنان في ما خص النازحين السوريين، على أن يلقي خلال وجوده في نيويورك خطابين، الأول أمام الجمعية العامة في 25 أيلول الحالي، يتناول فيه الوضع في لبنان ومواجهة الارهاب الذي يعاني منه لبنان بعد خطف الجنود اللبنانيين، بالإضافة الى قضية النازحين السوريين الذي يستضيف لبنان منهم ما يزيد عن مليون و300 ألف نازح، وعن توجه الحكومة اللبنانية للحد من تدفق هؤلاء النازحين إلا للضرورات الإنسانية، والثاني أمام مجموعة الدعم الدولية في اليوم التالي.

وقالت مصادر رسمية أنّ سلام سيسعى الى إثبات الحضور اللبناني، حاملاً معه القضية اللبنانية، خصوصاً في ظل غياب رئيس الجمهورية عن اجتماعات الجمعية العامة للمرة الأولى منذ سنوات، مشددة على أن الجهد سينصبّ لتأتي نتائج الزيارة إيجابية ومثمرة بهدف استثمارها لاحقاً، لا سيما وأن سلام حريص على الإضاءة على التحديات الماثلة أمام اللبنانيين وعلى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب التي تشكل نقطة مشتركة مع الدول المشاركة في هذه الاجتماعات.

وقال سلام في حديث لصحيفة «المستقبل»: «نحمل أوزارًا أكبر من طاقتنا وسأطالب في نيويورك بتقديم الدعم للبنان قبل أن يغرق، كما سأشدد على ضرورة مساعدة الدولة في تحمّل أعباء النزوح السوري التي تثقل كاهل الوطن ومقدّراته»، كاشفاً في ما يتصل بملف العسكريين المخطوفين أنه سيجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نيويورك وسيطلب منه «أن تلعب تركيا دوراً فاعلاً للمساعدة على تحرير العسكريين، لا سيما بعد نجاحها في تحرير رعاياها الذين كانوا مخطوفين لدى تنظيم «داعش» في العراق».

وعن الوساطة القطرية، أكّد سلام أنّها لا تزال مستمرة وأنّ موفد الدوحة سيصل اليوم إلى بيروت، نافياً في المقابل أن يكون قد قصد بإعلانه المواجهة مع الإرهابيين توقّف المسعى القطري. وأردف موضحاً: «ما قلتُه إنّ كل الخيارات مفتوحة ولم أعنِ أبداً توقّف المفاوضات لإطلاق العسكريين، إنما أكدت خلال الاجتماع الأمني (أمس الأول) أنّ مستجدات الأحداث الدموية في ملف العسكريين أدت إلى عرقلة المفاوضات لكنها لم تُنهها، سواءً عبر قطر أو من خلال سعينا لإدخال تركيا على خط الوساطة لتسريع عملية تحرير العسكريين».

على المستوى الداخلي، نبّه سلام القوى السياسية إلى أنها «إذا لم تحزم أمرها وتسرع في وقف الانهيار فإن لبنان سيكون أمام مشكلة كبرى»، وناشدها أن تدرك «هول المخاطر التي نواجهها وتتكاتف في التصدي لها بدل التلهي في صراع تصفية الحسابات السياسية، لأننا إما نواجه الإرهاب متّحدين أو نغرق معاً فندفع الثمن جميعاً»، محذراً من أنّ «أحداً لن يستطيع لملمة الأوضاع إن هي تفلّتت من عقالها، لا سيما وأنّ هدف الإرهاب ليس الذبح فحسب إنما تفكيك الدول وزعزعة ركائزها وزرع الفتن فيها».

وفي معرض مطالبته «كل الأفرقاء بتحمّل المسؤولية الوطنية لإفشال مخططات من يريدون إشعال فتنة لبنانية لبنانية وأخرى لبنانية ـ سورية»، أشاد سلام بخطاب الرئيس سعد الحريري وشدد على كونه «خطاباً وطنياً ممتازاً ينبغي تعميمه من قبل كافة الأفرقاء في هذه المرحلة»، منوّهاً في السياق عينه «بالمواقف المهمّة والواعية التي أطلقها رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط» الأحد.

سلام أكّد أنّ «المطلوب من الجميع تهدئة بيئاتهم»، ولفت الانتباه إلى أنّ «من ينتهج هكذا خطاب تهدوي لا شك في أنه يتحمل الكثير وسط بيئته»، وأشار في هذا المجال إلى أنّ كلامه أمس الأول «فيه قدر كبير من التحمّل، لكن المطلوب أنّ يقدّم الجميع تضحيات في سبيل الوطن والترفّع عن الحسابات الضّيقة»، مؤكداً وجوب «أن يسود قرار الحكماء في البلد فوق أي صوت نشاز من هنا أو من هناك».