IMLebanon

نصرالله: لم نرفض مبدأ التفاوض ولبنان لن يكون جزءاً من أيِّ تحالف دولي وقادرون على مواجهة الخطر الإرهابي

Hassan-nassrallah

 

اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ قضية العسكريين المخطوفين على درجة بالغة من الأهمية والحساسية، وهي قضية إنسانية ووطنية، وتعني اللبنانيين جميعاً.

وقال: “من البداية كان الواجب ان تتعاون القوى السياسية كلها سواء الموجودة داخل أو خارج الحكومة بمستوى هذه القضية الوطنية والأخلاقية. وكان يجب أن يكون هدف الجميع استعادة العسكريين المختطفين منذ اللحظة الأولى، والعمل بكل الوسائل وتقديم المساعدة الممكنة لتحقيق هذا الهدف، ولكن للأسف حوّل البعض هذه القضية الوطنية إلى مادة للسجال وتصفية الحسابات السياسية، وإلى مادة لإثارة النعرات الطائفية والتحريض المذهبي، وذهب البعض إلى وضع مطالب هي أعلى سقفا من مطالب الارهابيين أنفسهم”.

من البداية تعاطينا ويجب ان نتعاطى ان هذه القضية مسؤولية الحكومة اللبنانية أي السلطة السياسية في لبنان، وعلى الجميع مساندة الحكومة في معالجة هذه القضية. أما في مبدأ التفاوض، من الطبيعي ان الجهة المعنية تقوم بالتفاوض، ونحن قمنا بذلك، وفاوضنا بشكل غير مباشر لاستعادة أسرى وشهداء، في سوريا وغيرها، ونحن لم نرفض على الاطلاق مبدأ التفاوض، ومن حق السلطة السياسية أن تفاوض، أكانوا منظمات إرهابية او جماعات تكفيرية، بل المهم القضية الانسانية في هذا السياق.

وأوضح أن “حزب الله” طالب منذ اليوم الأول ان يكون التفاوض من موقع القوة، وان تعمد السلطة السياسية إلى التفتيش عن مكامن القوة لدى لبنان واستخدامها في عملية المفاوضات، التي يجب ان يُبلّغ بها الوسيط ويُبلّغ بها الخاطف. وأشار إلى أنّ التفاوض من موقع الضعف ومن موقع التوسّل والاستجداء سيؤثر سلبا على العسكريين، وإذا كان هناك من امل بعودة العسكريين يكون من خلال الموقف القوي والمسؤول.

ولفت إلى أن قضية العسكريين دخلت في بازار المزايدات السياسية اذ اصبح كل شخص يحدد السقف الذي يريده، ولبنان بسبب هذا الأداء السياسي يعيش اذلالًا سياسيًا. وقال: “موقفنا من اللحظة الأولى أن الجهة المفاوضة أكان بطريقة مباشرة أو عبر الوسيط تأتي بمطالب الخاطفين وتُدرس، وتناقش، وتوضع آليات لاتخاذ القرار المناسب، ومن يقول غير ذلك، مخادع وكذّاب”.

من المنطقي حصول تفاوض والاستعانة حتى بخصوم إذا اقتضت الحاجة، ولكن الخضوع لابتزاز الخاطفين بالقتل، غير مقبول، لأن هناك هيبة للدولة يجب المحافظة عليها”.

نصرالله الذي دعا إلى وضع هذه القضية خارج المزايدات السياسية وخارج تصفية الحسابات، اعتبر أنه لا يجوز المسّ بأي بريء من النازحين السوريين ولا يجوز ان يحمّل احد منهم تجاوزات المجرمين، مشدداً على وجوب التصدّي لكل ردّات الفعل التي تدخل في صلب التحريض الطائفي، لأن من أهداف الإرهابيين عند ذبحهم الجنود أن تقوم ردّات فعل ضد النازحين السوريين لتوظيفها سياسياً. ورأى ان الخطف المضاد أمر غير جائز وغير مجدي ولو انه ينطلق من ردة فعل، وهو يحقق أهداف المجموعات المسلحة التي تريد فتنة مذهبية في لبنان.

وحذر من أن لبنان أمام تحد حقيقي، لافتا إلى أنه بعد الإنتهاء من هذا الملف “لكل حادث حديث”.

من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لحزب الله رفضه ان يكون لبنان جزءاً من التحالف الدولي، وقال: “نحن ضد التدخل العسكري الأميركي وضد التحالف الدولي في سوريا، ونحن غير معنيين أن نؤيد تحالفاً دولياً يخدم مصالح أميركا، ولا نقبل ان يكون لبنان جزءا من التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي صنعت او شاركت في صنع الجماعات التكفيرية وهي ليست بموقع أخلاقي يؤهلها قيادة هذا التحالف”.

وإذ اعتبر أن لبنان ليس بحاجة وليست من مصلحته أن يكون جزءا من هذا التحالف، قال نصرالله: “قادرون كلبنانيين أن نواجه الارهاب، واللبنانيون قادرون على مواجهة هذا الخطر الإرهابي بحدّ أدنى من التعاون داخل الحكومة اللبنانية”. وتوجه إلى القيمين على هذا التحالف بطلب وقف تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية التي تستهدف لبنان، وقف تدريب وتسليح وارسال مسلحين الى لبنان، والاسراع في دعم الجيش اللبناني، ومساعدة لبنان على حلّ مشكلة النازحين.

نصرالله الذي اعتبر أن كل المناطق اللبنانية يجب أن تحمى بمواجهة الخطر اللبناني، قال: “كلنا مسؤولون لمنع دخول الارهاب الينا، وكلنا يجب أن نكون يدًا واحدة في وجه الهجمات الإرهابية. لا أحد يستطيع تهديدنا أو التهويل علينا بأنه سيصل الى بيروت، فنحن ما زلنا على قيد الحياة”. واكد نصرالله أن المنطقة متجهة الى تطورات مهمة في الأسابيع المقبلة.

September 23, 2014 09:30 PM