نقلت صحيفة “الأنباء” عن مصادر ديبلوماسية غربية ان ملف الرئاسة الاولى في لبنان ليس على سلم الاولويات الاقليمية والدولية، مستبعدة ان يؤدي الاجتماع السعودي ـ الايراني المرتقب في نيويورك بين الامير سعود الفيصل ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في 28 الجاري، الى حلحلة على صعيد هذا الاستحقاق.
ولاحظت المصادر ان لبنان بات يرتبط بالملف السوري الذي حسمه ليس مستعجلا اميركيا في الحد الأدنى، والاولوية العراقية تستقطب الاهتمام الاميركي والدولي من دون اي وعد بالوصول بهذا الملف الى بر الامان في وقت قريب، خصوصا ان الرئيس باراك اوباما يتحدث عن مدى زمني طويل نسبيا لإنهاء الحرب على داعش.
ولفتت المصادر الى ان ايران تواجه مأزقا حقيقيا في سوريا، اذ انها تريد للغرب والعرب ضرب هذا التنظيم في العراق، لكنها لا تريد رؤية “داعش” تنهزم في سوريا قبل ان يتم التوصل الى اتفاق حاسم في مفاوضاتها مع الأميركيين ليس في ملفها النووي فحسب انما في ايجاد حل للنزاع السوري ايضا.
وتجزم المصادر بأن طهران تريد استمرار “داعش” في سوريا من اجل الهاء مسلحي المعارضة السورية عن معركتهم الاساسية لإسقاط النظام، وبالتالي الحؤول دون تمكين السعودية من استخدام سورية قاعدة لتقليص النفوذ الايراني في العراق ولبنان.
وترى المصادر ان الانكفاء الايراني الاجباري في العراق جعل ايران اكثر تصلبا من السابق في حماية اوراق قوتها في بقية الاقليم، كما جعل السعودية اقل استعجالا من السابق للخوض في صفقات اقليمية مع ايران، سواء في اليمن او لبنان او سوريا، قبل اتضاح صورة الافق السياسي الذي سترسمه الحرب على “داعش” والموقف الاميركي على هذا الصعيد.
وفي اعتقاد المصادر ان الأزمة اللبنانية لن تبدأ في الانفراج الا بعد جلوس الجانبين السعودي والايراني الى طاولة التفاوض الفعلي على مستقبل العلاقات الثنائية خصوصا، والعلاقات الإيرانية ـ الخليجية عموما.