Site icon IMLebanon

مسلسل المياومين: حلول مؤقتة والأزمة مستمرة

Safir
باسكال صوما
شهدت حلقة أمس، من مسلسل المياومين وجباة الإكراء في «مؤسسة كهرباء لبنان» أحداثاً مؤلمة جديدة، وكأنّ مأساة هؤلاء الـ1800 مياوم هي في الواقع صورة مصغّرة لألم 3 ملايين لبناني مقهور.
فبعدما خيمت أجواء غير إيجابية على اجتماع المياومين صباحا، مع مديرة احدى شركات مقدمي الخدمات «نيو كومباني» التي تعمل لمصلحة «مؤسسة كهرباء لبنان»، توتّرت الأجواء في اعتصام المياومين أمام مبنى الشركة، فأقدم مياوم على تشطيب جسده مهددا بذبح نفسه، إذ تبين أن أزمة الرواتب والمياومين الخمسة المفصولين عن العمل، لن تتحلحل قبل 5 أو 6 أيام. كما ألقى مياوم آخر كمية من البنزين والمازوت على جسده مهددا بحرق نفسه، مشيراً إلى أنه «غير قادر على إدخال أولاده إلى المدرسة». وأضاف: «ليعرفوا أن والدهم مات شهيداً عن الكهرباء، بعد أعوام طويلة من خدمة هذه المؤسسة». وكأنّ أيّ حقٍّ في هذا البلد ومهما كان بسيطاً، لا يؤخذ إلاّ بالقوة، ولقمة العيش باتت قضية موت أو حياة، لا حقاً مصاناً شرعياً وإنسانياً.
تجدد المفاوضات
لكن، وخوفا من تفاقم الوضع ربّما، قررت الشركة استئناف المفاوضات مع المياومين، في ظل صمت نقابي ورسمي مريب.
وتوضح مصادر «لجنة متابعة المياومين وجباة الأكراء» لـ«السفير» أنّ «المياومين كانوا متّجهين نحو مزيدٍ من التصعيد في هذا الأسبوع لأنّ الوضع بات لا يحتمل، إلاّ انّ الشركة عادت وفتحت باب التفاوض، ووعدت بمنحنا رواتب شهر آب خلال ساعاتٍ قليلة، وأكدت أنّ فصل المياومين الـ5 من دائرتي جزين وبيروت، موضوع إداري موقت، لحين انتهاء أزمة المياومين مع مؤسسة كهرباء لبنان». وبذلك علق المياومون اعتصامهم أمام أبواب الشركة في مبنى «رويال تاور»، وفتحوا أبوابها، فيما تبقى أبواب مؤسسة الكهرباء مقفلة ويستمرّ الاعتصام المركزي أمامها. أمّا بالنسبة لرواتب شهر أيلول الحالي فتأجّل البحث بها حتى نهاية الشهر، فيما تبقى المنح المدرسية معلّقة.
ترافق الاعتصام أمام «نيو كومباني» مع الاعتصام المستمر أمام «مؤسسة كهرباء لبنان» في كورنيش النهر، حيث أعلنت لجنة متابعة المياومين أنها تلقت وعودًا رسمية بإنهاء مذكرات التوقيف بحق 5 منهم، مع انتهاء الأزمة.
من جهته، يرى عضو لجنة المياومين أحمد شعيب أن «شهر أيلول الذي اعتصمنا خلاله هو حق لنا، لان الاعتصام مشروع، إلا إذا ألغيت الديموقراطية في البلد، وألغي فيها الإحساس الحر حتى يقمع 1800 شخص بهذه الصورة الوحشية الفظيعة».
ويلفت الانتباه إلى أن «المياومين هم مواطنون لبنانيون وينتمون الى كل الطوائف، ونحن نطالب بأقل شيء يمكن للإنسان أن يحصل عليه، بعدما قدمنا 20 سنة من سنوات شبابنا».
ويؤكد رئيس لجنة المتابعة لبنان مخول أن «الرواتب حق مقدس»، مضيفا «نريدها اليوم، وأسلوب المراوغة لن ينجح». ويوضح أن «معركة التثبيت في الملاك وفق مباراة محصورة هي مع مؤسسة كهرباء لبنان، وليست مع شركات مقدمي الخدمات».
لا علاقة لـ«الكهرباء»
في سياق متصل، توضح مصادر «مؤسسة كهرباء لبنان» لـ«السفير» أن «ما حدث أمس أمام احدى شركات مقدمي الخدمات لا علاقة للمؤسسة به، لا من قريب أو بعيد».
أما في ما خص موضوع قضية المياومين المعتصمين في مقر المؤسسة المركزي في مار مخايل، منذ حوالي 45 يوما، فتفيد المصادر بأن «الوضع على حاله، ولا جديد في هذا الخصوص، إذ ما زالت الإدارة تمارس عملها في مقرها الموقت في معمل الذوق الحراري»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن «إدارة المؤسسة تتعاطى بايجابية مع أي مسعى لحل هذه القضية تحت سقف القانون»، وتذكّر بأن «الادارة تجاوبت دائما مع مساعي الحل إلا ان العرقلة كانت في مكان آخر».
على صعيد الأعطال، تلفت المصادر الانتباه إلى أن «عملية اصلاح الأعطال والصيانة مستمرة من قبل الفرق الفنية وفق الامكانيات المتاحة، أما عطل الأونيسكو الذي يغذي بيروت، فما زال على حاله، بسبب تواجد المعدات اللازمة لاصلاح العطل في المقر المركزي».
وانتقد رئيس «الاتحاد العام لنقابات عمّال لبنان» مارون الخولي، «تجاهل الحكومة اللبنانية المتعمد لمعاناة اللبنانيين من أزمة الكهرباء والمياه». وأشار إلى أن «تجاهل الحكومة لأزمة الكهرباء والمياه، شجع المحتكرين من أصحاب المولدات الخاصة وصهاريج المياه على توسيع احتكارهم بشكل فاجر من دون أي رادع أخلاقي أو قانوني، مما أوقع اللبنانيين ضحايا هؤلاء المستفيدين من الغطاء التي أمنته الحكومة لهم من جراء سياسة الصمت المتبعة تجاه هذا الملف الحياتي».