نفى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع أن يكون الخلاف بين 8 و14 آذار هو الذي يعطل الانتخابات الرئاسية. وقال: “الاسباب ليست اقليمية او دولية وليست خلافاً بين 8 و14 آذار رغم ما يجري من تشويش في هذا المجال وهذه نظرية تجافي الواقع وتظلم لبنانيين”.
وسأل: “كفريق 14 آذار ماذا كان يفترض بنا ان نفعل أكثر مما فعلناه، منذ بداية جلسة انتخاب الرئيس، مرورا بحضور فريق 14 آذار جلسات الانتخاب، وصولا إلى المبادرة التي قدمتها قوى 14 آذار والتي اكدت أن مرشحها ليس مرشح “أنا او لا احد”، بل أبدت استعدادها للتفاهم على مرشحين توافقيين ليسا من الفريقين، إلا أن المبادرة رفضت فوراً ولم يعط مواعيد لها حتى. وذكّر جعجع بأنه مرشح للرئاسة ولكنه مستعد للتحاور من اجل الوصول إلى مرشح آخر.
وتمنى على رجال الدين وعلى السياسيين طرح الأمور كما هي عليه، لأن فريق 14 آذار ذهب بعيدا في سبيل إجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان التعطيل سببه مقاطعة كتلتي “حزب الله” والعماد عون لجلسات الانتخاب.
وإذ شدد على ان الحل يبدأ من مسألة مقاطعة حزب الله وفرقاء بـ8 آذار للجلسات وليس من اي مكان اخر، رأى جعجع أن الفرصة لا تزال سانحة لانتخاب رئيس صنع في لبنان، لأنالدولة أصبحت مشلولة بسبب الفراغ في موقع الرئاسة.
وأضاف: “فريق 8 آذار لديه خيار من اثنين، إمام الذهاب إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس، أو التفاهم مسبقا على اسم او اسمين حول الرئيس المقبل”، سائلاً: “هل يجوز تعطيل ملف الرئاسة بالوقت الذي يشتعل فيه الشرق الأوسط”؟.
جعجع الذي أكد ان المقاطعة ادت إلى معادلة “اللا رئيس”، وبالتالي ستؤدي إلى المجيء برئيس “أضعف ما يكون”، لأن الأمر سيسمح بتدخلات خارجية سيضطر الرئيس المقبل الخضوع لها، شدد على ان هذه المقاطعة لن تأت بالرئيس القوي، لأن الرئيس القوي هو الرئيس الذي يتم الاتفاق عليه بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحلفائهم.
ورأى جعجع أن ما يحصل تحت شعار حماية المسيحيين خيانة كبرى. وحذر من ان هناك لعبة داخلية تحصل تحت شعار حماية المسيحيين. ودعا إلى رفع شعار حماية جميع اللبنانيين، لأن المسيحيين ليسوا وحدهم في جزيرة معزولة. وسأل: “هل توزيع بعض البنادق على شبان مغرر بهم سيرد الخطر؟. وقال: “إذا فشل الجيش اللبناني في مواجهة المسلّحين القادمين الى لبنان فهل تكفي البواريد التي توزّع على الأفراد تحت شعار حماية المسيحيين لمواجهتهم؟. واكد أن افضل طريقة لحماية المسيحيين هي في انتخاب رئيس بدل توزيع السلاح.
وفي ما خصّ ملف العسكريين المخطوفين، اعتبر أن ما يجري بشأن العسكريين المخطوفين يمس شعور كل مواطن لبناني بالصميم. وقال: “حكومات الوحدة الوطنية هي فعليًا حكومات “فرفطة وطنية” وأكبر دليل على ذلك الأزمة التي نعيشها، لأنه من غير المقبول أن يتواجد فرقاء في الحكومة يرسلون وحدات للمقاتلة في سوريا”.
وفي هذا السياق، اعتبر أن الحكومة امام خيار من اثنين، إما تنفيذ مطالب الخاطفين، وإما دعوة حزب الله للانسحاب من سوريا. وإذا لم ترد الحكومة الذهاب الى حل انسحاب “حزب الله” من سوريا فثمة قرار اخر وهو الذهاب بالحرب حتى النهاية مع المجموعة. وفي هذا الإطار، دعا الحكومة إلى الاتصال بالتحالف الدولي للاتفاق على خطة عملية معينة لجلب العسكريين المخطوفين، وربط غرفتي عمليتي الجيش اللبناني والتحالف، معتبراً أن البقاء من دون القيام بأي تحرك هو أسوأ الحلول الممكنة وفيه ضرب لمفهوم الدولة في لبنان.
وإذ رأى ان موقف 8 آذار المعارض للتحالف الدولي ضد “داعش” هو رفض المجتمع الدولي التساهل في موضوع البرنامج النووي الايراني، قال رئيس القوات: “إن الصراع على أشده في الشرق وأكبر دليل ما يحدث في اليمن لذلك علينا تثبيت الوضع في لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية وليتحمل كل من يقف في وجه التعطيل مسؤولية خراب البلاد”.