Site icon IMLebanon

البطالة والفقر والإرهاب…أسباب ونتائج

al-hayat
علي توفيق الصادق
يواجه العالم في ظل العولمة ومقولة «القرية العالمية»، تحدياً عالمياً مثلث الاضلاع يتجسد في البطالة والفقر والارهاب. على المستوى العالمي، بلغت نسبة البطالة 6 في المئة من إجمالي قوة عمل عالمية بلغت حوالى 3.4 بليون عامل عام 2013، أي ان عدد العاطلين من العمل على المستوى العالمي بلغ حوالى 202 مليون شخص. ويذكر ان حوالى 37 في المئة من الذين لا عمل لهم، (نحو 74.5 مليون) هم شباب من الفئة العمرية 15 – 24 عاماً. كما ان نسبة بطالة الشباب بلغت نحو 13.1 في المئة. وتشير منظمة العمل الدولية الى ان عدد العاطلين من العمل، سيزداد خلال الفترة 2013 – 2018 ليبلغ 215 مليون شخص، لأن عدد الداخلين إلى سوق العمل سنوياً خلال الفترة المذكورة سيبلغ 42.6 مليون شخص، بينما تقدر فرص العمل الجديدة في هذه الفترة بـ40 مليوناً فقط.
تقدر نسبة البطالة على مستوى العالم العربي بحوالى 14.6 في المئة (حوالى 14.2 مليون شخص من دون عمل) نسبة الشباب منهم (الفئة العمرية 15 – 24 سنة) تزيد على 27 في المئة، وهي الأعلى على مستوى العالم.
من ناحية أخرى، بلغ عدد فقراء العالم مستويات مخيفة. ووفق تقرير التنمية البشرية لعام 2014، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الانمائي، هناك حوالى 1.2 بليون شخص يعيش الواحد منهم على أقل من دولار وربع دولار في اليوم الواحد، وحوالى 2.7 بليون شخص يعيش الواحد منهم على أقل من دولارين ونصف دولار في اليوم. وأشارت منظمة العمل الدولية في تقريرها «إتجاهات العمل الدولية: أخطار الانتعاش من دون فرص عمل – 2014»، الى ان كثيراً من المحظوظين الذين يعملون هم فقراء: حوالى 28 في المئة من العاملين (839 مليون عامل) يعيش الواحد منهم على اقل من دولارين في اليوم الواحد، وحوالى 12 في المئة (375 مليون عامل) يعيش الواحد منهم على اقل من دولار وربع دولار فقط.
وبالنسبة للمنطقة العربية، تظهر مؤشرات الفقر وفق خطوط الفقر الوطنية أن البلدان الـــعربية تنقسم في شكل واضح إلى أربع مجموعات، وفق ما جاء في التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2013. وتضم المجموعة الأولى الدول ذات مستويات الفقر المتدنية بنسبة تقل عن 10 في المئة من السكان وتشمل الجزائر ولبنان والمغرب اضافة إلى دول مجـــلس التعاون الخليجي باستثناء البحرين. وتضم المجموعة الثانية البحرين وسورية والأردن وتونس بنسب تتراوح بين 10 و20 في المئة. وتشمل المجموعة الثالثة فلسطين ومصر والعراق بنسب تتراوح بين 20 و30 في المئة.
اما المجموعة الرابعة الأفقر فتضم اليمن وموريتانيا وجيبوتي والصومال والسودان بنسب تتراوح بين 38 و47 في المئة. فإذا اعتبرنا أن متوسط نسبة فقراء العرب تتراوح بين 10 و15 في المئة من سكان العرب البالغ عددهم نحو 356 مليوناً، فذلك يعني أن عدد الفقراء في البلدان العربية يتراوح بين 36 و53 مليون فقير. وإذا افترضنا ان 5 في المئة فقط من الفقراء في المنطقة العربية مستعدون للانضمام إلى المجموعات الارهابية، فإن ذلك يعني سيلاً لا ينضب يتراوح بين 1.8 و2.7 مليون شخص.
في ضوء ما تقدم، يطرح سؤال أساس: هل لدى العالم رغبة على مواجهة مثلث التحديات المتمثلة في البطالة والفقر والارهاب، وهل هو قادرعلى ذلك؟ أغلب الظن انه إذا كان راغباً في المواجة فهو قادر على ذلك اذا عمل على مواجهة البطالة لأنها سبب أساس للفقر، وتالياً للارهاب.