في أقلّ من أسبوع، أعاد ريال مدريد الأمور إلى نصابها، وفي أقلّ من أسبوع أسكت الفريق الملكيّ المشكّكين بقدراته، الذين توقّعوا موسماً ظلاميّاً للعاصمة الإسبانيّة وانهياراً شاملاً إداريّاً وفنيّاً، مستندين إلى انطلاقة مدريد المتعثّرة في المراحل الأولى من البطولة، وسقوطه مرّتين متتاليتين أمام بطل الدوري فريق أتلتيكو.
ريال مدريد، و بعد 72 ساعة على عودته القويّة إلى ساحة الليغا عبر سحقه مضيفه لاكورونيا بثمانية أهداف، ها هو مساء الثلثاء يتفوّق على ضيفه إلتشي بنتيجة 5-1. أظهر الريال شخصيّته الحقيقيّة وهي أنّه الفريق الملكيّ الذي يقود ألعابه “الملك كريستيانو”.
أمطر كريستيانو رونالدو مرمى التشي برباعيّة، وأطلق العدّ العكسيّ ليعادل رقماً قياسيّاً يعود إلى خمسين عاماً إلى الأسطورة ألفريدو دي ستيفان، وهو 22 هاتريك (ثلاثة أهداف في مباراة واحدة) في مسيرته في بطولة الدوريّ الإسبانيّ. كريستيانو رونالدو، وبعد تسجيله أربعة أهداف أمس في شباك إلتشي أصبح في رصيده 21 هاتريك، على بعد خطوة من رقم ألفريدو دي ستيفانو القياسيّ.
و في سيناريو اللقاء، فاز ريال مدريد الإسبانيّ على إلتشي ضمن الجولة الخامسة من الليغا على ملعب سانتياغو برنابيو بنتيجة 5-1 في مباراة احتسبت خلالها ثلاث ركلات جزاء، واحدة لصالح الضيوف واثنين للريال، حيث تحوم شكوك حول صحّتها كلّها.
فقد احتسب حكم المباراة ركلة جزاء أولى لصالح إلتشي بعد تدخّل يفترض أنّ رونالدو قام به مع بدرو موسكيرا أثناء محاولته تشتيت الكرة، لينجح إدواردو الباكار في وضعها في شباك الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس بديل كاسيياس، وفي الظهور الرسميّ الأوّل له مع الريال.
و قد أدرك الريال التعادل سريعاً برأسيّة من الويلزي غاريث بيل عقب عرضيّة متقنة من الكولومبيّ جيمس رودريغز، ليمتصّ حماس الضيوف بعد تقدّمهم. تواصلت القرارات التحكيميّة المثيرة للجدل هذه المرّة لصالح ريال مدريد بعد سقوط غريب من مارسيلو داخل منطقة إالتشي ليحتسب الحكم ركلة جزاء سجّلها رونالدو في الدقيقة الثلاثين بتسديدة صاروخيّة.
وبتقدّم الريال 2-1، واصل رونالدو إشباع شهيّته التهديفيّة عندما حوّل عرضيّة مارسيلو برأسه لتحتضن شباك حارس ليفانتي مانويل إيريرا، مسجّلاً الهدف الثالث للريال والثاني له في المباراة.
واستمرّت سيطرة ريال مدريد على المباراة في الشوط الثاني، وسط استسلام للضيوف الذين فشلوا في صناعة أيّ خطر حقيقيّ على مرمى كيلور نافاس، فيما أهدر كريستيانو أكثر من فرصة لإكمال ثلاثيّته.
وتواصل الجدل في المباراة مع الطاقم الحكاميّ باحتساب حكم اللقاء ركلة جزاء ثانية لريال مدريد هي الثالثة في المباراة، تقدّم لها رونالدو ليسجّل هدفه الثالث والـ”هاتريك” الثاني له على التوالي في الليغا هذا الموسم.
نفّذ الريال بعدها بدقيقة، تغييره الثالث والأخير بخروج سرجيو راموس، الذي كان يعاني من آلام قبل المباراة، ونزول المدافع الصاعد ناتشو فيرنانديز.
وقد أضاف كريستيانو الهدف الخامس للفريق والرابع له ليسجّل “سوبر هاتريك” في هذه المباراة في الوقت بدل الضائع، من تمريرة محكمة من إيسكو، انفرد بها “صاروخ ماديرا” ليضعها أرضيّة زاحفة لتعانق الشباك.
بهذا الفوز، ارتفع رصيد ريال مدريد إلى تسع نقاط ليصعد إلى المركز الرابع بصورة موقّتة، انتظاراً لبقيّة مباريات الجولة، فيما تجمّد رصيد إلتشي عند أربع نقاط في المركز الـ13.
وبعد المباراة، أصبح كريستيانو رونالدو يتصدّر قائمة هدّافي الليغا بتسعة أهداف بفارق ستّة أهداف كاملة عن الأرجنتينيّ ليونيل ميسي، نجم برشلونة الذي يحتلّ حتّى الآن المركز الخامس فيها بثلاثة أهداف.