رائد الخطيب
توقع الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبد الوهاب تفاحة، أن تحقق شركات الطيران العربي ربحاً اجمالياً خلال العام الجاري بنحو700 مليون دولار. وابدى اسفه لعدم توسعة مطار رفيق الحريري الدولي رغم أنه تخطى السعة المطلوبة المقدرة بـ6 ملايين راكب.
وكانت الشركات حققت العام الماضي نحو 800 مليون دولار، إلا أنّ تفاحة رفض أن يسميه خسارة في رده على «المستقبل» بل «نجاحات واخفاقات«. ولم يؤكد ما إذا كانت هذه الخسارة مردها الى أزمة الاضطرابات التي تحصل في العالم العربي، مكتفيا بالقول «إن الشركات في معظم البلدان العربية التي تواجه اضطرابات، مملوكة من القطاع الحكومي الرسمي، وهي لا تصدر بيانات عن اوضاعها الا متأخرة، وبالتالي لا يمكننا إعطاء رقم إن كانت توجد خسارة أمْ لا«.
وأشار تفاحة الى أنه «بمجرد انتهاء الاحداث العربية ، فان الامور ستعود على حالها السابقة، أمّا في ما يتعلقُ بالارهاب، فإنه منذ أحداث ايلول 2001 لم تسجل أحداث خطرة في المنطقة بسبب حرص الحكومات العربية على اتخاذ تدابير حازمة«، مبدياً أسفه لعدم توسعة مطار رفيق الحريري الدولي رغم أنه تخطى السعة المطلوبة المقدرة بـ6 ملايين راكب، وقال «في العالم العربي يحصل التطوير قبل حدوث التخمة، مع الأسف قفزنا فوق الـ7 ملايين ولا حديث جدي عن تطوير المطار«.
وسلّطت قمة العرب للطيران والإعلام 2014، التي افتتحها ولي عهد رأس الخيمة الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، أمس، الضوء على تقدم صناعة الطيران في العالم العربي، ولا سيما في 2013، حيث بلغ عدد المسافرين نحو 3 مليارات منهم 194 مليون عربي، أسهم الطيران العربي بنقل 126 مليون منهم. ويترافق هذا التقدم مع توقعات للعام 2026 بأن يصل عدد المسافرين العرب الى نحو 364 مليون عربي فيما سيكون هناك نحو 61 مليون من غير العرب يسافرون عبر العالم العربي. وبذلك سيرتفع الرقم الى نحو 20 مليون مسافر، وهو ما سيزيد من أرباح شركات الطيران العربية، خصوصاً وان هذا القطاع بات يسهم بما لا يقل عن 3 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في المملكة العربية السعودية و10 في المئة من الناتج المحلي في الامارات العربية ونحو 12،8 في المئة من الناتج المحلي في لبنان، إلا أنها نسبة «عشوائية«.
وأسهمت شركات الطيران العربية بنحو 12 في المئة من حركة الطيران العالمية، ومن المتوقع ان ترتفع هذه النسبة الى نحو 16 في المئة خلال العام 2026. إلا أنّ الخبراء دعوا الى فضاء في ما بين الدول العربية بدلاً من هذا الفضاء المقسم الى جزر ولو اقتضى الأمر التعاون مع الجيوش في المنطقة.
ولفت الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، عادل علي، الى أنَّ صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج العربي تثير الغيرة، موضحاً ايجابياتها على قطاعي السفر والسياحة، حيث هناك فرص كبيرة لكن تحديات تقابلها، منها الادارة الجوية ولا سيما في دول الخليج. كما انه من ضمن التحديات المسائل المتعلقة بالتأشيرات والجمارك، كما أن مساهمات القطاع الخاص لا تزال ضعيفة، مطالباً بتخفيف التدابير الحمائية وتخفيف الضرائب كي لا يصاب القطاع بالشلل.
إلا أن تفاحة قال في كلمته إن العالم العربي اليوم وتحديداً منطقة الشرق الأوسط، لديهِ نقاط قوة لصناعة الطيران العالم العربي، منها الموقع الوسطي للعالم العربي في التشابك بين القارات، والتراث الجذاب رغم المشكلات والاضطرابات، وثقافة الضيافة، والتكاليف المنخفضة قياساً مع الدول الباقية، والحكومات ينظرون اليها كجزء من هذه الصناعة، وهنا يعني بيئة قوية.
وقال الخبراء في المؤتمر الذي حضرته شركات طيران عدة في منطقة الشرق الاوسط، إن الجميع في العالم يتطلع الى هذه الصناعة ولا سيما في البلدان العربية التي تعاني من ازمات البطالة، حيث أن من شأن هذه الصناعة تخفيف البطالة، من خلال إيجاد فرص عمل واعدة، وضربوا مثلاً على ما حققته الامارات العربية المتحدة في هذا المضمار، وقالوا إن تطور صناعة الطيران في المنطقة غيرت الصورة فـ «فالبلاد العربية ما قبل صناعة الطيران ليست كما بعدها»، خصوصاً في التداعيات التي تركتها على صعيد قطاع السفر والسياحة والاستثمار والتنمية، وأوضحوا أن البلدان العربية لديها نقص فاضح في مجال الطيارين ومهندسي الطيران.
وأكد رئيس دائرة الطيران المدني سالم بن بن سلطان القاسمي، أن رأس الخيمة تتجه نحو انطلاقة اقتصادية من ضمن النهضة التي بدأتها الامارات العربية، وأشار الى تطور الامارة في مجال صناعة الطيران، التي أسهمت في عملية السياحة، وبالتالي زيادة عدد الاستثمارات، وتبوأت المرتبة الأولى عالمياً على صعيد النمو.
وتناول الخبراء في جلسة أولى، مسألة تقويم الأثر الحالي لقطاع الطيران على الاقتصاد العربي، ومنها السياحة، كما في قدرتها على استيلاد عدد كبير من الوظائف بالنسبة وزيادة عامل الاستثمار في المناطق التي تنمو فيها هذه الصناعة، فأوروبا استطاعت بناء مطارات حيث كل 200 ميل هناك مطار، وبالطبع هذا ينطبق على الدول العربية التي لا بد لها أن تنحو في هذا الاتجاه، ونسبة النمو في الشرق الأوسط هي بحدود 7,1 في المئة خلال السنوات المقبلة، وهو نسبة عالية جداً بالمقارنة مع نسب المتوقعة عالمياً، وأشار الخبراء الى اهميىة صناعة الطيران في إمارة راس الخيمة مع ازدياد عدد السياح والتنمية الاقتصادية ومضاعفة أعداد الفنادق، وقد تخطت الامارة التوقعات. ولفتوا الى نجاح طيران العربية، في منطقة الشرق ألأوسط.
وفي جلسة ثانية، ناقش الخبراء الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص بمجال صناعة الطيران، والمشاركة في صناعة القرار، حيث لا يكون الحوار فعالاً دون هذه الشراكة. وأشاروا الى أن الفضاء في الشرق الوسط بات مكتظاً، إلا أن الاستثمارات على الارض، ولذا يجب معالجة هذا الأمر لتلبية التوازن.
وقالت المدير العام المساعد لشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية في الهيئة العامة للطيران المدني لدولة الامارات، ليلى المهيري، إن الأمر يمكن أن يؤدي بنسبة عالية من خلال التعاون الاقليمي لدول الجوار.
ورأى الخبراء ان الشراكة تتطلب من القطاع الخاص وضع القواعد التنظيمية، كي يكون شريكاً في الادارة الفعالة.
أما الرئيس التنفيذي لـ«ايرباص بروسكي» بول- فرانك بيجو، فدعا الى ضرورة أن يكون هناك تصميم للفضاء وهذا يكلف مئات مليارات الدولارات.
وأشار الخبراء الى اهمية الاتفاق السياسي بما يتعلق بتطوير صناعة الطيران وإدارة حركتها، فالتكنولوجيا تسمح بكل شيء، لكن الأمر يتطلب التوافق السياسي ولا سيما في منطقة الشرق ألأوسط، وبالتالي لا إدارة مركزية للأمر. وعلينا أن نفكر بشكل عالمياً وبطريقة شاملة، ففي سوريا سوريا والعراق تتحول الحركة باتجاه ايران، وهو ما يتطلب رغبة عالمية وهذا ما تتطلبه الرغبة السياسية، وعلى وسائل الاعلام التركيز على الأمر، والوصول إدارة اقليمية لحركة الطيران بيد أن الاتفاق السياسي غير موجود رغم أن بداية للنقاشات حول هذا ألأمر.
وفي الجلسة الثالثة، تحدث الخبراء عن الطيران والسياحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمسألة مسيرة النمو والتأثير المتبادل والتوجهات العالمية، حيث يجب تحسين إدارة حركة الطيران لتحسين الأداء، ومنطقة الشرق الأوسط تحقق أكبر نمو في العالم في مجال الطيران كما أن الاستثمارات عالية ولا سيما في مجال البنى التحتي والتي تبلغ نحو 50 مليار دولار، رغم الصعوبات المرتقبة منها البيئة الجغرافية ولا سميا الجيوسياسية والنقص في القدرات. فالامارات مثلاً دولة حركة فضائها صغيرة، فـ70 في المئة التي تمر عبر الامارات لا تكون الامارات وجهتها.
وعن خصوصيات الاستثمار في ادارة حركة الطيران ضئيلة بالمقارنة مع استثمارات البنى التحتية، رأى الخبراء أنه ليس سوى 10 في المئة من الجهود المبذولة في هذا المجال، ويجب الاستثمار على بناء الكادرات والقدرات.