IMLebanon

اتجاهات الأسواق – تماسك بورصة بيروت على رغم الاجواء الضاغطة

Nahar
ايلي قهوجي

الحرب المفتوحة على الجماعات الارهابية بقيادة “الدولة الاسلامية” والتي تشنها الولايات المتحدة مع حلفاء اقليميين ودوليين لها انطلاقاً من العراق وسوريا والتي بدأت تثير سجالاً سياسياً حول انضمام لبنان اليها تحسباً لارتداداتها السلبية عليه في ظل التجاذبات التي يشهدها ملف العسكريين اللبنانيين الذين اختطفتهم الجماعات التي تستهدفها هذه الحرب بين مطالب بالتفاوض معها لاطلاقهم ومتحفظ عن الانخراط في مفاوضات في هذا الشأن، مما تسبب بانقسامات داخلية يخشى ان تنال من أمن البلاد واستقرارها في ضوء ما يحصل من ممارسات على الارض وقطع طرق لهذه الغاية بقاعاً على ايدي اهالي المخطوفين واستهداف الجيش شمالاً وفي طرابلس وعكار… لذا لم يكن مستغرباً ان ينعكس هذا المشهد ذي الابعاد المثيرة للقلق على الوضع الداخلي عموماً وعلى الاسواق المالية اللبنانية خصوصاً في ظل استمرار الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ أربعة اشهر. وأدى ذلك أمس ايضا الى اقتصار حركة التداول على تلبية حاجات البعض من السيولة بيعاً لكميات محدودة من الصكوك المالية المدرجة على لوائح بورصة بيروت كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها وذلك بقيادة “سوليدير” وعدد من المصارف. ففي المجال الاول، لم تشهد اسهم هذه الشركة المنوط بها اعادة اعمار وتطوير الوسط التجاري لبيروت تقلبات تذكر لتقفل الفئة “أ” منها بـ11,71 دولاراً في مقابل 11,61 أول من أمس (زائد 0,86 في المئة) والفئة “ب” بـ11,71 دولاراً في مقابل 11,56 (زائد 1,29 في المئة). وفي المجال الثاني، استقرت أسعار أسهم “بنك عودة” المدرجة على 6,00 دولارات للسهم الواحد، وهو السعر الذي كان المصرف قد حدده للاكتتاب بزيارة رأس ماله بقيمة 300 مليون دولار منها 60 مليوناً عائدة الى هذه الفئة من الاسهم، وكذلك أسعار أسهم “بنك بيبلوس” العادية على 1,63 دولار والذي تراجعت اسعار أسهمه التفضيلية – 2008 من 100,70 دولار الى 100,60 (ناقص 0,09 في المئة) وارتفعت أسعار اسهمه التفضيلية – 2009 من 100,10 دولار الى 100,60 ايضا (زائد 0,49 في المئة).

وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 2,56 نقطتان ونسبته 0,22 في المئة على 1169,90 نقطة، في سوق نشيطة ولكن انتقائية تبودل فيها 258044 صكاً قيمتها 1,807,466 دولاراً، في مقابل تداول 77559 صكاً قيمتها 674407 دولارات أول من أمس.

الاورو الى تراجع والبورصات الى ارتفاع عالميا
في الخارج، عانى الاورو صدور بيانات احصائية في المانيا أظهرت تراجعاً في مؤشر IFO الذي يقيس تطور مناخ الاعمال في اكبر اقتصاد اوروبي من 106,30 نقاط في آب الى 104,70 في أيلول بما ينبئ بتباطؤ النمو فيها خلال الفصل الثالث عنه في الفصل الثاني. كما جاء التصريح الذي ادلى به أمس رئيس المصرف المركزي الاوروبي ماريو دراغي ومفاده ان السياسة النقدية التي ستنتهجها ستظل ميسرة لفترة طويلة من أجل دفع التضخم المنخفض بشكل قياسي في منطقته، والذي يبلغ حالياً 0,4 في المئة، صعوداً الى المعدل المستهدف والمحدد بـ2,00 في المئة تجنباً لوقوع الاقتصاد. فيها بانكماش الاسعار (deflation) جاء هذا التصريح ليضغط بدوره على العملة الأوروبية الموحدة التي سرعان ما كسرت نزولاً عتبة الـ 1٫2800 دولار للمرة الأولى منذ سنة. وتزايدت الضغوط عليها بعدما تبين أن مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة قفزت الشهر الماضي بنسبة 18٫00 في المئة الى 504000 وحدة سكنية من 428000 في تموز مسجلة أعلى مستوى لها منذ أيار 2008، في تطور حرّك الطلب على الورقة الخضراء وجعل الأورو يقفل في نيويورك ضعيفاً على 1٫2780 دولار في مقابل 1٫2850 أول من أمس، الأمر الذي أضعف المعادن الثمينة، فأقفلت أونصة الذهب على 1217٫05 دولاراً في مقابل 1223٫50 وأونصة الفضة على 17٫70 دولاراً في مقابل 17٫83 في الفترة عينها.
في غضون ذلك، شهدت أسواق الأسهم على جانبي الأطلسي تعافياً واسعاً بدعم من تصريحات رئيس المركزي الأوروبي الذي أكد أن سياسته النقدية ستظل ميسرة للاقتصاد في منطقة الأورو لفترة طويلة، وقت جاء الارتفاع الكبير في مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة في آب ليعزز الثقة بالاقتصاد الأميركي لما يشكله قطاع البناء من رافعة لغيره من قطاعات الانتاج. وأدى ذلك الى اقفال البورصات الأوروبية بارتفاع راوح بين 1٫67 في المئة في ميلانو و0٫51 في المئة في مدريد من جهة، وكذلك وول ستريت بين 154٫19 نقطة على 17210٫06 نقاط لمؤشر داو جونز الصناعي و46٫53 نقطة على 4555٫22 نقطة لمؤشر ناسداك، من جهة أخرى.