بدأت القلوب تشغل صفحات الصبايا في موقع “فايسبوك”. الجميع يسأل والصبايا لا يُجبن سوى برسائل قصيرة يتداولنها في ما بينهن. الرجال خارج نطاق السجال الدائر. الوضع الراهن سينتشر أكثر في الأيام المقبلة خصوصاً على مشارف شهر تشرين الأول.
إنها حملة نسائية محدودة قد اتخذت من القلب وسيلة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبيل تشرين الأول الشهر العالمي للتوعية بشأن سرطان الثدي. القلوب المبعثرة عبر الصفحات تستوجب التعليق لكن الرد على الأسئلة غير مسموح لأن الغموض يساعد على انتشار الحملة.
مرري هذه الرسالة
يتوجه نص الرسالة الذي يجب تداوله فقط بين السيدات بالقول: “سيدتي، بعد أن وصلتك هذه الرسالة عليك وضع قلب على صفحتك الخاصة على “فايسبوك” من دون تعليق”. ويضيف: “كذلك انشري قلباً على جدار الشخص الذي أرسل لك القلب وتابعي نشر الرسالة عبر “الإنبوكس” الخاص بصديقاتك (السيدات) فقط”. وينبه النص إلى ما يلي: “لا تجيبي عمن يسألك عن سبب تلك القلوب الكثيرة على صفحتك. التوعية حول سرطان الثدي بدأت هذا الأسبوع عبر استخدام (3>) أو رمز القلب”.
وفي حين أن الحملة بدأت مع شخص مجهول ولا تزال محدودة، فإن الحملات العالمية تحمل رسالة واضحة وتعمل جدياً لتحقيقها.
تأثير أنجيلينا جولي
حملات الوقاية والتوعية حول سرطان الثدي قد اتخذت بعداً عالمياً عبر نجمات، مثل أنجيلينا جولي، ساهمن في نشرها للكشف المبكر عن المرض. وفي هذا السياق، فإن النجمة الهولوودية أنجيلينا جولي أعلنت عن خضوعها لجراحة استئصال ثدييها، في أيار من العام الماضي، بعدما أفضت نتائج الكشف الوراثي إلى تحور الجين “BRCA1” المسؤول عن زيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي. وإن تأثير هذا الإعلان قد ساهم في مضاعفة عدد السيدات اللواتي خضعن لاختبار الكشف عن سرطان الثدي الوراثي بحسب دراستين نشرتا أخيراً.
دراسة أولى
قدم مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الأورام قبل بضعة أيام حملة لقياس “تأثير أنجيلينا” حيث قارن الباحثون عدد الاختبارات الجينية قبل ستة أشهر وبعد ستة أشهر من إعلان أنجيلينا عن خضوعها لجراحة استئصال الثديين في أيار 2013. وأفضت نتيجة الدراسة إلى أن نسبة النساء ارتفعت إلى 90 بالمئة.
دراسة ثانية
نشرت في مجلة أبحاث سرطان الثدي العلمية، بعدما وجد باحثون بريطانيون أنه، إضافة إلى الزيادة في اختبار “1BRCA”، ازدادت نسبة زيارة عيادات الكشف عن السرطان الوراثي إذ إن عدد النساء اللواتي أجرين اختباراً طبياً ارتفع من نحو 1900 امرأة شهرياً إلى أكثر من 4800 بين حزيران وتموز 2013 أي الشهرين اللذين تليا إعلان جولي.
وصرح الباحث غاريث إيفانز المشارك في البحوث أن “جولي لها على الأرجح تأثير أكبر من غيرها من المشاهير بفضل شخصيتها كامرأة قوية ومتألقة”. ويطمئن وضع أنجيلينا النساء جميعاً كونه من الصعب تقبل العملية التي تعتبر تشويهاً وانتهاكاً للأنوثة بعد زواجها من نجم هوليوود براد بيت.
جولي (39 عاماً)، سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد تحدثت في مقال سابق لها تحت عنوان “My Medical Choice” نشرته “نيويورك تايمز” عن سبب إعلانها عن الجراحة قائلة: “أود أن تكون قصتي مصدر إلهام لغيري من النساء في محاربة هذا المرض القاتل”.
الكشف المبكر يشفيك
يعد سرطان الثدي من أسرع أنواع السرطان انتشاراً بين السيدات في إقليم الشرق الأوسط بحسب منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن زيادة معدل الإصابة بسرطان الثدي تتطلب الكشف المبكر عن هذا المرض في مراحله الأولى. وتوصي المنظمة بضرورة تثقيف السيدات حتى يتمكنّ من القيام بالفحص الذاتي المنتظم (يلاحِظ تغيرات شكل الثدي) والفحص السريري والتصوير الشعاعي للثدي على فترات منتظمة.
رسالة الأمل التي يحملها تشرين الأول إلى السيدات تؤكد أن الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه في مراحله الأولى يؤدي إلى شفاء نسبة كبيرة من الحالات.
هل تحقق مايا ما حققته أنجيلينا؟
مثل أنجلينا، تخضع اللبنانية مايا دياب لفحوص الكشف عن مرض السرطان، كما تشارك في فاعليّات مختلفة للتوعية حول سرطان الثدي، وقد اختيرت هذا العام لتكون الناطقة الرسميّة باسم شركة “Bobolink” بهدف إطلاق حملة “Pink Stands 4″، في مؤتمر صحافي يعقد آخر أيلول الجاري، للإعلان عن خطوات الحملة.
ولجهة حياتهما العائلية فقد توفيت والدة جولي، مارشلين برتراند، عام 2007 بعد معركة استمرت سبع سنوات مع سرطان المبيض. ومايا قد عانت بدورها من هذا المرض بعد تشخيص إصابة والدها به.
على أمل أن تبلغ نسب الكشف المبكر عن سرطان الثدي في لبنان والعالم العربي بفضل مايا ما بلغته في الولايات المتحدة وبريطانيا بفضل “تأثير أنجيلينا”. لذلك “قوي قلبك” ولا تنشري قلوباً عبر موقع “فايسبوك” فقط بل احم نفسك وثدييك من المرض الخبيث الذي تؤكد البحوث أن الكشف المبكر عنه يزيد بنسبة كبيرة جداً الشفاء منه.