أكّد مصدر أمنيّ رفيع لـ”الجمهورية” أنّ “الجيش نفَّذ مداهمات في مخيّمات النازحين في عرسال استكمالاً لمهمته بتنظيف البلدة والمحيط من الإرهابيين والقضاء على البؤَر التي قد تأويهم، مع مراعاته العالية للنازحين”. وقال إنّ “الجيش أبقى 58 موقوفاً، 36 منهم لا يحملون أوراقاً ثبوتيّة، و22 للاشتباه بانتمائهم لمنظمات إرهابيّة”، لافتاً إلى أنّ “التحقيق مع هؤلاء قد يتوصّل الى معرفة مكان العسكريين المحتجزين، ومخطّطات المجموعات الإرهابيّة”.
وتعليقاً على دعوة “هيئة العلماء المسلمين” إلى نجدة عرسال اليوم، أكّد المصدر أنّ “عرسال ليست محاصَرة، وأشار الى أنّ “رفع علم “داعش” فيها حادث فردي، ولا دخلَ لأهالي البلدة فيه، والجيش عالجَه بسرعة مع الفاعليات والأهالي لكي لا يعطيَ الإرهابيين مادّة لاستغلاله أو إيقاع الفتنة بين الأهالي والجيش”.
وفيما خصَّ الاعتداء على الجيش في طرابلس، أكّد المصدر الأمني أنّ “الجيش أوقفَ 20 شخصاً مع مضبوطاتهم، والتحقيقاتُ مستمرّة معهم، ويعمل على اعتقال آخرين وتنفيذ مداهمات”، مشيراً إلى أنّ “تحرّك مخابرات الجيش السريع وإلقاء القبض على المتّهمين بإطلاق النار على مراكز الجيش، يُظهر الجهوزية العالية وأنّ الوضع الأمنيّ مضبوط”، ولفت إلى أنّ “الجيش اتّخذَ إجراءاته لضبط الوضع تحسُّباً لأيّ طارئ في المدينة بعد صلاة الجمعة”.
وأكّدت مصادر مطلعة لصحيفة “الراي” الكويتية أنّ الجيش رصد مصدر تحريك النازحين ويعرف تماماً الجهة المتواطئة مع “داعش” وجبهة “النصرة”، ويجري التعامل مع الأمر من منطلق المضي في التضييق على التنظيمات الارهابية بشكل متواصل.
وعن طرابلس، لفتت لـ”الراي” أيضًا الى أنّ الجيش بدأ عملية تعزيز انتشاره ورصد بعض المجموعات المعروفة بارتباطها بـ«داعش» و«النصرة» بعد محاولات عدة لتوتير الوضع الأمني في المدينة ونقل المواجهة من عرسال الى بعض الشمال.
وإذ تقول أنّ الوضع لايزال تحت السيطرة ولا يثير مخاوف كبيرة لأنّ المتطرفين المرتبطين بالتنظيمات الارهابية محصورون ولا قدرة كبيرة لديهم على القيام باعتداءات واسعة، تشدد هذه المصادر على أنّ إمكانية افتعال أحداث وجرائم مثل استهداف مراكز عسكرية وُضع على خريطة التحرك الأمني والعسكري بقوة في الساعات الاخيرة، فيما بدأت تحركات واتصالات سياسية لمنع حصول اي تدهور أمني من شأنه ان يعيد المدينة الى زمن التفلت الذي لن يتهاون الجيش معه.
وقالت المصادر للصحيفة نفسها أنّ فعاليات طرابلس السياسية والدينية وضعت في أجواء وجوب احتواء اي محاولات لتوتير الوضع وإشغال الجيش عن المواجهة في عرسال، وان غالبية أطراف المدينة وقواها تعمل على خط عزل مجموعتين معروفتين بارتباطهما بتنظيمات إرهابية، علمًا أنّ أسماء أفراد المجموعتين باتت متداولة على نطاق علني واسع، وقد نفّذ الجيش اللبناني عمليات دهم واسعة الخميس في المدينة وأوقف ما لا يقل عن 20 شخصًا.
وكان الجيش أحبط ليل الخميس محاولة تسلل جديدة للمسلحين من جرود عرسال باتجاه البلدة، وتمكن من توقيف تحركهم مستخدما سلاح المدفعية والقنابل المضيئة محققا اصابات في صفوفهم.