IMLebanon

«اقتصاد البقاع» معزول بالطرق المقطوعة: مليون دولار حجم الخسائر الزراعية يومياً

Safir
سامر الحسيني

تصطف عشرات الشاحنات الزراعية وصهاريج الوقود والشاحنات المحملة بالسلع الصناعية والاستهلاكية على طول الطريق الدولية في ضهر البيدر على مسافة تصل إلى كيلومترات عدة، بسبب قطع الطريق منذ يومين من قبل أهالي الجنود المختطفين.
يرسم هذا المشهد حجم الخسائر التي تلحق بالاقتصاد البقاعي خصوصا واللبناني عموماً من جراء شل الحركة اليومية التي تنشط بين البقاع وبقية المناطق اللبنانية.
يقدر أحد المصدرين والعاملين في القطاع الزراعي عبر «السفير» حجم الخسائر المالية اليومية التي يتكبدها المزارعون والمصدرون من جراء اقفال طريقي ضهر البيدر، وزحلة ـ ضهور الشوير، بأكثر من مليون دولار يومياً. فتوقف حركة العبور أدى إلى شل القطاع الزراعي بالكامل، وحال دون وصول أكثر من ألف طن من الإنتاجات الزراعية الى الأسواق الاستهلاكية في بيروت وبقية المناطق، والأخطر ما يتحسر عليه المصدرون ويتمثل بمغادرة احدى بواخر الشحن البحري يوم أمس الأربعاء مرفأ طرابلس من دون إكمال حجم حمولتها من الحاويات الزراعية التي لم تستطع الوصول الى المرفأ من جراء الطرق الدولية المقطوعة.

انهيار الأسعار

لا يمكن تعويض ما يخسره يومياً المزارعون في السوق المحلية في اليوم التالي، «لأنه مرتبط بحركة الاستهلاك عند المواطنين»، وفق ما يقول المزارع يونس سعيفان لـ«السفير»، ويوضح أن تراجع الاستهلاك يقابله تراجع في الأسعار، وهذا الامر في ظل إطالة فترة الإقفال، يؤدي الى المزيد من انهيار أسعار المنتوجات الزراعية. ولا يتوقف هذا التراجع في القيم المالية مع فتح الطريق ولو بعد حين من جراء تكدس الانتاج الزراعي وارتفاع حجم الكساد في المستودعات والبرادات.
لا تقتصر تداعيات الطرق المقطوعة (ضهر البيدر وزحلة ـ ضهور الشوير المعبران الأساسيان بين البقاع وبقية المناطق) على الخسائر الزراعية، إنما تشمل كل الحركة التجارية التي شلت بالكامل في البقاع بعد أن عزل عن بقية المناطق بفعل احتجاجات أهالي الجنود المختطفين.

توقف الترانزيت

حركة الترانزيت توقفت ما بين لبنان وبقية البلدان العربية، خصوصاً لجهة حركة الشحن التي تنطلق عادة من مرفأي بيروت وطرابلس باتجاه منطقة الحدود البرية عند نقطة المصنع في البقاع الذي تصل إليه عبر طريق ضهر البيدر الدولية التي كانت مقطوعة في اليومين الماضيين. يضاف اليها تعطل حركة العبور للشحن البري من الدول العربية الى لبنان عبر معبر المصنع والواصلة الى بيروت ومناطق أخرى من لبنان. وقد أجبر العشرات من سائقي الشاحنات ممن أنجزوا معاملاتهم الادارية والجمركية في المصنع، على المبيت داخل الساحة الجمركية بانتظار فتح الطريق الدولية، وهذا ما رتب بدلات مالية إضافية على الشاحنة.
يطال الشلل أيضاً حركة التصدير الصناعية الداخلية بين البقاع وبيروت والمناطق، إذ لم تستطع شاحنات محملة بسلع صناعية من معامل البقاع الوصول الى معارضها في بيروت والى أسواقها الخاصة.

محطات الوقود

كما تشكو مؤسسات تجارية من تراجع حركة المبيع والشراء من جراء إقفال الطرق الدولية وعزل البقاع، وتعاني بعض محطات الوقود من نقص في مخزونها النفطي ما دفع عدداً منها الى التوقف عن العمل. ويشير مزارعون إلى أنهم لم يتمكنوا من ري أراضيهم لعدم توافر الوقود.
سلبيات وتداعيات قطع الطرق الدولية لم تستثن أحداً، إنما من يدفع الثمن الأكبر هو البقاع بكامله الذي يعد الضحية الأولى، من قطاعاته الاقتصادية الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية.. إلى أبنائه الذين فرض عليهم العبور سيراً على الأقدام كيلومترات عدة، متكبدين تعباً جديداً فوق كل أوجاعهم وآلامهم وهمومهم اليومية.