دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى وجوب البحث عن افضل السبل لمكافحة الارهاب والارهابيين، مشيراً إلى أن لبنان الواقع في قلب منطقة تشهد أحداثا هائلة يتعرض لهجمة ارهابية شرسة من قبل مجموعات إرهابية نفذت اعتداءات على مناطق لبنانية عدة أدت إلى وقوع شهداء.
سلام، وفي كلمة له امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: “لقد تمكن الارهابيون من خطف عدد من أفراد الجيش والقوى الأمنية واحتجزوهم للضغط على الدولة اللبنانية وابتزازها، وقاموا بجريمة قتل وحشية بحق ثلاثة من المحتجزين الأبرياء بهدف زيادة الضغط على السلطة السياسية، موضحاً أن هذه الجرائم عرقلت جهود التفاوض غير المباشر التي كانت تقوم بها الحكومة اللبنانية بوساطة جهات صديقة للافراج عن العسكريين، لكنه قال: “ليس بين خياراتِنا في قضية العسكريين المختطفين خيارُ التراجع عن أيٍّ من ثوابتِنا، المتمثلةِ بتحريرهم وحفظ هيبة الدولة وحماية أمنها وسيادةِ أراضيها”.
ولفت إلى أن الشعب اللبناني في معركته مع الارهاب يقف إلى جانب قواته المسلحة، وتسعى الحكومة إلى حشد الدعم اللازم لهذه القوات لتمكينها من القيام بمهامها، وفي هذا المجال يثمّن لبنان الهبة السخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لتعزيز القدرات العسكرية، كما ينوّه بإطلاق مجموعة الدعم الدولية للبنان ويعرب عن ارتياحه عن الاجتماعات التي عقدت في باريس وروما من اجل مساعدته.
وأعلن أنّ لبنان يشدد على اهمية التعاون الاقليمي والدولي في مجال مكافحة الارهاب، ويرحب بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الاطار، ويدعو جميع أشقائه إلى صونه وإبعاده عن سياسة المحاور. وقال: “المعركة مع الارهاب ليست مستجدة، فقد عانى لبنان جرائم ارهابية استهدفت عددا من قادته ورجال إعلام وفكر وكان أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، مؤكداً أن لبنان يتابع عمل المحكمة الخاصة بلبنان وهو يتطلع للتوصل إلى الحقيقة وتحقيق العدالة.
سلام وصف ما يجري في مناطق شاسعة من سوريا والعراق بالجرائم البشعة، التي ترتكب باسم الاسلام، والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف من المسلمين، وتسببت بحركة نزوح غير مسبوقة، وزعزعت الكيانات، وقسّمت المجتمعات، منبّهاً من أن هذه الهجمة الارهابية تستهدف جماعات دينية شكلت على مرّ التاريخ مكونا أساسيا في المنطقة، وخصوصا المسيحيين والأزيديين. وقال: “إن لبنان يعتبر الاعتداء على الأديان وعلى الأماكن المقدسة اعتداء على الكرامة الانسانية وانتهاك لحرية المعتقد والممارسة الدينية”.
وأشار إلى أن لبنان يفخر بأنه البلد الوحيد في العالم العربي والاسلامي الذي يتولى الرئاسة فيه مواطن مسيحي، وهذا يؤكد ان لبنان كان ولا زال يشكل نموذجا للتنوع في الشرق الأوسط وتجربة فريدة للتعايش بين الديانات ومثالا مناقضا لمفهوم الدولة العنصرية.
وإذ جدد تأكيد الحكومة على ضرورة انتخاب رئيس مسيحي جديد للجمهورية في أسرع وقت، قال رئيس الحكومة: “إنّ الحرب المؤلمة في سوريا هجّرت إلى لبنان قرابة مليون ونصف مليون سوري اي ما يزيد على ثلث سكان لبنان”، مشيراً إلى أن موضوع اللاجئين السوريين بات يشكل ضغطاً كبيراً على البنى التحتية، إن في المدارس والقطاع الصحي وسوق العمل والاقتصاد الوطني الذي تراجع نموه إلى حدود الصفر بسبب الأوضاع الاقليمية.
وأضاف: “هذا الواقع يشكل بالنسبة الينا كارثة وطنية، ومشكلة النازحين السوريين بكل تداعياتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية يجب ان لا تكون مشكلة لبنانية فقط، لأنها ازمة إقليمية كبرى موضوعة برسم المجتمع الدولي الذي يجب ان يتحمّل مع لبنان هذا العبء”.
سلام الذي جدد تمسك لبنان بسياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، جدد التزامه تنفيذ القرار 1701 لتثبيت قواعد الاستقرار والأمن في الجنوب اللبناني والذي يساعد أيضاً في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. ودعا سلام إلى إلزام اسرائيل القيام بواجباتها كاملة في هذا المجال، وعدم انتهاك السيادة اللبنانية، والانسحاب الفوري من الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.