الضربة التي وجهها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد اهداف تابعة لتنظيمات إسلامية متطرفة داخل سوريا لم تقلل من إصرار واشنطن على محاسبة الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام قواته أسلحة كيميائية وعدم استكمال تدمير منشآته. وترافق ذلك مع إصرار أميركي على رحيل الأسد بموجب تسوية سياسية.
هذه النقاط كانت محور اللقاء الذي عقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في نيويورك واستمر 40 دقيقة، على هامش اعمال اللقاء السنوي الـ 69 للأمم المتحدة.
وكانت مصادر أميركية رفيعة لخصت آخر المستجدات في الموقف الأميركي حول الوضع في سوريا امام مجموعة من الصحافيين، وقالت: “انه حتى في الوقت الذي نتخذ فيه خطوات ضد “داعش”، مازلنا نعتقد ان الاستقرار في سوريا يأتي من خلال انتقال سياسي يترك بموجبه الأسد السلطة لمصلحة هيئة حاكمة جامعة يتم تشكيلها”. وأضافت المصادر: “أنه طالما لدينا ديكتاتور يروع شعبه، سيكون من الصعب التوصل الى التسوية السياسية الضرورية للاستقرار في ذلك البلد، لهذا السبب نستمر في تدريب وتجهيز المعارضة السورية كثقل مضاد لداعش، ولكن بصراحة كثقل مضاد للأسد، والروس يعرفون ذلك وهذا أمر نناقشه معهم منذ فترة”.
في النقاش مع لافروف، حض كيري نظيره الروسي مجددا على التخلي عن الأسد، لأن لا مستقبل له في سوريا والمنطقة ولا مصلحة لروسيا استمرارها بالتمسك به. كما حض كيري لافروف على دعم لقاء جديد في جنيف يكون مخصصا للاتفاق على حكومة انتقالية بديلة عن الأسد تتولى صلاحياته.
وفي اللقاء الأميركي – الروسي، حديث كذلك عن استمرار الأسد في استخدام المواد الكيميائية، خصوصا مادة الكلور، كسلاح ضد المدنيين والثوار.
واثار كيري ضرورة تنفيذ الأسد قرار مجلس الأمن بحذافيره، بما في ذلك اغلاق الأسد منشآته الكيماوية المتبقية. وقال مطلعون ان كيري أبلغ لافروف ان القرار الدولي لم ينص على اغلاق هذه المنشآت بالشمع الأحمر، بحسب ما اقترحت الحكومة السورية، بل يفرض تدميرها تماما، وهو ما يجب على الأسد الالتزام به تحت طائلة المسؤولية.
وعلقت المصادر على مجرى الاجتماع بين الوزيرين بالقول ان لافروف كان مستمعا، ولم يكن معارضا مثل عادته، لكنه في الوقت نفسه لم يبد الإيجابية المطلوبة، باستثناء قوله ان الأسد سيلتزم بقرار مجلس الأمن حول نزع ترسانته الكيميائية بما في ذلك تدمير منشآت انتاجها.
وختمت المصادر ان الروس يدركون ان الأمور في سوريا تتطور بشكل متسارع، وان التحالف الدولي الذي انشأته الولايات المتحدة سيعمل على التوصل الى حل شامل في سوريا في وقت لاحق، بما في ذلك التخلص من الإرهاب والوصول الى استقرار تام هناك، وانه ربما على موسكو التفكير بسياسة جديدة تنتهجها نحو سوريا والأسد مختلفة عن تلك التي انتهجتها على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وتباحث المسؤولان في الأزمة الأوكرانية، واتفقا على تطبيق البنود الاثني عشر لاتفاقية الهدنة الأخيرة هناك، هكذا يقول المطلعون على مجريات اللقاء.