IMLebanon

صراعات الشرق الأوسط تهدد أمن العالم الغذائي

FinancialTimes
كلايف كوكسون وتايلر شيندروك

يقول باحثون في جامعة بيرمنجهام إن مستقبل أمن محاصيل العالم أصبح في خطر بسبب الصراع في الشرق الأوسط، وخسارة البيئات الحيوية في الصين، والجمود في جنوب أوروبا. واعتبروا هذه المناطق تحديداً مستودعات للتنوع الجيني البري الذي يعتمد عليه مربو الحيوانات في الوقت الحاضر ومهندسو الجينات، لنقل سلالات بديعة متكيفة مع بيئاتها إلى المحاصيل العالمية.

ويعتبر التنوع الجيني البري أمراً جوهرياً لحماية المحاصيل العالمية مثل القمح والشعير والأرز والبقوليات من تغير المناخ والآفات الزراعية والضغوط البيئية. وكان علماء جامعة بيرمنجهام قد جمعوا قاعدة بيانات تتضمن أنواعاً برية مرتبطة بمحاصيل لها أولوية تستخدمها منظمة الغذاء والزراعة العالمية “الفاو” أثناء مناقشاتها لحفظ هذه الأنواع.

وتكشف قاعدة البيانات هذه أن تأسيس محميات في الهلال الخصيب في الشرق الأوسط يعد أهم إجراء حاسم يجب اتخاذه لحماية أمن الغذاء العالمي. لكن مثل هذه الموارد تعتبر قضية سيادة وطنية وما زالت الفاو مستمرة في التفاوض مع الحكومات في المنطقة. ويقول كبير العلماء، نايجل ماكستيد: “يمكنك في الحقيقة تخيل حماية الطبيعة في هذه اللحظة في سورية أمراً غير فاعل، وإذا أردت البحث عن أقصى تركيز لأقارب المحاصيل البرية الموجودة في بيئاتها الطبيعية في أي مكان في العالم، فستجد أن أفضل مكانين يقعان على الحدود بين سورية ولبنان وعلى الحدود بين سورية والأردن وإسرائيل”. وحركت المخاوف من الحرب الأهلية السورية مساعي إلى عمل نسخ من المحاصيل والأنواع البرية القريبة منها ونقل آلاف من العينات إلى بنوك جينات دولية.
ويشير الباحثون في جامعة بيرمنجهام إلى الصين وجنوب أوروبا باعتبارهما مناطق أساسية لحفظ التنوع الجيني لمحاصيل مهمة. ويقول شيلاغ كيل، وهو يوضح ذلك: “يوجد لدى الصين حياة نباتية تجعلها واحدة من أغنى الأماكن في العالم، ويمثل هذا التنوع خزاناً طبيعياً هائلاً للموارد الجينية”. وعلى الرغم من القيمة الاقتصادية العالية لهذه الأنواع، كما يقول، إلا أن 17 في المائة من أقارب المحاصيل الأصلية البرية في الصين معرضة لخطر الانقراض. وتُعرف قاعدة البيانات التي جمعها فريق بيرمنجهام وزملاؤهم الصينيون أي الأنواع التي يجب إبراز أهميتها من حيث أولويتها في الحفاظ على غيرها. وستكون الخطوة التالية في الصين هي البحث عن مواقع مثالية لهذا الحفظ.

ولم تكن الجهود الأوروبية في حماية الطبيعة متقدمة كثيراً في هذا المجال. ويقول ماكستيد في هذا الصدد: “لم نكن ندرك قبل إجراء هذا التحليل أنه يوجد الكثير من الأقارب البرية للمحاصيل في جنوب أوروبا. يمكنك أن تتخيل أنه كان من الممكن تجميع هذه المناطق بشكل أفضل”.

لكن قاعدة البيانات لا تبين أن الأمر كان كذلك، ولا أنها كانت محمية، إذ أن 11.5 في المائة من أقارب المحاصيل البرية الأوروبية مهددة بالانقراض. وتشمل قائمة الدول التي يوجد فيها أعلى درجات التنوع البرتغال وبلغاريا وإيطاليا وإسبانيا. ويقول كيل: “إن ما نحتاجه هو جهة ما، مثل منظمة الفاو، لتوفير التمويل والمهارات لمساعدة هذه الدول على إنقاذ العالم”.