Site icon IMLebanon

“هيئة علماء المسلمين”: “النصرة” تقبل بمقايضة العسكريين بموقوفي حوادث عرسال

انطلاقًا من موقف النائب جمال الجراح الذي تحدث عن ايجابية قد تحملها الساعات الاربع والعشرون المقبلة في قضية العسكريين المحتجزين، والمعلومات الصحافية التي تحدثت عن نضوج حل يقضي بمقايضة العسكريين المحتجزين لدى “النصرة”، بموقوفي حوادث عرسال الأخيرة، سجّل متابعو هذا الملف تفاؤلا حذرا، لا يمكن حتى الساعة البناء فعليا على أساسه، في انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة.

وأشارت أوساط “هيئة علماء المسلمين” لـ”المركزية”، الى ان “هذه الايجابية كانت شائعة قبل ما حصل الخميس في عرسال من مداهمات عشوائية وكنا متفائلين لان المسلحين لم يصعّدوا في الايام الاخيرة وفي ضوء كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن المقايضة وموقف النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله الذي كان نوعا ما ايجابيا، فجاء تصرف الجيش بعد ذلك، خارجا عن هذا السياق وتخوّفنا من فريق آخر لا مصلحة له في الايجابية التي كانت سائدة. لكن بعد كلام الجراح اليوم، وتسريبات قيادة الجيش عن ان هناك تصرفات فردية لا تتبناها قيادة الجيش، نأمل ان تكون الامور وضعت مجددا على السكة الصحيحة.”

ولفتت الى ان “حسب تحليلاتها، فان “النصرة” تقبل بمقايضة العسكريين بموقوفي حوادث عرسال الاخيرة، وتنهي هكذا مأساة العسكريين المحتجزين لديها، لكن لا نعرف موقف “داعش”. لكن حسب ما سمعنا خلال وساطتنا وهو ما قالته رنا الفليطي مؤخرا، اولوية “النصرة” لمن أوقفوا في المعارك الاخيرة، واذا تمت هذه المقايضة فعلا، نكون وصلنا الى نهاية سعيدة لرهائن “النصرة”.

وعما اذا عاد الوسيط القطري، اكدت الاوساط “قرأنا في الصحف انه عاد لكن يبدو انه ينتظر الضوء الاخضر من الحكومة ليباشر المفاوضات.”

وعن تظاهرات جمعة لا “لذبح عرسال” التي تخللها رفع أعلام “داعش” وتلويح بقدوم “الدولة الاسلامية”، أعلنت ان “هيئة العلماء لا تتحمل مسؤولية ما حصل في عرسال، ولا علاقة لها اطلاقا بمن هتف للدولة الاسلامية ولا وجود للهيئة أصلا في عرسال. أما في طرابلس، فما حصل هو نتيجة غياب الشيخ سالم الرافعي والحاج حسام الصباغ الموقوف حاليا والذي كان يلعب دور الاطفائي، وهما كانا يضبطان الشارع، فتحرك أشخاص غير منضبطين.”

وأوضحت ان “ما قيل ورفع خلال التظاهرات لا يمثل رأي الهيئة ولا ترضى به ونداؤها وخطابها وعملها وايمانها هو بلبنان وطنا آمنا مستقرا لكل طوائفه وأبنائه، ولا تقبل أبدا بالافكار العابرة للحدود ولا ترى فيها مصلحة للبنان بل مصلحتنا في تعايش الطوائف على قدم المساواة في ظل دولة عادلة. وما حصل لا يمثل “الهيئة” وهو خارج عن سياستها وترفضه مطلقا، وقام به مندسون، يستغلون مطلبا محقا لتنفيذ أجندتهم.”

وعن كلام رئيس الهيئة الشيخ مالك جديدة عن تصعيد في حال استمرت مداهمات عرسال، أشارت الاوساط الى ان هذا الموقف “عبارة عن رسالة لقيادة الجيش ان ينبغي ضبط بعض عناصرها، فبعض الانفعالات مضرة خاصة في ظل وجود عسكريين رهائن مع خاطفين لا نعرف كيف يتصرفون، وأراد جديدة ان يقول ساعدونا لانقاذ الجنود، ولم يقصد أبدا أن “الهيئة” ستهاجم الجيش، والهيئة ترفع الصوت كي تتحقق العدالة، فما حصل في عرسال لا أحد يقبله وشكل منظرا غير حضاري وغير مقبول، ان نرى مسنين أرضا مثلا”.

ولفتت الى ان “الهيئة” لم تبدل في سياستها وتقول انزعوا فتيل الانفجار وحاربوا التطرف بتحقيق العدالة وعدم احداث أفعال تدفع الشباب المتهور الى التطرف.”

وكشفت ان “الهيئة تحضر لمؤتمر وطني عندما تهدأ الاجواء، جامع لكل القوى الوطنية والروحية المؤمنة بالاستقرار، للخروج بوثيقة تكون بمثابة عهد بأن نعيش جميعا في وطن واحد على قدم المساواة أمام القانون، وليتضح ان “الهيئة” ليست الناطق باسم داعش والنصرة، بل هي هيئة لبنانية تؤمن بالعيش المشترك والسلم الاهلي ومصلحة الجميع ان نعيش في وطن واحد، لا يهيمن فيه أحد على أحد.”