Site icon IMLebanon

“الأخبار”: الخطيب يسلم ايران مشروع حلّ لسوريا

 

أكد مصدر مقرب من المعارضة السورية ان الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» أحمد معاذ الخطيب سلَّم طهران مشروعاً للحل في سوريا، ويسعى الى اقناع أطراف غربية وعربية بضرورة اشراك ايران فيه.

الخطيب الذي نفى الشهر الماضي قيامه بزيارة لطهران، لا يستطيع، في المقابل، ان ينفي التواصل اكثر من مرة مع مسؤولين ايرانيين او مقربين منهم. لا بل انه اعرب مراراً عن استعداده لزيارة اي عاصمة اذا كان في ذلك ما يوقف نزيف الدماء.

المعلومات بحسب “الأخبار” تفيد بأن الخطيب، الذي ترعرع في وسط اسلامي معتدل، صار أكثر قناعة من أي وقت مضى بضرورة تسريع خطى الحل السياسي لأن القتال لن يؤدي الا الى مزيد من القتل والتدمير. يقول لمن يريد ان يسمع ان العالم كله يستفيد من الحرب السورية سوى السوريين انفسهم. هذا الموقف يناقض تماماً جنوحه، في بعض المرات سابقاً، صوب الدعوة الى تسليح «الجيش الحر» والتدخل الخارجي.

وتفيد معلومات أخرى بأن اجتماعاً حصل أخيراً في بيروت لمناقشة أفكار الخطيب، وجرى تواصل مباشر معه من خلال شاشة عرضت في مقر الاجتماع. هل كان حزب الله على علم؟ ربما نعم.

وخلال زيارته الاخيرة الى مقر الاتحاد الاوروبي، لاحظ محادثو الخطيب انه شدد على ضرورة حضور ايران في البحث عن حل بديل او مواز لمؤتمر جنيف. ويعتقد الخطيب بأن طهران باتت في مأزق بسبب استنزافها في سوريا، وبالتالي فإن اشراكها في الحل قد يضمن لها أيضاً مخرجاً لائقاً. ويرى ان المفاوضات الغربية ـــ الايرانية باتت تسمح للدول الاوروبية بأن تقنع القيادة الايرانية ليس بالتخلي عن دعمها للنظام، وإنما باقناعه بحل سياسي جدي.

في المعلومات كذلك، حول مبادرة الخطيب، انها تقوم على عدد من البنود التي بات جلّها معروفاً. منها، مثلاً، وقف اطلاق النار، وتشكيل حكومة اقطاب تضم المعارضة والسلطة، والبدء بحوار جدي يفضي الى دستور جديد وانتخابات وتعديل بنية النظام الحالي لكي تتوسع لكل الاطراف.

لكن من خلال الذين اطلعوا على حركة الخطيب، فانه هو نفسه يعترف بضعف تمثيل المعارضة بسبب الخلافات المستحكمة بين اركانها، لذلك فهو يبحث عن «خيار ثالث» يكون بديلاً عن كل المعارضات الحالية ويجمع شخصيات تكون قادرة فعلاً على تمثيل المعارضة والشارع السوري وقادرة على محاورة النظام. يقول «ان الائتلاف انتهى». ويعرف ان الخليجيين اصلاً نبذوا الاخوان المسلمين.

حين سئل مسؤول سوري عن طرح الخطيب اكتفى بالقول: «التحاور مع قائد فصيل مسلح في الداخل وتعزيز المصالحات صار افضل من كل المعارضة الخارجية التي ارتهنت تماماً لدول دمرت سوريا. واذا كانت المعارضة غير قادرة على حل مشاكلها بين بعضها البعض، فهل تستطيع فعلا ان تمون على شارع لكي نحاورها؟».

مع ذلك يبدو ان القيادة السورية بحثت مع المبعوث الدولي تفاصيل كثيرة حول آفاق المرحلة المقبلة بما فيها مفاوضات الحل السياسي. فهل يستطيع الخطيب ان يشكل «خياراً ثالثاً» ويجمع معارضة تمثل فعلاً جزءاً من الشارع السوري وتحاور النظام؟ في الجواب شيء من المستحيل. لكن اذا كان مبتغاه وقف نزيف الدم، فلا شك في ان في الامر ما يستحق الاهتمام.