أشارت أوساط اطلعت على بعض نتائج لقاءات الرئيس تمام سلام في نيويورك الى ان رئيس الحكومة لم ينتظر عودته الى بيروت لتحريك الوساطات التي يمكن التعويل عليها في قضية العسكريين المخطوفين، وان هذا الملف استحوذ على الجزء الأكبر من لقاءاته مع زعماء إقليميين ولا سيما منهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي وعد بتكثيف جهود بلاده لإنقاذ العسكريين اللبنانيين. كما ان الجانب القطري ابلغ الى الجانب اللبناني ان وساطته جارية ولو تعثّرت في أماكن معينة، وان التنسيق جارٍ بين المسؤولين الأمنيين المعنيين على خط ثلاثي لبناني – قطري – تركي.
واذ من المتوقّع ان يطلع سلام مجلس الوزراء في جلسة يحدد موعدها بعد عودته على نتائج لقاءاته في نيويورك وما يقتضي اتخاذه من خطوات في سبيل تسريع المفاوضات والوساطات لإطلاق العسكريين الرهائن، لفتت الأوساط نفسها في تصريح لصحيفة “الراي” الكويتية أن عامليْن باتا يضغطان اكثر من السابق لإضفاء جدية بالغة على الموقف الحكومي من تسهيل المفاوضات، هما الضغوط الابتزازية التي يمارسها الخاطفون على الأهالي وعبرهم على الحكومة ولبنان بأسره، وعامل الطقس الذي يبدو انه بات يلعب دوراً مهماً في تحريك ضغوط المسلحين على لبنان وتهديداتهم التي تسارعت اخيراً بوتيرة لافتة.
وأوضحت هذه الاوساط أن الحكومة ستكون مضطرة الى حسم أمرها في موضوع المبادلة والمقايضة بين العسكريين الرهائن وموقوفين من التنظيمات الارهابية ناهيك عن مطالب للتنظيمات الارهابية تتعلق بالنازحين في عرسال، والمعطيات تشير الى ان الايام الأخيرة شهدت تضخّم هذه المطالب وان الشروط لم تعد مقتصرة على اطلاق موقوفين إسلاميين بل تطاول ترتيبات لواقع عرسال.
وأشارت الاوساط الى ان الحركة اللافتة التي تولاها وزير الصحة وائل ابو فاعور مكلفاً من زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، شكلت مؤشراً الى دفع قوي لدى جنبلاط نحو تسليم الحكومة بمبدأ المقايضة وليس التفاوض فحسب، مشكّكةً في ان يكون الامر مسهلاً لجهة قبول أطراف آخرين في الحكومة به.