IMLebanon

لعبة أرقام اقتصادية مع داعش!

FiguresEcon
أنيس ديوب
أعجبتني جداً لعبة الأرقام التي ترافقت مع استعدادات وكذلك عمليات الحرب على تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين، في سورية والعراق وبخاصة منها تكاليف كل طلعة جوية وكل صاروخ، لدرجة جعلتني أنسى تكلفة الحرب الكاملة على هذا التنظيم والمقدرة بحوالي 500 مليار دولار.
فمثلاً وحسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن تكلفة طلعة طائرة إف- 16 الأمريكية تتراوح بين 22 و30 ألف دولار للساعة الواحدة، وكل قنبلة تسقطها على معاقل ومعدات داعش، تبلغ تكلفتها نحو 20 ألف دولار.
وهذا يعني أنه إذا أقلعت طائرة إف- 16أمريكية من قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا، وطارت ساعتين إلى أربيل بالعراق وأسقطت بنجاح قذائفها على هدف، فإن ذلك يكلف الولايات المتحدة ما بين 84 ألف إلى 104 ألاف دولار للطلعة الجوية، لتدمير معدات أمريكية الصنع يسيطر عليها التنظيم تتراوح قيمتها ما بين مليون و12 مليون دولار.
ولقد صرح خبراء أمريكيون إن تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بملاحقة «إرهابي داعش أينما كانوا» قد يكلف الحكومة الأمريكية 100 مليون دولار في الأسبوع الواحد أو أكثر، بعد أن تم تمديد الغارات الجوية إلى سورية.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن التكلفة الحالية للأنشطة الجارية في العراق تبلغ نحو 7.5 مليون دولار في اليوم اعتباراً من يوم بدء العمليات في العراق في 26 أغسطس/آب الماضي، وبناء على هذا المعدل، فإن استمرار العمليات لمدة عام يكلف 2.7 مليار دولار. طبعاً هذا فقط في العراق.
أما تود هاريسون، فقد كتب في الموقع الإلكتروني الإخباري لقناة (إن بي سي نيوز) أنه يتوقع أن تبدأ تكاليف الحرب ضد داعش منخفضة، ثم ما تلبث أن تتزايد. وقال أعتقد أن رقم 50 مليون دولار في الأسبوع، أي ما قاله البنتاجون، هو نقطة انطلاق جيدة لتقدير تكلفة العمليات الجويةكما أن توسيع العمليات إلى سورية، وارتفاع عدد الطلعات الجوية، سيؤديان إلى زيادة التكلفة، لتصل إلى 100 مليون دولار، وربما 200 مليون دولار في الأسبوع الواحد. وهذا بالطبع من شأنه أن يرفع التكلفة السنوية إلى ما بين 5 و10 مليارات دولار.
الأطرف،،،هو أن تلك الأرقام دفعت مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، للقيام بعمليات حسابية حيث قام شخص يدعى (م.ح) بحساب تكلفة قتل كل مقاتل من مقاتلي داعش، وتبين له أن تكلفة قتل الداعشي الواحد هي 500000 ألف دولار أمريكي. وإذا كان صحيحاً أن الحملة ضد داعش والنصرة ستستمر ما بين 3-5 سنوات على الأقل، فإن تكلفة قتل إرهابي من هذين التنظيمين المقدر عددهم بـ 20-30 ألفاً ستبلغ مليوني دولار. ولقد ذكر أيضاً أن تكلفة الصاروخ الواحد من طرازي توما هوك و كروز اللذين استخدما في أحدث الحملات العسكرية الأمريكية تتراوح بين 600 ألف و2.1 مليون دولار.
على أية حال فإن شركة «رايثون» الأمريكية للصناعات العسكرية، هي التي تقوم بانتاج هذه الصواريخ التي تم تطويرها في أزمنة مختلفة، ومن فئاتها ما يمكنه حمل رؤوس نووية. وقد وضع توماهوك رسميا في الخدمة من قبل البحرية الاميركية العام 1983، واستخدم للمرة الأولى في العام 1991 في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت من الغزو العراق. وقبل الختام لا بد من الإشارة إلى نقطة غاية في الأهمية في لعبة الأرقام هذه.
فقد ارتفعت أسهم شركة رايثون الدفاعية في البورصة بشكل ملحوظ بعد الإعلان عن نية أمريكا ضرب إرهابيي داعش في العراق، كما ارتفعت مرة أخرى بعد الإعلان عن ضرب النصرة وداعش في سورية، كما ارتفعت أسهم الشركة عندما وقع البنتاعون عقد شراء 196 صاروخ توماهوك من رايثون هذا العام.